تخوض ثماني مرشحات انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين. وهن يمثلن 14.5% من بين المرشحين الـ55. يحاولن الوصول إلى المقعد التاسع في مجلس النقابة عبر تاريخه. إلا أن هذه المحاولة تبدو أقل من حيث عدد المرشحات عن المرات السابقة. ففي انتخابات عام 2017 تنافست 14 صحفية، اثنتان منهن على مقعد النقيب و12 مرشحة لعضوية المجلس. ولم يحالف الحظ سوى 9 صحفيات فقط فزن بعضوية المجلس منذ إنشاء النقابة قبل 80 عامًا، هن: أمينة السعيد، نوال مدكور، أمينة شفيق، فاطمة سعيد، بهيرة مختار، شويكار طويلة، عبير سعدى، حنان فكري.
أسباب متعددة، كما تراها مهتمات بالشأن النقابي، أضعفت فرص المرشحات لتمثيلهن داخل مجلس نقابة الصحفيين. لا تبعد في مجملها عن حالة الاستقطاب المجتمعي باتجاه المرشحين الذكور. رغم أن أربع صحفيات شاركن في الاجتماع التأسيسي الأول للنقابة في العام 1941.
الحاجة الملحة لفوز مرشحة في الانتخابات الحالية تتزامن مع نقاشات حول ضرورة وجود لجنة للمرأة داخل المجلس لتمثيل الصحفيات. على أن تهتم بمشكلاتهن وما يتعرضن له خلال ممارستهن للعمل الصحفي. ذلك إلى جانب الملفات الأخرى الخدمية.
ترشحت لعضوية مجلس النقابة الزميلات: دعاء النجار، سمية العجوز، إكرام منصور، نور الهدى زكي، هبة باشا، فكرية أحمد، سامية فاروق، داليا أبوشقة. وتجرى الانتخابات يوم الجمعة 19مارس الحالي، بعد تأحيلها لعدم اكتمال النصاب القانوني لعقد الجمعية العمومية 50% +1.
دعاء النجار
للمرة الثانية، تترشح دعاء النجار، الصحفية بجريدة “الجمهورية”، في انتخابات مجلس إدارة نقابة الصحفيين. إذ لم يحالفها الحظ في الدورة السابقة رغم حصولها على ما يقارب 1100 صوت. وهو ما دفعها للتنافس مرة أخرى. نظرًا لغياب تمثيل على مدار دورتين متتاليتين، بحسب قولها.
تطالب النجار بضرورة تأسيس لجنة للمرأة داخل النقابة، تهتم بقضاياهن بشكل عام. وهو ما استعرضته خلال برنامجها الانتخابي، تحت عنوان “تمثيلكم شرف وخدمتكم واجب”. على أن تعمل تلك اللجنة على حل مشكلات الصحفيات، وما يتعرضن له خلال ممارستهن للعمل الصحفي، والسعي لتوفير ظروف أفضل للصحفيات المغتربات وتقديم الحماية اللازمة لهن.
كما تنادي النجار في برنامجها الانتخابي المتمثل في 13 بندًا، بضرورة الحفاظ على هيبة وكرامة أبناء المهنة. وأيضًا التفاوض مع كل الأطراف المعنية لتحسين الأوضاع المالية والاقتصادية للعاملين فى المهنة.
ولم تغفل النجار في برنامجها الجانب الخدمي، من أجل الحفاظ على حقوق الصحفيين، في الحصول على خصومات في المواصلات العامة. مع توفير قروض حسنة، وحل مشكلة النادي البحري بالإسكندرية، والتواصل مع بعض الأندية المشهورة لتقديم تسهيلات. وكذلك تخصيص دور مناسبات للصحفيين، وحصول الصحفيين على سيارات بتسهيلات في السداد.
وفيما يتعلق بالعمل النقابي، تهتم النجار بتطوير الدورات التدريبية في النقابة، بما يتوائم مع التطور العالمي في الصحافة والتعاون مع مؤسسات التدريب الصحفية العربية والعالمية لتنمية المهارات، والسعي لتوقيع برتوكول تعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية، لحصول الصحفيين على دورات مخفضة في التثقيف السياسي والأمن القومي.
سمية العجوز
بعدما خاضت المنافسة في انتخابات الصحفيين السابقة على مقعد النقيب، قررت سمية العجوز، الصحفية بوكالة أنباء الشرق الأوسط، خوض الانتخابات مرة أخرى على عضوية المجلس تحت السن. ذلك إيمانًا منها بضرورة تمثيل المرأة في المجلس النقابي.
يأتي برنامج العجوز في 10 بنود. ويشمل الخدمات التي يحتاج إليها الصحفيون. ومنها إدراج مشروع العلاج تحت مظلة التأمين الصحي الشامل – إنشاء لجنة لدعم أسر الزملاء المتوفين والأرامل عن طريق الاكتتاب – خدمة ودعم الصحفيين بالمحافظات.
كما تطرقت إلى الاهتمام بإنشاء لجنة للدفاع عن الزملاء في أي قضية تتعلق بالنشر أو غيره، ورعاية أسر الزملاء المحبوسين، ومطالبة الدولة بتخصيص مجمع للصحفيين يضم كل المؤسسات الصحفية، وتخصيص قطعة أرض تكفي لإنشاء جامعة أهلية للنقابة، والحصول على وحدات سكنية مخفضة بالعاصمة الإدارية.
ورغم أن البرنامج الانتخابي للعجوز تغافل عن ذكر تخصيص لجنة للمرأة وكيفية التعامل مع الملفات الشائكة التي تخص المرأة الصحفية، إلا أنها تطرقت لذلك الجانب من خلال تصريحاتها. فقالت إن المرأة غابت عن المشهد النقابي. خاصة الدورة السابقة والتي غفلت تواجدها، و”علينا التواجد وبقوة في هذه الدورة”، مشيرة إلى ضرورة تواجد كتلة نسائية تمثل الصوت النسائي في الجمعية العمومية تعبر عن هموم ومشاكل ومطالب الصحفيات.
التحرش وقضايا المطلقات والأرامل
ولفتت العجوز، في تصريحات لـ”مصر 360″، إلى أن غياب تمثيل المرأة الصحفية في العديد من الأماكن مثل مجلس النقابة وعدم تعينهن في مجلسي الشعب والشيوخ. علاوة على عدم تعينهن في مجالس إدارة المؤسسات الصحفية وغيرها، تعود إلى تراجع الدور الصحفي لجماعة الصحفيين. وأرجعت ذلك إلى أن قيادات المهنة حاليا مهتمون بالمناصب دون النظر إلى المهنة وأوضاع النقابة التي تدهورت، بسبب ضعف القيادات الصحفية متصدرة المشهد أمام القيادة السياسية.
وتطرقت العجوز إلى نقطة أغفلها “المجلس الرجالي” على حد وصفها. وهي القضايا الشائكة التي تتعلق بالأرامل والمطلقات ممن يعطلن عن العمل. وعددهن ليس بقليل، يخيرن بين انقطاع البدل أو سحب المعاش الذي يصرف لهن، بحسب قولها.
كما تهتم بتناول قضية التحرش. وترى أنها القضية التي كلما فتحت أغلقت “بالضبة والمفتاح”. مضيفة أن ملفات كثيرة تخص المرأة لا يتكلم عنها أحد، لذلك رأت ضرورة إنشاء لجنة للمرأة تناقش تلك الهموم، ويتوفر لها الجانب الخدمي، وتشرف على 47% من الجمعية العمومية المتمثلين في الصحفيات.
إكرام منصور
لأول مرة تخوض إكرام منصور الصحفية بجريدة الجمهورية، انتخابات الصحفيين على مقعد عضوية المجلس “تحت السن” بشعار “أفعال لا أقوال” دون وجود برنامج انتخابي محدد. ولكنها أعلنت تبنيها مطالب الصحفيات، باحثا عن حقوقهن.
وقالت منصور إن المرأة حصلت على مكانة كبيرة، وباتت تتولى 12 حقيبة وزارية، وهو ما يستوجب أن يكون لها تمثيل مشرف في مجلس نقابة الصحفيين.
هبة باشا
كما ترشحت هبة باشا، مديرة تحرير مجلة نصف الدنيا، وعضو اللجنة الإعلامية للمجلس القومي للمرأة. انطلاقًا من حرصها على قوة الصحفيات داخل النقابة، واللائي يمثلن 40% من الجمعية العمومية.
ولفتت هبة إلى أن العمل النقابي يحتاج لفكر نسائي. فقد أشارت في برنامجها الانتخابي إلى ضرورة تأسيس لجنة للمرأة داخل النقابة. ذلك للاهتمام بقضايا الصحفيات مع عدم التمييز. مشيرة إلى أن قوة المرأة تكمن في الفكر والقدرة على طرح رؤى وأفكار مختلفة.
تقتدي هبة بالكاتبة الصحفية أمينة شفيق، والتي تقول عنها إنها لم تصنف يومًا كامرأة. رغم أنها كانت تعتد بكونها نقابية قديرة. وهو الأمر الذي شجعها على الترشح لضرورة وجود نماذج صحفيات على نفس القدر من العطاء.
لم توفر هبة برنامجًا صريحًا، ولكنها تداولت أهم الملفات التي تتبناها، خلال جولاتها الانتخابية بالصحف والمواقع الإليكترونية، التي تهدف لتحسين أوضاع الصحفيين، وملف تدريب الصحفيين ورفع قدراتهم وتأهيلهم تكنولوجيا، وتحسين مستوياتهم في اللغات.
نور الهدي زكي
ترشحت الكاتبة الصحفية نور الهدى زكي، لعضوية المجلس “فوق السن”، في مشهد ليس بالأول لها في انتخابات الصحفيين، من أجل “كسر تابوه تمثيل الرجال في المجلس النقابي”، وفق قولها.
ودعت الصحفيات للمشاركة في المشهد الانتخابي لتكرار الكوادر النقابية النسائية البارزة في السابق، لخوض معارك من أجل أعضاء الجمعية العمومية. وعن التمثيل النسائي، أوضحت نور الهدي أن الصحفيات لا يحتجن لكوته داخل المجلس، نظرا لوعيها وإدراكها حقوقها. مشيرة إلى أن ضعف تمثيل المرأة بالنقابة يعود إلى أن الجماعة الصحفية تعاني من نفس أفكار المجتمع الذي يقصي المرأة ويهمشها من تولى المناصب القيادية.
وقالت إن الصحفيات لا يحتجن “كوتة” داخل مجلس النقابة؛ نظرًا لأنهن فئة عالية الوعي، وعملها الأساسي هو القراءة والكتابة، والاشتباك في معارك كبيرة، ولكنها تحتاج في الأساس لدور نقابي.
استرداد النقابة، هي القضية الرئيسية التي ستتبناها نور الهدى حال فوزها، والتي تصف بأنها في حالة “اختطاف حقيقية”، من حيث هيبة المهنة، والتضييق على العمل والحريات الصحفية، مؤكدة ضرورة أن يكون للجمعية العمومية دور لاسترداد النقابة من جديد.
فكرية أحمد
وعلى مقعد مجلس النقابة، قدمت الكاتبة فكرية أحمد برنامجها الانتخابي الذي يضم 14 محورا، ويهتم بتوفير حياة كريمة للصحفيين كافة، من خلال لائحة موحدة للرواتب، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى مبلغ مناسب يضمن لهم حياة كريمة، وإلزام جميع الصحف بها، واتخاذ إجراءات عقابية ضد الصحف حال عدم الالتزام، وتقديم مقترحات قابلة للتنفيذ لتعظيم موارد النقابة، إلى جانب رفع قيمة معاشات الصحفيين.
تهتم فكرية بحقوق الصحفيين. ذلك من خلال التصدي لحالات الفصل والطرد التعسفي. بالإضافة إلى الاتفاق مع عدد من المحامين للدفاع عن حقوق الزملاء أمام القضاء والمطالبة بالتعويضات مقابل أتعاب رمزية. وأيضًا دعم التصدي لأي انتهاكات يتعرض لها الصحفيون سواء بالمنع من التغطية، وإيقاف النشر والمصادرة ومنع المقالات. لاسيما دعم مجلس النقابة للتصدي لأي محاولة تقيد سلطات النقابة. مع عدم التغافل على الجانب الخدمي.
تركز الصحفية بجريدة الوفد على ضرورة توفير الدعم القانوني للزملاء الذين ما زالوا رهن الحبس الاحتياطي. وكذلك المطالبة بالإفراج عنهم بضمان النقابة. فضلاً عن تحسين أوضاعهم المعيشية والصحية وتسهيل زيارة أسرهم لهم.