أيمن موسى، شاب في العشرينات من عمره فقد حلمه الدراسي، ومعه زهرة شبابه خلف الجدران. دخل عامه الثامن محبوسًا بتهم تتعلق بـ”العنف والتعدي على قوات الأمن“.

ألقى القبض على أيمن موسى على هامش أحداث رمسيس التي وقعت في أكتوبر ٢٠١٣، وكان يبلغ من العمر حينها 19 عامًا، وأدين بـ”التظاهر والانتماء لجماعة محظورة والتحريض على العنف والتعدي على قوات الأمن”. صدر ضده حكم بالسجن المشدد 15 عامًا، وغرامة قدرها 20 ألف جنيه وخمس سنوات مراقبة.

الفصل من الجامعة

أيمن موسى كان طالبا بالجامعة البريطانية، ووصل للعام الثاني بهندسة الميكانيكا، ولكنه فُصل لكون الدراسة تحتاج حضورًا، فاضطر للتحويل إلى كلية لا تحتاج دراسة عملية.

حوّل بالفعل لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة نفسها. نظّم زملاؤه في الجامعة عدة وقفات احتجاجية؛ للمطالبة بالإفراج عنه لاستكمال دراسته، بيد أنه استطاع- وهو في محبسه- التخرج من الجامعة في نوفمبر العام الماضي.

قدمت أسرته ومحاميه نقضًا على الحكم الصادر ضده، لكنه رُفض لتصبح العقوبة نهائية، والتي تصل إلى نصفها في شهر أبريل المقبل، وهو ما دفع أسرته وأصدقائه لتدشين حملة للمطالبة بالإفراج عنه.

أحد أصدقاء موسى قال إن “عددًا كبيرًا من المتهمين في القضية خرجوا من الحبس عبر لجنة العفو الرئاسي خلال الفترة من 2016 إلى عام 2018. أغلبهم من الطلبة زملاء أيمن”.

الأمل الأخير

تعتبر أسرة وأصدقاء أيمن أن الإفراج بعد قضاء نصف المدة هو الأمل الأخير للخروج من محبسه بعد انتهاء كافة السبل القانونية، حتى أصبح الحكم نهائيا.

عبد الرحمن الجندي، صديق أيمن موسى، قال إن الجميع يتفق على محبة صديقه، الذي يتميز بالذكاء وامتلاك مهارات اجتماعية جعلته محبوبا من الجميع.

الجندي كان صديقا لأيمن في محبسه، قضى معه 7 سنوات على ذمة القضية نفسها، وخرج منذ عام واحد، ظل طوال هذا العام يفكر في صديقه الذي تركه وحيدا في محبسه، يواجه نفس التهم التي وجهت له.

وفاة والده

توفي والد أيمن عام 2015، ونجله لا يزال في محبسه، وعن تلك اللحظات يقول الجندي إن القائمين على سجن وادي النطرون رحلّوه فجأة بدون أن يعرف أحد السبب، خاصة أنه ليس توقيت امتحانات. وما إن حلّ الليل حتى عرفنا أن والده توفى.

وعن الطريقة التي عرف بها أيمن الخبر، يقول الجندي إن صديقه ترحل أولا إلى سجن المزرعة دون أن يخبروه السبب، وظل طوال اليوم في زنزانة انفرادي، وفي صباح اليوم التالي، جرى نقله في مدرعة ليفاجئ أنه أمام منزله في مدينة نصر، ليقول له الضابط إن والدك توفى. قضى أيمن لحظات رفقة أهله وقد غشيته الصدمة قبل أن يعود مرة أخرى إلى وادي النطرون.

دعم وتدوين

ياسين محمد صديق أيمن في محبسه أيضا قال إن “أيمن موسى ينتظر العفو منذ سنوات”. وفي واحد من الأعياد التي مرت عليه داخل السجن أخبر أصدقاءه أن لديه إحساس بقضاء العيد وسط أهله، لكنه أحبط دقائق عندما خلت القائمة من اسمه.

تحت عبارة “الحرية لأيمن موسى”، و”عفو رئاسي لأيمن موسى”، دشن أصدقاؤه مطالبات عبر مواقع التواصل للإفراج عنه، وأطلقوا عريضة لجمع التوقيعات تمكنت من جمع أكثر من 3 آلالاف توقيع.

قبل حبسه بدأ أيمن لعب رياضة الباركور، وبعد الحبس كان يتحدث مع أصدقائه عن هواياته الرياضية، وبدأ في القراءة حول التغذية وكيفية بناء الجسم السليم والعضلات أيضا.

ضم الوسم الهوايات التي كان يفضلها موسي، وهما رياضتي الغطس والباركور، ودوّن أصدقاؤه “أيمن كان لاعبا في فريق نادى هيليوبليس للغطس منذ طفولته، ووصل منتخب مصر للغطس وحقق ميدالية لمصر في أكتر من بطولة وهو في سن صغيرة”.

https://twitter.com/Amanyaboawd01/status/1370904616662151168?s=20

وضم الوسم أيضا تدوينات من أصدقاء ومشاهير، فكتبت سامية جاهين: “الثورة وشبابها اللي بيدفعوا سنين من عمرهم ثمن الحلم.. آدي اللي كان وآدي القدر وآدي المصير.. نودع الماضي وحلمه الكبير”.

وكتب خالد منصور: “ستكون لفتة ذكية من أصحاب القرار في #مصر أن يمنحوا #الحرية_لأيمن_موسى المحبوس من ٨ سنين، وذلك عن طريق #عفو_رئاسى_لأيمن_موسى لأنه دخل السجن وعمره حوالي عشرين عاما على جريمة كانت سياسية في واقع الأمر. أيمن كان طالب في كلية الهندسة بالجامعة البريطانية بالقاهرة، ومدرب كرة ماء في نادي هليوبوليس الرياضي، وصل إلى منتخب مصر للغطس وحقق ميدالية لمصر في أكثر من بطولة”.