يخوض قطبا الكرة المصرية “الأهلي والزمالك“، اليوم الثلاثاء، مواجهتين مصيريتين في الجولة الرابعة لدور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا. إذ يواجه المارد الأحمر فيتا كلوب الكونغولي بالعاصمة كينشاسا. وذلك بحثًا عن انتصار ثمين يعزز حظوظه في الصعود للدور القادم. بينما يستضيف الفارس الأبيض نظيره الترجي التونسي باستاد القاهرة الدولي مساء اليوم أيضًا، في محاولة لرد الصفعة وتحقيق فوز غال، يعيد أمل الصعود لربع النهائي بعد تعقد موقفه بالجولات الماضية.

الأهلي في مواجهة المجهول بالكونغو

يسعى الأهلي، حامل اللقب، لتحقيق نتيجة إيجابية للحفاظ على حظوظه في التأهل للدور التالي. حيث يحتل حاليًا المركز الثالث بـ4 نقاط، وهو نفس رصيد فيتا الثاني، فيما يحتل سيمبا التنزاني صدارة المجموعة بـ7 نقاط.

وفي الوقت الذي تنفس الفريق الصعداء بعدما حصل الثنائي عمرو السولية وطاهر محمد طاهر على الإذن الطبي للمشاركة في المران الرئيسي أمس الإثنين.

تعرض محمد هاني ظهير الفريق لإصابة في الرأس، أسفل ‏الحاجب أثناء المران. وقد تطلب ذلك جراحة تجميلية صغيرة في موضع الجرح الناتج عن كدمة قوية. علمًا بأن هذه الإصابة لن تمنعه من المشاركة بشكل طبيعي في المران الرئيسي للفريق.

تقام المباراة في الثانية عصرًا بتوقيت الكونغو الديموقراطية، الثالثة عصرًا بتوقيت القاهرة. وهو ما يعني أن درجة الحرارة ستكون في ذروتها باستاد الشهداء بالعاصمة كينشاسا. كما من المتوقع أن تبلغ الدرجة العظمى يوم المباراة نحو 31 درجة مئوية. لكن ما يزيد من الشعور بحرارتها ارتفاع الرطوبة لنسبة 74%. مع إمكانية هطول أمطار وعواصف رعدية.

قال حمدي شعبان سفير مصر بالكونغو، في تصريحات تلفزيونية، إن المباراة ستقام في طقس حار للغاية. ونوه: “لكن معسكر الأهلي يسير بشكل جيد ولا يوجد أي تعقيدات”.

ويبدو أن الأهلي غادر مبكرًا للكونغو حتى يتمكن من خوض مرانين على الأقل في الظهيرة، للاعتياد على درجة الحرارة المرتفعة. بينما سيلعب المباراة على أرضية من النجيل الصناعي التي لم يعتد اللعب عليها في مباريات الدوري المحلي.

وخاض الأهلي مرانه الرئيسي مساء الإثنين على ملعب الشهداء الذي يستضيف المباراة، وفقًا للوائح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف“. وهي تمنح الفريق الضيف الحق في التدريب مرتين على ملعب المباراة إذا كانت أرضيته من النجيل الصناعي.

وبالنظر لأهمية الفوز وخطف النقاط الثلاث أمام فيتا كلوب بالنسبة للأهلي، فإن طريقة “4-2-3-1” هي الأنسب للمدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني أمام الفريق الكونغولي. بإشراك ثنائي وسط الميدان آليو ديانج وحمدي فتحي “السولية” في منطقة وسط الميدان. وكذلك الدفع بعناصر هجومية تمتاز بالسرعة في الخط الأمامي للمارد الأحمر. أمثال: محمد شريف، وطاهر محمد طاهر ومحمد مجدي أفشة بالإضافة إلى النيجيري جونيور أجايي، في محاولة لخطف هدف يساعده على العودة بفوز ثمين من كينشاسا.

فيتا كلوب يبحث عن الانتقام

فلوران إينجي مدرب الفريق الكونغولي، تحدث عن إقامة المباراة في وقت الظهيرة. وقال: “الأهلي يعلم أننا نأتي من بلد حار وأجبرونا على اللعب في التاسعة مساء”. وواصل في تصريحات تليفزيونية: “لقد قاموا برش المياه في الملعب وهم يمتلكون الأحذية الملائمة للملاعب المرشوشة بالمياه، كان الأمر في صالحهم ولحسن الحظ أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم جعل المعاملة بالمثل”.

وختم: “لذا سنلعب المباراة في الموعد الذي نحدده، وهو الثانية ظهرا، هذا التوقيت مناسب لنا، ونأمل أن تشتد الحرارة في هذا التوقيت ليعلموا أن ما فعلوه في القاهرة لم يكن جيدًا”.

تاريخ مواجهات الفرق المصرية والكونغولية

الفرق المصرية خاضت في الكونغو 22 مباراة سابقا، كانت الهزيمة حاضرة في 16 مباراة. بينما التعادل كان موجود في 6 مناسبات. وسبق أن لعب نادي القرن في الكونغو ثلاث مباريات من قبل. وقد خسر في اثنتين آخرهما من فيتا كلوب في دوري أبطال أفريقيا عام 2019 وتعادل في مباراة أخرى. بينما الزمالك خاض في الكونغو الديمقراطية، حيث لعب الفارس الأبيض 8 مباريات خسر 6 مرات وتعادل مرتين فقط.

المقاولون العرب لم يخسر في الكونغو الديموقراطية بعد أن خاض مباراة واحدة ضد سودجراف في نهائي أبطال الكؤوس 1996 وتعادل دون أهداف. ثم حقق الفوز بالقاهرة 4-0 وفاز بلقب البطولة. كما خسر سموحة في الكونغو من مازيمبي في بطولة دوري أبطال أفريقيا عام 2015.

ويعد مازيمبي هو أكثر الفرق الكونغولية مواجهة للفرق المصرية بواقع 18 لقاءً، داخل وخارج أرضه. وحقق الفوز في 8 مباريات وتعادل في 6 لقاءات وخسر 4 مرات فقط. فيما واجهت الأندية المصرية نظيرتها من دولة الكونغو الديموقراطية في 45 مباراة، فازت 14 مرة، وفازت فرق الكونغو 19 مرة. وكان التعادل سائدًا في 12 مباراة وأحرزت 44 هدفا واستقبلت 47 هدفًا.

الزمالك في وضع صعب أمام الترجي

على الجانب الآخر، يبدو موقف الزمالك في المجموعة الرابعة التي أطلق عليها الخبراء “مجموعة الموت” أكثر تعقيدًا من الأهلي. لا سيما أن الفارس الأبيض يحتل المركز الثالث برصيد نقطتين فقط. بعدما مني بخسارة كبيرة أمام الترجي التونسي في الجولة الثالثة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.

ولا يملك المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني الجديد لفريق الزمالك، سوى الفوز على الترجي في القاهرة. ذلك لإنعاش آمال الفارس الأبيض في العبور الصعب لدور الستة عشر من بطولة دوري أبطال إفريقيا.

https://twitter.com/ZSCOfficial/status/1371184375237337092?s=20

بلا شك سيكون عليه اتباع طريقة لعب هجومية وكما عودنا في ولايته الأولى سيعتمد على 4-2-3-1. فهي الأنسب لفريق الزمالك. ولكن يجب عليه معالجة مشكلة كبيرة في الخط الأمامي لفريق الزمالك أثناء مواجهة الترجي. تكمن في سوء استغلال الفرص المحققة للتهديف. وكذلك إعطاء الثقة لأسامة فيصل في قيادة الهجوم الأبيض. وأيضًا تعويض رحيل مصطفى محمد، الذي يقدم مردودًا إيجابيًا أفضل من مروان حمدي المنضم في الشتاء الماضي، ولم يقدم أوراق اعتماده بعد للجماهير البيضاء.

فرص ضئيلة غير مستحيلة

فرصة الزمالك في التأهل ليست قوية، بنسبة لا تتعدى الـ40%. لأن الفريق أضاع فرصته الكاملة في المباراة التي كانت على ملعبه أمام مولودية الجزائر. وكذلك أمام الفريق حديث العهد تونجيت السنغالي خارج الديار.

كان الزمال يحتاج حصد ست نقاط من تلك المواجهات، ولكن الميزة الوحيدة في مباريات الزمالك المقبلة، أن للفريق مباراتين على ملعبه “الترجي وتونجيت” ويجب الفوز في جميع المباريات لتحقيق الصعود.

ولابد أن يلعب الزمالك على الفوز ويضع لاعبوه في أذهانهم أن فريق مولودية الجزائر سيصبح رصيده ثمانية نقاط بالفوز على تونجيت بنسبة كبيرة، وهو الأمر الذي سيعطي ثقة كبيرة للفريق الجزائري، خاصة أن وقتها سيتبقى له نقطة واحدة للتأهل الرسمي. لذلك تعد فرص الزمالك هي الأقل، والفرص الأقوى لصالح الترجي والمولودية، ولا بديل عن الفوز في المباريات الثلاث القادمة، وأي نتيجة حتى لو تعادل تعني أن الزمالك خارج البطولة.

كارتيرون يعلم ما سبق جيدًا وسيعمل عليه من الجانب النفسي أولاً ثم الفني مع لاعبيه لإعدادهم بالشكل الأمثل لتلك المهمة الصعبة. يدعم ذلك نجاحه معهم في قهر الترجي والفوز بكأس السوبر الأفريقي منذ عام مضى، ولديه الخبرات والقدرات على تأهيلهم، وإخراج أفضل ما لديهم في الملعب لحصد النقاط الثلاثة أمام الترجي ثم تونجيت في القاهرة، وكذلك المواجهة الفاصلة أمام المولودية بالجزائر.