قضت محكمة أمن الدولة الأردنية، بإعدام 5 أشخاص في الاعتداء على “صالح حمدان” قبل عدة أشهر، في قضية عرفت إعلاميًا بـ”فتى الزرقاء“.

قالت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” : “محكمة أمن الدَّولة تحكم بالإعدام شنقًا حتى الموت على 5 من مرتكبي جريمة فتى الزرقاء”.

تضم القضية المعروفة إعلاميًا بـ”فتى الزرقاء” 17 متهمًا. يواجهون عدة تهم من بينها القيام بعمل إرهابي يعرض المجتمع للخطر. والشروع بالقتل العمد بالاشتراك، فضلًا عن تعمد إحداث عاهة دائمة، والخطف الجنائي.

الانتقام أول الخيط

فوجئ المجتمع الأردني بجريمة هزت الأركان، إذ عمدت مجموعة من “الزعران” وهم الجماعات التي تفرض الإتاوات باستخدام البلطجة على البائعين في أسواق المملكة.

كذلك قالت والدة فتى الزرقاء إن الأزمة لها خلفية تاريخية طويلة، إذ إن هناك حالة من العداء بين العائلة ومع مجموعة من الزعران. إذ بدأ الأمر بخلاف بين الأب الذي يعمل إمام جامع ومجموعة من الذين يفرضون إتاوات في أحد الأسواق، ما دفع الأب إلى التدخل لمحاولة حل الخلاف إلا أن ما حدث كان غير ذلك”.

تضيف الأم: “عندما ذهب الأب إلى مكان المشاجرة، تم الاعتداء عليه من قبل مجموعة من البلطجية. وتبادلوا الضربات بين كافة الأطراف ودون قصد طعن الأب أحد الأفراد وأصابه بشكل خطير أدى إلى وفاته. وعلى آثره وقعت بعض الأحداث بداية من طرد العائلة من الحي ومن ثم سجن الأب في تهمة القتل”.

ظن البعض أن الأزمة انتهت إلا أن لدى مجموعة الزعران لم تنته. إذ قرروا الانتقام لصديقهم.

كيف وقعت الحادثة؟

لم يكن الشاب صاحب الـ16 عامًا يعرف أنه سيكون السبيل للانتقام من والده. إذ ظن أن الأزمة انتهت وتم الزج بوالده في السجن.

كذلك قال فتى الزرقاء عن ليلة الحادثة: “قضيت ليلة الحادث أصلِ قضاء الليل كما صليت ركعتين لقضاء الحاجة. ثم صليت صلاة استخارة، بعد ذلك نمت ثم استيقظت وقت صلاة الفجر وذهبت للصلاة بالمسجد. وعدت بعدها للبيت”.

حتى تلك اللحظة لم يكن يوم فتى الزرقاء بدأ، إذ استيقظ بعد فترة لقضاء طلبات والدته، وكان أول تلك الطلبات شراء الخبز من للفطار.

كذلك يقول: “بعد ذلك ذهبت لشراء الخبز. وبمجرد رؤيتي لأحدهم في إشارة إلى مجموعة من الزعران. ركدت وتوجهت إلى سيارة كوسيلة للهروب لكن حين فتحت باب السيارة اكتشفت أنها تتبعهم. كان داخلها 10 أفراد ما أن رأوني حتى انهالوا عليا بالضرب وأرغموني على دخول السيارة”.

كما تابع: “لم أشعر بالألم، أمسك الله على قلبي، لم أبك كنت على قدر كبير من التحمل. طالبتهم بقطع يد واحدة وترك أخرى إلا أنهم ردوا عليا أنهم ينوون شرب الدماء اليوم”.

قائمة المحكوم عيلهم بالإعدام

العائلة المالكة تتدخل

فور انتشار مقطع الفيديو للشاب صالح حمدان، واستياء قطاع كبير من المجتمع الأردني. أمر الملك عبدالله الثاني، بتوفير العلاج اللازم لفتى الزرقاء والاحتياجات اللازمة له بداية من العلاج وتركيب أعضاء صناعية. وتوفير الرعاية الطبية اللازمة على أعلى مستوى.

كما أمر الملك بمعاقبة الجناة وسرعة البحث والتوصل إليهم لتقديمهم للعدالة بشأن ترويع المواطنين وارتكاب جريمة مروعة. بينما علقت الملكة رانيا، قائلة: “كيف نعيد لك ما أنتزعه المجرمون. وكيف نلملم أشلاء قلب أمك وذويك؟ كيف نحمي أبناءنا من عنف وقسوة من استضعف الخلق دون رادع ولا وازع؟”.

كذلك تابعت: “جريمة قبيحة بكل تفاصيلها، قلوبنا معك. فأنت ابن كل بيت أردني! وأضم صوتي إلى الأصوات التي تنادي بأشد العقوبات لمرتكبيه”.

إدانة حقوقية

أعلنت الأمم المتحدة إدانتها للحادث المروع الذي وقع بحق شاب لم يتعد 16 سنة. كما أعربت تانيا شابويزات، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة “اليونيسيف” عن استيائها من بشاعة الحادث.

كذلك قالت: “نشعر بالصدمة والحزن جراء العنف المروع الذي تعرض له طفل يبلغ من العمر 16 عامًا في الزرقاء”. كما شددت أن العنف ضد الأطفال غير مقبول على الإطلاق. واصفة إياه بـ”الوباء” الذي يهدد المجتمع مثله مثل جائحة كورونا.