أوقعت قرعة الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، ليفربول بطل البريميرليج الذي يلعب محمد صلاح في صفوفه، في مواجهة ريال مدريد بطل الليجا وأوروبا التاريخي. لذلك وجد الفريق الأحمر نفسه في موقف لا يحسد عليه خاصة أنها البطولة الوحيدة المتبقية لكي ينقذ موسمه.
الصدمة التي تلقاها محبو ليفربول مرجعها إلى مستوى الفريق الضعيف ونتائجه السيئة هذا الموسم. هذا ما قاله بالفعل يورجن كلوب مدرب الريدز حيث وصفها بالمواجهة الصعبة ولكنها مثيرة في نفس الوقت.
لكن الأمر يبدو مختلفًا تمامًا عند نجم مصر محمد صلاح هداف ليفربول الأول طوال المواسم الأربعة الأخيرة. حيث ينتظر الفرعون هذه المواجهة بسعادة كبيرة لعدة أسباب ودوافع نستعرضها في السطور القادمة.
ثأر وانتقام من راموس
لا ينسى الجميع آخر مواجهة بين الفريقين في نهائي البطولة ذاتها بعام 2018، حيث تسببت في إصابة صلاح بخلع في الكتف بعد جذبه بعنف من قبل قائد الملكي سيرخيو راموس. الأمر الذي كاد يبعده عن كأس العالم 2018 مع المنتخب المصري، بيد أنه لم يلعب أول مباراة بالفعل في البطولة.
وكان ليفربول يستعد للظفر بالبطولة الغائبة عن خزائنه منذ عام 2005 في هذا النهائي، متسلحًا بأرقام صلاح القياسية حينها. إذ سجل في ذلك الوقت 32 هدفًا بالدوري المحلي، محطماً عدة أرقام قياسية في موسم تاريخي له.
وفي الطرف المقابل قطار النادي الإسباني يبحث عن البطولة الكبرى الثالثة تواليًا والثالثة عشرة وهو ما حدث. وذلك بعدما تعرض الإنجليز لصدمة خروج هداف الفريق عند الدقيقة 31 بسبب مسك سيرخيو راموس بذراع المصري وإسقاطه ما تسبب بخروجه باكيًا والإعلان عن تعرضه لجزع في أربطة مفصل الكتف. وانتهت المباراة بفوز إسباني بثلاثة أهداف لهدف.
ولم تتوقف إصابة صلاح عند صافرة الحكم، إذ هوجم راموس على حساباته في منصات التواصل الاجتماعي وصولا إلى رقمه الخاص الذي اضطر إلى تغييره لاحقا. خاصة أن غياب محمد صلاح عن كأس العالم كان محتملاً، ولذلك أول دوافع الفرعون في هذه المواجهة هو الانتقام من راموس وما فعله به آنذاك.
فترة صعبة للفريقين الكبيرين
يعيش الناديان فترات متذبذبة في الموسم الحالي. إذ تعرض ريال مدريد إلى 4 خسائر في الدوري الإسباني وتعادل 6 مرات. كما ودع بطولة الكأس ويقع ثالثا في الترتيب بفارق 6 نقاط عن المتصدر.
بينما يعيش ليفربول، حامل اللقب الإنجليزي وضعًا أكثر سوءًا بعد مغادرته بطولتي كأس إنجلترا وكأس الرابطة أمام مانشستر يونايتد وأرسنال. كما يقع سادسًا في الترتيب المحلي بفارق 6 نقاط عن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. و25 نقطة عن المتصدر مانشستر سيتي، وهو ما يجعل المواجهة بمثابة حياة أو موت للفريقين.
سببان وراء سعادة صلاح بهذه المواجهة
صحيفة “ديلي إكسبريس” الإنجليزية ترى أن مواجهة ريال مدريد ستسعد محمد صلاح أكثر من أي فرد آخر في ليفربول لسببين. إذ أوضحت أن السبب الأول وهو الذي ذكرناه يعود إلى رغبته في الانتقام من ريال مدريد وقائده سيرخيو راموس.
أما السبب الثاني فيتعلق بالتكهنات المنتشرة حول مستقبل محمد صلاح في ليفربول، وإمكانية رحيله نهاية الموسم الحالي. ويمتلك صلاح عقدًا ساريًا حتى عام 2023، ورغم ذلك فإنه ارتبط بإمكانية مغادرة ليفربول في موسم الانتقالات الصيفي القادم.
وترك صلاح باب الرحيل عن ليفربول مفتوحًا في حواره الذي أجراه مع صحيفة “آس” الإسبانية في ديسمبر الماضي. وألمح لإمكانية رحيله إلى برشلونة أو ريال مدريد. وبالتالي سيأمل في تقديم أفضل أداء لديه أمام الميرينجي. ويرى أن تلك المباراة تمثل اختبارًا مثاليًا له لإظهار ما يستطيع فعله وذلك لجذب انتباه أي نادٍ محتمل لضمه.
تاريخ مواجهات حزين لصلاح أمام الملوك
الدافع الأخير والمهم، هو رغبة الفرعون الصغير في قيادة فريقه للفوز على ريال مدريد وهز شباك اللوس بلانكوس. إذ لم يسبق لصلاح أن فاز على الريال أو سجل في مرماهم، بل تربطه ذكريات أليمة.
فقد واجه محمد صلاح فريق ريال مدريد 3 مرات من قبل، خسرها جميعًا. بواقع: المباراة الأولى في ذهاب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2015-2016 مع فريق روما الإيطالي على ملعب سانتياجو برنابيو، وخسر فريقه بهدفين نظيفين. أما المباراة الثانية فكانت في إياب دور الـ16 لذات البطولة موسم 2015-2016 مع فريق روما وخسر فريقه بهدفين نظيفين.
المباراة الثالثة والأخيرة كانت في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2017-2018، مع فريق ليفربول، ووقتها خسر ليفربول بثلاثة أهداف مقابل هدف، وخرج النجم المصري مصابًا من الدقيقة 30.