حوانب جديدة من شخصية الأرملة اللعوب تكشفها حلقات مسلسل مدته لم تتجاوز 3 ساعات “أبلة فاهيتا: دراما كوين” الذي طرحته المنصة الأمريكية “نتفيلكس” قبل أيام قليلة، بغية استثمار النجاح الكبير الذي حققته الدُمية فاهيتا في برنامجها على المنصات التلفزيونية المصرية على مدار السنوات الأخيرة.

هذه المرة لسنا في الدوبلكس المعروف: بدون ضيوف يٌسخر منهم، وجماهير تصفق مع كل نكتة جنسية، بل داخل منزل الأرملة فاهيتا، صاحبة الإيحاءات الجنسية، نغرق في تفاصيلها في حضرة أبنائها، فهل نجحت نتفيلكس في استغلال الدُمية؟

يعتمد المسلسل المكون من 6 حلقات على استدعاء حالة من النوستالجيا التي فقدها التليفزيون المصري الذي كان رائدًا بها في فترات سابقة، حين كان يتم عرض مسلسل العرائس، “بوجي وطمطم”، كوجبة مسلية للأطفال، لكن “أبلة فاهيتا”، تختلف بالطبع، فهي الدُمية الأجرأ والتي يُكتب أعلى حلقاتها +18.

لا تتجاوز مدة الحلقة النصف ساعة، تقوم ببطولته الأبلة وأبناؤها كارو وبودي، بالاشتراك مع باسم سمرة و دنيا ماهر و زينة منصور ورحاب حسين ومنى ممدوح و أسامه عبدالله. وشارك في كتابة الحلقات دينا ماهر و محمد الجمل وعدد آخر من الكتاب، فيما وقع اختيار منصة نتفليكس على خالد مرعي لإخراج هذا العمل.

أبلة فاهيتا النجمة التي تتحول إلى قاتلة

في بداية حلقات الدراما كوين، يأخذك العمل إلى الحياة الشخصية لأبلة فاهيتا التي تظهر بجانبها العملي المتعجرف، والذي ينطبع على حياتها الشخصية مع أبنائها والعاملين معها خلف الكواليس، كل هذا يحدث مع وصلات استعراضية جذابة.

ومع انتهاء العرض ينقلنا المسلسل إلى تفاصيل الحياة الشخصية للأبلة، والتي تتعرض من خلالها إلى أزمة هي حبكة العمل الفني وهي أنها تصبح متهمة بجريمة قتل أحد أصحاب الكابريهات، الذي أدى دوره الفنان أسامه عبدالله، ليتحول سياق العمل من شخصية الأبلة المعتادة، إلى جانب الدراما كوين الذي يقوم المسلسل على أساسه.

ذروة العمل وحبكته منطقية خالية من الفانتازيا

بعد جريمة القتل يظهر جانب تمثليي متميز لكل من أبل فاهيتا وابنتها كارو، التي حملت مشاهدها جوانب درامية وإنسانية.

خلال الأحداث، تنفصل أبلة فاهيتا عن ابنتها كارو، وهنا نقف أمام أحداث درامية تظهر القدرات التمثيلية لكل من الدميتين أو بمعنى أدق القائمين على عمل الدميتين.

مع انفصال الأم وابنتها، أصبحت لكل منها جانب شخصية وأحداث درامية يتم العمل عليهما، في محاولة من الأبلة لإثبات برائتها من جريمة القتل بالاشتراك مع دنيا ماهر، والتي أدت دور بائعة الورد. حافظت ماهر على حضورها اللافت في مسلسل “بـ100 وش” الذي حقق نجاحا كبيرا في الموسم الماضي، لكنها لم تسع للتطوير .

أما كارو التي برعت في المشاهد الدرامية تعتبر بالفعل هي مفاجأة الدراما كوين، متخذة مساحة فنية كبيرة، والتي كانت أغلب مشاهدها داخل الكباريه الذي يديره باسم سمرة، ويتواجد به عدد آخر من الفنانين السالف ذكرهم.

اضطرت كارو العمل بالكبارية بعد أن تركتها والدتها هناك بحثًا عن براءتها. نجحت الدٌمية في نقل المشاعر الإنسانية لطفلة حقيقية مسئولة عن شقيقها الأصغر اضطرت للعمل بالكباريه للحصول على طعامها.

تركت كارو علامة مع الجمهور بسبب أغنية تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حملت اسم “أي أي آه”، وهي من كلمات منة القيعي وألحان عمرو الشاذلي و توزيع حسن الشافعي، وجمعت بين الكوميديا والدراما التي تعيشها فتاة مقتنعة أن والدتها تخلت عنها من أجل ذاتها.

فنانون أضافوا للأبلة ولم يضفوا لأنفسهم 

رغم نجاح باسم سمرة في أداء دور صاحب الكباريه، لكنه لم يقدم نسخة جديدة من سمر ولم يضف إليه الدور كثيرا، بل هو من أضفى روح الفن والعمل الدرامي على المسلسل، وكذلك زينة منصور التي قامت بأداء زوجة باسم سمرة وجاء دورها مشابهًا تمامًا لما قامت به في مسلسل “هذا المساء”، وانطبق ذلك على منى ممدوح و رحاب حسين “فتيات الكباريه”.

نجومة الأبلة

وبالتالي تم استغلال كل هؤلاء الفنانين، بشخصيات أدوها بالفعل من قبل، حتى يتم ضمان النجاح في العمل الجديد، وعدم المخاطرة بخلق شخصيات جديدة لا تتماشى مع تاريخ الأبلة.

إيحاءات لا تنتهي

اعتاد جمهور أبلة فاهيتا بشكل عام على تواجد إيحاءات جنسية في حلقات البرنامج، وبالتالي الأرملة التي تعلن أنها تتعامل بطبيعتها، لابد أن تكون حياتها الشخصية بها بعض الإيحاءات، وظهر ذلك من خلال إيحاءات صريحة عن عمليات جنسية ينتابها بعض الشذوذ وما شابه ذلك، لتظل الأبلة كما هي.

الملابس والموسيقى.. عوامل نجاح ملائمة

جاءت الموسيقى التصويرية التي وضعها حسن الشافعي ملائمة تمامًا لكل المشاهد سواء جاءت في إطار كوميدي أو دراما، والتي تجعلك تشعر وكأنك لا تشاهد دُميات على الشاشة بل على العكس تمامًا هي شخصيات واقعية ذات لحم ودم، بل وساعدت الموسيقى في الكثير من المشاهد في التعاطف مع كارو في مشاهدها الدرامية التي تميزت بها.

أما الملابس فكانت الغلبة فيها لفستانين الأبلة وماركاتها العالمية التي تسخدمها والتي جاءت مناسبة جدًا للأدوار، حتى في لحظات تحولها للسكن مع بائعة الفل، والتي تحولت بها لطبقة اجتماعية مغايرة.

نهاية منطقية جدا !

بعد رحلة بحث استمرت 6 حلقات من المسلسل، عن من هو القاتل الذي دمر حياة أبلة فاهيتا وأبنائها، تظهر إحدى فتيات الكباريه التي أدت دورها رحاب حسين، التي اكتشفت كارو حملها من صاحب الكباريه باسم سمرة، لتقتله بصحبة أخيه انتقامًا منه بسبب وعوده الزائفة لها.

رغم توقعنا أن تكون نهاية مسلسل الدُمي أقرب إلى الفانتازيا، لكنه جاء منطقي إلى حد كبير، وهو يمكن انتقاده في هذا العمل الذي سعت فيه نتفليكس إلى استثمار نجاح الأبلة، والتركيز على عمل مصري جديد بعد نجاح ما وراء الطبيعة المأخوذ عن رواية الجيب للراحل أحمد خالد توفيق.