لم ينجح موسم عيد الأم في تحريك ملحوظ لمبيعات المحال التجارية رغم تخفيض الأسعار بنسبة 20%. لتستمر حالة الركود الكبيرة التي تعانيها السوق منذ ظهور جائحة كورونا.

كما تظهر نوعيات البضائع التي تم تسويقها في عيد الأم اتجاه المواطنين نحو الأرخص، في مؤشر على تراجع السلوك الإنفاقي لهم. فوفقًا للغرف التجارية فإن المبيعات الأكثر رواجًا للسلع التي لا يزيد ثمنها عن 500 جنيه.

كذلك تعكس حالة الشوارع التجارية مثل “عبدالعزيز” بوسط القاهرة محاولات مستميتة من التجار لتصريف المخزون الراكد لديهم. بعدما عين كل منهم جلابًا يتولى استقطاب الزبائن. فلا يكاد يمر شخص إلا ويسألونه عما يريد الشراء.

ينطبق الأمر ذاته على بائعي “الموبايل” الذين راهنوا على الموسم ذاته في بيع الهواتف متوسطة السعر وضعيفة الإمكانيات. كذلك لا تزال حركة المبيعات بالمستوى ذاته ولم تتحرك بشكل ملحوظة.

يقول أحمد بلتاجي، صاحب معرض أدوات منزلية، إن المبيعات تحركت نسبيًا في فئة أدوات المائدة. خاصة أطقم السيراميك الرخيصة فقط. كذلك بعض الأجهزة الكهربائية الصغيرة التي تزيد عن 400 جنيه.

من ناحية أخرى، تطالب شعبة الأدوات المنزلية بالغرفة التجارية بالقاهرة بإجراءات تنعش السوق من الركود لا تعتمد على المناسبات. وفي مقدمتها خفض الأسعار الاسترشادية والسماح بتنظيم معارض داخل الشركات والهيئات. على أن تكون البنوك طرفًا فيها من أجل تمويل العملاء الراغبين في الشراء.

كما يضيف بلتاجي أن الزبون الحالي يريد ديكورًا فقط. لا يبحث عن العمر الافتراضي ولا كفاءة الاستخدام ولا الضمان. حتى أن البعض يقول إنها “تأدية واجب” ويضع مبلغًا لا يريد أن يتجاوزه ولو بجنيه واحد.

ووفق دراسة للغرفة التجارية، فإن نسبة تغير مقتنيات المنازل القديمة تناهز 5% من إجمالي مواد المائدة سنويًا. بجانب استخدامات المطاعم والكافيهات، وكلاهما متراجع  بشدة منذ عامين.

تأثر عنيف

كذلك يقول أحمد الملواني، عضو شعبة الأدوات المنزلية بغرفة القاهرة التجارية. إن المحلات والمولات التجارية خفضت أسعار الأدوات المنزلية والهدايا بمناسبة عيد الأم بنسبة تتراوح بين 15 و20%.

كما تأثرت مبيعات موسم عيد الأم كثيرًا بموسم الامتحانات وزيادة إنفاق الأسر على الدروس الخصوصية. كذلك الاستعداد لشهر رمضان الذي يفرض معه تزايد في نفقات الأغذية والمشروبات.

ووفق آخر إحصائيات الجهاز المركزي الإحصاء، فإن الدروس والمجموعات المدرسية استحوذت على 37.7% من نفقات الأسر. بينما يصل الإنفاق على التعليم نسبة 9.2% من إجمالي الإنفاق السنوي لإجمالي الجمهورية. بواقع 14.2% على شراء الكتب والأدوات المدرسية، و9.4% للانتقالات، و5.7% للملابس والشنط المدرسية.

كما أكد الملواني أن الفترة الماضية شهدت ركودًا في الأسواق تأثرًا بجائحة كورونا. ورغم أن عيد الأم فرصة جيدة للمبيعات وتصريف البضائع لكن التجارة الإلكترونية، أصبحت تحتل جزءا لا بأس به من المبيعات. كذلك أصبح الإقبال عليها متزايدًا منذ العام الماضي.

وتحتل مصر المرتبة الـ14على مستوى العالم في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. فنحو 47% من سكانها مستخدمين نشطين لها، ويصل عدد مستخدمي الإنترنت عن طريق الهاتف المحمول 59 مليون في نهاية 2020. مقارنة بـ39 مليونًا بنهاية ديسمبر 2019 وحوالي 34 مليون بنهاية يناير 2019. بينما وصل حجم الاشتراكات في الإنترنت فائق السرعة إلى 7.53 مليون اشتراك في يناير – مارس 2020.

ووفقًا لتقديرات خبراء اقتصاد، ارتفعت التجارة الإلكترونية بنسبة تصل إلى 400%. كما وصلت إلى حوالي 2 مليار دولار، في 2020 بما يعادل 31 مليار جنيه.

محاولات مستميتة

لم يكن الوضع في سوق الذهب على ما يرام، رغم تحايل التجار باستحداث مشغولات ذهبية ذات أوزان خفيفة. مع تراجع  الأسعار بنحو 80 جنيهًا.

كما يؤكد تجار ذهب أن حركة مبيعات الذهب بالأسواق مازالت ضعيفة مع سيادة حالة الانكماش وتراجع القدرات الشرائية. رغم استحداث أعيرة جديدة، وتخفيض الأوزان.

كذلك تعاني سوق الفضة والإكسسوارات من ضعف المبيعات في الواقع الحقيقي. وإن كانت في تنامي مستمر في الواقع الافتراضي. بعدما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصفحات متخصصة في تسويقها، خاصة أن أسعارها رخيصة.

من ناحية أخرى، جذبت الأسعار الرخصية للمصنوعات الجلدية زبائن جدد خاصة للحقائب والأحذية الرخيصة بأسعار لاتتجاوز 200 جنيه. كذلك الحال بالنسبة لمحال الزهور وحقيبة المطهرات وعلب الكمامات التي أصبحت هدية للمرة الأولى.

وبحسب محمود الداعور، عضو شعبة الملابس بغرفة القاهرة التجارية، فإن حركة المبيعات مازالت لم تختلف عن بداية الأوكازيون. الذي شهد تخفيضات تصل إلى 70%، ومن المقرر استمراره حتى 28 مارس الجاري. ما يعني أن موسم عيد الأم مر على غير المعتاد من تحريك كبير للمبيعات.