بمناسبة الدعوة لجمهورية ثانية كتبت هذا التصور آواخر 2017 -أثناء فترة السجن- التي أتاحت لي تأمل وتفكر في ما الذي ينبغي عمله لخروج مصر من أزمتها؛ فكان هذا التصور الذي كتب وقتها أنقله بنصه، وإن أدخلت عليه بعض التحرير الذي لم يغير جوهره.
أولاً: لماذا منتدى الجمهورية الجديدة؟
1- ثورة يناير تعبير عن نموذج معرفي جديد في القيم والتصورات والرؤي، كما في الممارسات والصيغ العملية والأشكال التنظيمية.
هي روح جديدة عجزت عن التمأسس.
2-كانت يناير إعلانًا عن انتهاء حقبة قديمة وبداية لحقبة جديدة ما نزال نعيش في فترتها الانتقالية حتى الآن. ونحن الآن نواجه فترة من فترات “خلو العرش” بتعبير سيجموند باومان؛ وهي فترة يتعطل فيها القديم الذي يحيط بنا ضجيجه، ولا يصلح فيها أنماط التفكير القديمة للتعامل مع التحديات الجديدة والأوضاع المستجدة التي تحيط بمصر دولة وشعبًا.
4- أزمة مصر الحالية؛ مصر الرسمية وغير الرسمية، مصر السلطة والمعارضة، مصر المؤسسات الدينية والمدنية، مصر الدولة والمجتمع.
مصر المأزومة لم يعد يجدي معها الاستجابات التقليدية لأن التحديات، في ظل السياقات المستجدة والمتسارعة لم تعد كما كانت.
ثانيًا: الرؤية
الحفاظ على الدولة المصرية بتجديد أصولها وإصلاح هياكلها ومؤسساتها، عبر إنشاء نظام سياسي ديمقراطي تعددي تشاركي، قادر على أن يلبي الحاجات العامة للمصريين ويحفظ أمنهم الإنساني والقومي.
ثالثًا: الرسالة
تمكين الأجيال الشابة المصرية من صياغة قيم الجمهورية الجديدة وسياساتها العامة، مع إصلاح هياكلها ومؤسساتها عبر إنشاء منتدى أهلي مستقل يكون بمثابة مظلة، و”حاضنة أعمال” لحوارات المستقبل والتشبيك حوله.
رابعًا: طبيعة المنتدى
1- أهلي/مدني. 2-مستقل. 3- تعددي. 4-لا يخضع للتوظيف الحزبي أو الأيديولوجي أو الحكومي؛ وإن استفادوا منه جميعًا.
خامسًا: أدوار المنتدى
2- فضاء للحوار بين مكونات مصر الفاعلة لإعادة صياغة قضايا الحوار، وأولويات النقاش، مع الحرص علي بلورته بشكل محدد بنقله إلى المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وزيادة عدد الأصوات المشاركة فيه، بما يساهم في الوعي بالتحديات.
3- توسعة فضاءات الاختيار ببناء السيناريوهات المتعددة، وصياغة السياسات العامة؛ فهذا أفضل طريق لفهم ومواجهة تعقيدات التحديات ومستجدات الواقع بتحولاته.
فضاءات الاختيار تساعد علي تقديم بدائل متنوعة: ثقافية وسياسية واجتماعية واقتصادية، فكلما كثرت وجهات النظر والأصوات التي تساهم في زيادة الوعي الاجتماعي بالتحديات والتعقيدات، كلما ساعد ذلك في خلق مسارات بديلة، وكان هناك تطوير لاستراتيجيات أكثر موثوقية.
الآفاق المتعددة ترتكز على تمثيل متعدد واستيعاب متنوع.
3- فضاء للتشبيك/والتناسق synergy والتناغم حول المستقبل بمفاهيمه وإدراكاته وقيمه وشخوصه ومؤسساته وممارساته؛ ليقوي الجديد في مقابل القديم المرتحل.
4- فضاء للتعلم المستمر من تجاربنا التاريخية، وتجارب العالم من حولنا.
5- فضاء لصقل وانتقاء وتقديم كوادر بمستوى راق للمجال العام، وبما يساهم في بلورة نخبة شبابية جديدة.
وهكذا تنشأ الجمهوريات الجديدة في إطار عملية حوار مجتمعي ممتد يشارك فيه أصحاب المصلحة في المجتمع كله.
قدم هذا الطرح، عبر حسابه الشخصي بـ”فيسبوك“، الصحفي والباحث المتخصص في شؤون حل النزاعات وقضايا المرأة والحركات الإسلامية هشام جعفر، تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في عام 1985، وحصل على الماجستير في العلوم السياسية. اشتغل بعدها بالصحافة، والعمل البحثي الأهلي لاحقًا. وقد ترأس تحرير القسم العربي بموقع “إسلام أون لاين” منذ تأسيسه وحتى إغلاقه.