يبدو أن منتخب مصر الأول وجد حلاً نهائيًا لمشكلة واجهته طوال السنوات الأخيرة في مركز المهاجم الصريح. فبعد خفوت نجم الجيل الذهبي من المهاجمين أمثال عماد متعب وعمرو زكي ومحمد زيدان، مرت الكرة المصرية بفترة فراغ كبيرة بهذا المركز. كما لعب به عدد كبير من اللاعبين متوسطي المستوى لم يقنعوا الجمهور أبدًا.
لكن مع ظهور الجيل الحالي للمنتخب الأوليمبي يبدو أن منتخب الفراعنة وجد ضالته أخيرًا بعد كل هذه المعاناة. حيث يمر فريق شوقي غريب وجهازه بفترة جيدة على المستوى الهجومي كللت كل ذلك في بطولة كأس الأمم الأفريقية الماضية 2019. بعد الفوز والتأهل للأولمبياد مع تألق كل عناصر خط الهجوم التي بدأت تصل لمستويات تكفي لسد النقص في هذا المركز بالمنتخب الأول.
كان لميركاتو الشتاء الماضي مفعول السحر في تألق عناصر هجوم الأوليمبي الذين سيصنعون كل الأمل لهجوم المنتخب الأول عقب بطولة طوكيو. حيث يأتي مصطفى محمد مهاجم جالاطا سراي التركي في المقدمة بعد خروجه معارًا في الشتاء. وتألقه بشكل لافت ونضوجه وتطوره بشكل مذهل ليصبح أهم أسلحة الفراعنة في هذا المركز.
كذلك كانت الإعارة طوق نجاة لأحمد ياسر ريان بعد خروجه من الأهلي إلى سيراميكا كليوباترا وتألقه وإحرازه العديد من الأهداف. وعمر مرموش لاعب سانت باولي الألماني بعد رحيله معارًا من ناديه فولفسبورج الذي كان لا يشارك معه كثيرًا. حيث تألق مع فريق الدرجة الثانية الذي انتقل له وأصبح من عناصره المميزة في وقت قصير.
تألق منقطع النظير للأناكوندا في تركيا
مصطفى محمد يعيش حالة من التألق رفقة فريقه الجديد جالاطا سراي الذي رحل إلى صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. قادمًا من الزمالك على سبيل الإعارة لمدة موسم ونصف مع أحقية الفريق التركي في التعاقد معه نهائيًا.
كذلك استطاع مع جالاطا سراي أن يسجل 8 أهداف بعد ظهوره في 13 مباراة بجميع المسابقات سواء كان على مستوى الدوري أو الكأس. وتسبب هذا التألق في رغبة الإدارة بالتعاقد مع اللاعب نهائيًا خاصة أن قيمة الانتقال النهائي تقدر بـ4 ملايين دولار.
محمد أصبح بخلاف تواجده ضمن التشكيل الأساسي من أهم أوراق حسام البدري المدير الفني للمنتخب الأول. في إطار التحضيرات لتصفيات أمم أفريقيا والمؤهلة لكأس الأمم في الكاميرون.
بينما كشفت تقارير صحفية تركية أن نادي جالاطا سراي لديه الرغبة من التعاقد مع مصطفى محمد من أجل تحقيق أكبر استفادة مالية. والذي سيكون مرشحًا للظهور في بطولة كأس العالم والمقرر لها في قطر 2022.
ريان وطوق نجاة في سيراميكا
بعد أن تسببت الإعارة في تألق مصطفى محمد مع جالاطا سراي واستمرار مسيرته الرائعة وبدأها مع الزمالك في الموسم الماضي. مثلت الإعارة أيضًا طوق نجاة لمهاجم الأهلي الشاب أحمد ياسر ريان عندما انتقل لسيراميكا وحقق نجاحًا مدويًا في فترة قصيرة.
بعد أن قرر الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني مدرب الأهلي الاستعانة بريان في بداية الموسم. على أمل قيادة هجوم الأحمر بعد فترة قضاها على سبيل الإعارة مع فريق الجونة. لم يحصل على الفرصة المناسبة ليقرر اللاعب الشاب الخروج إلى الفريق الصاعد سيراميكا ويعيد اللاعب اكتشاف نفسه خارج الجزيرة. بعدما شارك في 12 مباراة سجل من خلالها 7 أهداف (6 أهداف في الدوري وهدف في كأس مصر).
المهاجم صاحب الـ23 عامًا بخلاف تواجده في حسابات المدرب شوقي غريب منذ بطولة كأس أمم أفريقيا للشباب. إلا أن اللاعب دخل القوام الرئيسي للمنتخب المصري الأول في إطار التحضيرات لمباراتي كينيا وجزر القمر.
كذلك كشفت مصادر في الأهلي أن موسيماني استقر بشكل كبير على إعادة أحمد ياسر ريان للأهلي مرة أخرى. خاصة أنه طلب من إدارة النادي ضرورة التعاقد مع مهاجم في الصيف المقبل شبيه بالأرجنتيني سيرجيو أجويرو.
مرموش وتوهج في البوندسليجا
بدأ المهاجم الشاب عمر مرموش يعرف طريق النجاح من خلال ميركاتو الشتاء. كذلك انتقل إلى فريق سانت باولي الذي يشارك في دوري الدرجة الثانية الألماني، بعد رحيله عن فولفسبورج معارًا.
اللاعب 22 عامًا، شارك مع فريقه في 13 مباراة ليسجل 5 أهداف ويصنع هدفين، في إشارة إلى مستوى اللاعب التصاعدي.
أزمة لذيذة للمدرب في الاختيار بينهم
دائمًا ما يعاني المدرب أزمة عندما يكون لديه أكثر من لاعب جيد في مركز واحد، ما يسمى بالأزمة اللذيذة. ما يمنح المدرب خيارات عدة خططية وفنية للاستفادة من أكثر من لاعب من هؤلاء المتألقين. وبذلك سيكون أمام شوقي غريب حتى انطلاق ونهاية بطولة الأولمبياد بطوكيو الصيف المقبل.
وبعد ذلك أمام حسام البدري مدرب المنتخب الأول قبل انطلاق أمم أفريقيا بداية العام المقبل في الكاميرون عدة حلول هجومية.إما الاعتماد على مهاجم وحيد لقيادة الخط الأمامي أو الظهور بثنائي للاستفادة من أكبر عدد من المهاجمين المتألقين.
فكيف يتغلب الثنائي على هذه الأزمة؟ هناك حلين، إما الاعتماد على مصطفى محمد كمهاجم وحيد على أن يجاوره عمر مرموش. الذي يجيد المشاركة في مركز الجناح بخلاف تواجد محمد صلاح ورمضان صبحي. أو اللعب بثنائي هجومي صريح من خلال مصطفى محمد وأحمد ياسر ريان، بالإضافة لتواجد أوراق هجومية أخرى في مقاعد البدلاء مثل مرموش وصلاح محسن.