تسببت سفينة حاويات كبيرة أثناء مرورها في قناة السويس، وجنوحها عن مسارها الطبيعي في إغلاق الشريان الدولي، وتعطيل الحركة الملاحية بالمجرى، ما دفع السفن التي كانت تنتظر دورها في العبور  لتغير طريقها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، في وقت استبعد فيه مسؤول سابق أن يتسبب الحادث في خسائر اقتصادية للقناة.

يبلغ وزن السفينة البنامية المملوكة لشركة الشحن التايوانية evergreen نحو 220 ألف طن، ويصل طولها إلى 400 متر وعرضها يبلغ 59 متر، وكانت تحمل مئات الحاويات المتجهة إلى روتردام من الصين.

قناة السويس

قبل ساعات، وفي ظل غياب المعلومات الرسمية من جانب هيئة قناة السويس، أعلنت شركة «جيه.إيه.سي» المتخصصة في خدمات الملاحة، أن سفينة حاويات كانت في طريقها إلى روتردام جنحت وسط القناة، مما أعاق مرور سفن أخرى في المجرى الملاحي.

وحسب «جيه.ايه.سي»، فإن هناك نحو 15 سفينة أخرى كانت تنتظر دورها في المرور من المجرى الملاحي إلى أن السفينة الجانحة عطلت حركتها مما اضطرها للرسو لحين إخلاء الممر.

رياح قوية أدت لجنوح السفينة

في الوقت ذاته، أعلنت شركة “إفرجرين مارين” التايوانية، أن جنوح سفينة الحاويات يرجع إلى هبوب رياح قوية مفاجئة، فضلا عن عطل كهربائي أدى إلى حدوث الواقعة.

وأوضحت “إيفرجرين” – المستأجرة لسفينة الحاويات البنامية – أن الجهة المالكة للسفينة أبلغتها أن ما حدث كان نتيجة رياح قوية مفاجئة تسببت في انحراف جسم السفينة عن المجرى المائي والارتطام بالقاع، وعلى الفور طالبتها بضرورة البحث عن حل للأزمة مع الجهات المعنية على رأسهم هيئة قناة السويس من أجل الخروج من الازمة بأسرع وقت ممكن.

في الوقت ذاته، تشكلت لجنة إدارة الأزمات بقيادة الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وتم الدفع بـ8 قاطرات أبرزهم القاطرة بركة 1 التي تبلغ قوتها 160 طنا.

ويتم العمل على تعويم السفينة من أجل حل الأزمة حيث يتم الدفع من جانبي السفينة والعمل على تخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة بالقناة.

قناة السويس

قناة السويس: الأزمة ليست كبيرة

ميدانيا، قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن وحدات الإنقاذ وقاطرات الهيئة تواصل جهودها لإنقاذ وتعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة EVER GIVEN والتي جنحت 151 ترقيم القناة، خلال عبورها لقناة السويس ضمن قافلة الجنوب في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام، جاء ذلك خلال متابعته أعمال الإنقاذ وإجراءات تعويم السفينة من موقع الحادث.

ووجه رئيس الهيئة، في بيان رسمى، رسالة طمأنة بشأن حركة الملاحة بالقناة وانتظامها مرة أخرى من خلال مجرى القناة الأصلية، مشدداً على أن قناة السويس لا تدخر جهدا لضمان انتظام الملاحة وخدمة حركة التجارة العالمية.

وأضاف ربيع أن الحركة الملاحية كانت تسير بشكل طبيعي في قناة السويس شمالا وجنوبا حتى صباح أمس وقت حدوث الجنوح للسفينة، وحاليا تعمل من الشمال حتى البحيرات فقط، ومتوقفة من الجنوب”، متوقعا استعادة الحركة الملاحية بشكل كامل صباح غدا الخميس.

وتابع: “المشكلة ليست كبيرة حتى الآن، ونتمنى أن ننتهي من إجراءات تعويم وتحريك المركب السفينة العملاقة بنهاية اليوم”.

أبرز حوادث جنوح السفن

لم تكن حادثة جنوح سفينة في المجرى الملاحي لقناة السويس الأولى من نوعها، إذ تشهد القناة حوادث مماثلة على فترات متباعدة ويتم حلها بالطرق المعتادة وعودة العمل إلى القناة من جديد.
وفي عام 2011، جنحت سفينة حاويات ترفع علم هونج كونج جنوبي قناة السويس، وبلغ حمولة سفينة سان فرانسيسكو 69 ألف طن، جنحت أثناء عبورها قناة السويس، وتم العمل على معالجة الأزمة من خلال استخدام قاطرات عملاقة تابعة لهيئة قناة السويس.
وتكرر الأمر في عام 2012 حيث جنحت سفينة الصب الأوكرانية (نيو كاترين) وارتطمت بضفة القناة الغربية، وتسببت في إحداث ٨ ثقوب في جسم السفينة دخول المياه في جزء وغمرت المياه عدد من الصهاريج والمقصورات.

لا عقوبات على القناة

من جانبه، قال المهندس وائل قدورة، عضو مجلس إدارة قناة السويس السابق، إنه لا يوجد اتجاه لفرض أية عقوبات على هيئة قناة السويس، إذ إن الحادثة تعد طارئة ولم تحمل أوجه تقصير تحسب على الهيئة.

بل ذهب قدورة، في تصريحات لـ”مصر360″، إلى إمكانية فرض العقوبات على سفينة إيفرجرين، إذ يتم عادة تشكيل لجنة لبحث أسباب الأزمة ومن المتسبب فيها، والبحث عن كونها مفتعلة أم لأسباب خارجة عن إرداة المسؤولين عن السفينة، لافتا إلى أن الأمر حادث عادية ومن الممكن أن تحدث وسيتم حلها بشكل سريع.

وتابع: “لا أتوقع استمرار الأزمة لفترة طويلة، والأمر يتوقف على طريقة التعامل مع الأزمة وحجمها، وأعتقد أنه في غضون ساعات سيتم الانتهاء من الأزمة وستمر باق السفن في دورها دون حدوث أزمات”.

واستبعد قدورة وقوع خسائر اقتصادية، حيث إنه لن يكون هناك خسائر كبيرة من شأنها أن تتسبب في أزمة، والحديث عن تغير أسعار النفط جراء الواقعة أمر مبالغ فيه، فالتأخير لن يتعدى يوم وأسبابه خارجة عن الإرداة، وليس من شأنها أن تخيف السفن الملاحية من المرور.

وعلق على احتمالية أن يكون حجم السفينة وحمولتها هو السبب وراء الحادثة، قائلا: “قناة السويس تستقبل سفن تبلغ حاوياتها نحو 24 ألف حاوية وحمولة السفينة المتسببة في الأزمة 18.5 ألف حاوية”.