جدد موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير للمتحف القومي للحضارة المصرية، المقرر له في 3 أبريل المقبل، الحديث عن إسهامات الفنانين العرب في الذاكرة المصرية، بعد إثارة الحديث عن جنسية الفنانة التونسية هند صبري، ومدى أحقيتها في حضور حفل كهذا، بعد انتقادات تعرضت لها من قبل فنانين رفضوا ضمها إلى الكوكبة المشاركة في الموكب.

بدأ الحديث عن وجود هند صبري عندما تحدث الفنان مصطفى دوريش عن أسباب اختيارها لحضور الموكب المنتظر، متسائلا:  “طبعا حبي واحترامي وتقديري الكبير لهند صبري وفنها، بس هو 100 مليون مصري، ومعندناش حد يمثلنا ونختار أجانب”.

بينما كتب المخرج أمير رمسيس عبر فيسبوك: “الحقيقة ما شفتش أسخف من موجة الهجوم على مشاركة هند صبري في موكب المومياوات، الزينوفوبيا في أتفه صورها، بنتكلم عن فنانة قدمت أعمال من أهم أعمال السينما في مصر، محبوبة من المصريين كلهم، لم يجد المخرج شريف عرفة بقدره أفضل منها لتجسيد شخصية حتشبسوت في فيلمه.. ده أولا”، متابعًا  الحقيقة وجود هند خطوة عظيمة وشايفها مش كفاية ويا ريت يكون فيه غيرها عرب ودوليين كتير لأنه تراث للإنسانية زي ما هو تراث لمصر”.

لكن الكاتبة فاطمة المعدول كان لها رأي في اختيار هند صبري تحديدا، قائلة: أنا ولا متعصبة ولا شوفونية لكن هند صبري بالذات متعصبة جدا وشوفونية وده حقها أنا شفتها أكتر من مرة في مقابلات خارج التليفزيون المصري أول ماحد يقول مصرية تتنفض وكأن حد قرصها وتقول أنا تونسية و تتكلم تونسي وأنا قلت من الأول ده حقها لكن مش من حقها ولا من حق اللي اختارها إنها تمثل الحضارة المصرية !!! مصر اللي عملتها و اتشهرت فيها واتجوزت فيها وخلفت فيها”.

هند صبري: مصر أكبر من العنصرية والفكر الضيق

 الانتقادات الفنية دفعت صبري للخروج عن صمتها لتكتب منشور خاص على صفحتها الشخصية: «أفقت على سيل من الانتقادات والاعتراضات والتعليقات على مشاركتي في حدث نقل الموميات الملكية فوجب التوضيح: أنا كتبت فخورة بمشاركتي في هذا الحدث العظيم.. من اجتهد و قرّر إني مشاركة لوحدي؟».

استكملت صبري «هل يجوز أن حدثا بهذه الجلالة التاريخية، يترقبه العالم بأكمله من فرط أهميته، تشارك فيه فنانة واحدة؟ ولو فنانة واحدة هل يعقل فعلا أن تكون مش مصرية أبا عن جد؟، هذا الحدث يشارك فيه كبار نجوم مصر، والعديد منهم نشروا مثل الذي نشرته، ومشاركتهم اكبر من مشاركتي بكثير وهذا أمر طبيعي ومسلّم به ولا نقاش فيه».

وتابعت: وأكررها فخورة اني أشارك بجزء صغير جدا جانب كبار نجوم مصر وعبرت عن حبي لها بهذه المشاركة، لّلي فهم غير ذلك يبقى قاصد يفهم غلط. وقاصد يقلل من قيمة حضارته العظيمة بعنصريته و فكره الضيّق.#مصر أكبر من كده بكتير».

أصل العرض الملكي

في 3 أبريل 2021 المقبل سيتم نقل 22 مومياء ملكية  و 17 تابوتًا ملكيًا من الأسر 17 و 18 و 19 و 20 في عرض ملكي، من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية. المومياوات لثمانية عشر ملكًا وأربع ملكات. وتضم المومياوات الملوك رمسيس الثاني وستي الأول وسقنن رع وتحتمس الثالث ، بالإضافة إلى الملكات حتشبسوت ومريت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول وأحمس نفرتاري زوجة الملك أحمس.

وقبل تحرك الموكب يطلق 21 طلقة تحية لملوك وملكات مصر  قبل مغادرتهم إلى مقرهم الجديد، وسيشمل الموكب الملكي عربات صنعت لهذه المناسبة، تحمل كل منها اسم  الملك أو الملكة مكتوبًا باللغات العربية والإنجليزية والهيروغليفية. وسيشمل الموكب أيضًا موسيقى عسكرية وعرضًا فنيا وسيرافقه مركبات حربية وخيول.

هند ليست البطلة

 سيشارك بعض الفنانين والفنانات في هذا الموكب، كل منهم يمثل ملكًا أو ملكة من أسرة مختلفة ومدينة قديمة. وإلى جانب هند صبري، فإن الأسماء المذكورة حتى الآن تشمل سوسن بدر، وحسين فهمي، ومنى زكي، وغيرهم.

لماذا تم اختيار هند؟

وبحسب تصريحات وزير السياحة والآثار خالد العناني، سيبدأ الاحتفال ليلا، ثم يضيء مبنى تلو الآخر، وسيغني الكورال أغنيات باللغة المصرية القديمة، سيتم بث الموكب الملكي في جميع أنحاء العالم، كما قال الدكتور أحمد غنيم، مدير هيئة المتحف القومي للحضارة، أن اختيار هند صبري، سيقدم  رسالة للعالم عن الموكب باللغة الفرنسية وهو ما تٌجيده هند بشكل قوي من داخل أحد المواقع الأثرية.

تاريخ هند في مصر

في عام 2015 حصلت الفنانة هند صبري  على الجنسية المصرية بعد زوجها من مواطن مصري، وهو رجل الأعمال المصري أحمد الشريف، خاصة أن  القانون المصري يمنح الزوجة غير المصرية المتزوجة من مصري الحق في اكتساب الجنسية المصرية مع احتفاظها بجنسيتها الأصلية، ولذلك تحمل هند صبري الجنسيتين المصرية والتونسية (جنسيتها الأصلية).

في يناير الماضي حازت هند صبري على وسام برتبة ضابط في الفنون والآداب من السفارة الفرنسية تقديرا لمجهوداتها الثقافية والفنية “كأصغر امرأة عربية،”،  وهذا هو ثاني وسام تحصل عليه الفنانة التونسية من فرنسا “لمجهوداتها في الثقافة والفنون” بعد وسام فارس الذي حصلت عليه عام 2014. 

بدأت هند صبري مسيرتها الفنية قبل نحو 25 عاما في تونس ثم انتقلت إلى مصر حيث اكتسبت شهرة واسعة عربيا وعالميا من خلال مجموعة كبيرة من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية.

وقدمت صبري العديد من الأعمال السينمائية والدرامية وبرز ظهورها بشكل خاص على الساحة الفنية المصرية ومن أبرز أعمالها فيلم “عمارة يعقوبيان” عن رواية الكاتب المصري علاء الأسواني والذي أنتج باشتراك مصري-فرنسي، فيلم “أحلى الأوقات” وفيلم “الجزيرة” و”إبراهيم الأبيض” و”أسماء” و”نورا تحلم”.

كما نالت هند صبري العديد من الجوائز وشاركت في لجان تحكيم مهرجانات أفلام إقليمية ودولية وتعتبر ناشطة في مجال حقوق المرأة والدفاع عن قضاياها.

كما أنها ليست المرة الأولى التي يرتبط اسم هند صبري بالتاريخ الفرعوني المصري، سبق أن اختارها المخرج شريف عرفة للقيام بدور الملكة المصرية حتشبسوت، في فيلمه “الكنز”.

إسهامات النجوم العرب

بالتأمل في تاريخ السينما المصرية، نجد إسهامات الفنانين العرب واضحة وملموسة فيها، ومن بينهم  “نجيب إلياس ريحانة”من أصل عراقي، ويعد واحدا من أبرز رواد المسرح والسينما في مصر، يضم أرشيفه الفني أكثر من 60 مسرحية، بجانب الأفلام.

في حين قدم الفنان عمر الشريف صاحب الأصول البنانية، مسيرة عالمية وأفلاما مهمة في السينما المصرية، منها “أيوب، وسيدة القصر، ولا أنام، وأيامنا الحلوة، وفي بيتنا رجل”، وقدم أفلاما رائعة مثل “لورنس العرب، ودكتور زيفاجو، والشيخ إبراهيم وأزهار القرآن”، ليرحل عن عالمنا في عام 2015 بعد أن أثرى السينما المصرية والعالمية بأعمال متميزة.

كما عمل محمد أنور يحيى الفنان الشهير”أنور وجدي” وهو سوري  عمل ممثلاً ومخرجًا ومنتجًا، ونهضت أفكاره بصناعة السينما في مصر وبالتحديد في فترة الأربعينيات، ورحل عن عالمنا فى 1955 تاركا خلفه 70 فيلمًا.

ونجد أن إبراهيم لاما، مخرج ومؤلف فيلم “قبلة في الصحراء” أول فيلم سينمائي روائي مصري طويل، وكان فيلم صامت، هو من أصول فلسطينية وليس مصرية، كما حصل المخرج الكبير محمد خان على الجنسية المصرية قبل وفاته، بعدما قدم طلبات كثيرة للحصول عليها.

في حين منح الملك فاروق الجنسية المصرية للفنان فريد الأطرش  على مجمل أعماله في مصر، وماري منيب، حصلت على الجنسية المصرية بعد أن تزوجت من الفنان المصري فوزي منيب، والفنانة صباح حصلت على الجنسية المصرية بقرار من الرئيس الراحل محمد أنور السادات.