مازالت جهود تعويم السفينة البنمية الجانحة بقناة السوس متعثرة حتى الآن، رغم مرور 4 أيام على جنوها في المياه المصرية، مما تسبب في المزيد من الخسائر بحركة التجارة العالمية، مع توقعات بارتفاع جديد في أسعار النفط.

وأدت السفينة العملاقة إلى إغلاق القطاعين الشمالي والجنوبي بعد جنحها الثلاثاء الماضي، منسو قناة اليس، مما ترتب عليها تعطيل العديد من السفن من العبور للوصول إلى النقاط المحددة لهم، وتكدس سفن الشحن أمام القناة.

وفتحت السلطات البنمية تحقيقا في جنوح سفينة الحاويات العملاقة إيفر جرين، التي تحمل العلم البنمي والمملوكة لإيفر جرين التايوانية في قناة السويس ما تسبب في سد الممر المائي المصري، وتعطيل حركة عشرات السفن.

ووفقا لبيانات “بي بي سي”، التي استندت إلى المعلومات الواردة من أجهزة تتبع الملاحة، فإن أكثر من 160 سفينة عالقة أمام القناة، وتتضمن هذه السفن 24 ناقلة نفط، وسفن تشحن سلعا استهلاكية.

اقرأ أيضا:

عملاق نائم في قناة السويس.. لماذا يتابع العالم بقلق أزمة السفينة الجانحة؟

فشل تعويم إيفرجرين

أعلنت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت، المشغلة لسفينة الحاويات العملاقة التي جنحت في قناة السويس عن فشل محاولة لإعادة تعويم السفينة، اليوم الجمعة.

وقالت الشركة إن فريق الانقاذ الهولندي أكد أن قاطرتين إضافيتين ستصلان في 28 مارس، أي بعد يومين، للمساعدة في جهود إعادة تعويم السفينة.

كان خبراء تحدثت إليهم هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” حذروا من أن عملية تحريك السفينة، والتي قد تشمل إزالة كميات كبيرة من الرمل حول المناطق التي جنحت إليها السفينة، قد تستغرق أياماً، وهو ما يعني زيادة فترة انسداد المجري الملاحي.

من جهتها توقعت وزارة الخارجية الروسية، أن فتح طريق الملاحة عبر القناة قد يستغرق عدة أسابيع، لذلك يمكن تخيل الخسائر الفادحة التي ستتكبدها التجارة العالمية، حيث تعد قناة السويس واحدة من أكثر طرق التجارة ازدحاما في العالم، حيث يمر عبرها ما يقرب من 12% من إجمالي التجارة العالمية.

وتقدر شركة Lloyd’s حركة مرور القناة باتجاه الغرب بحوالي 5.1 مليار دولار يوميا، وحركة المرور المتجهة شرقا بحوالي 4.5 مليار دولار يوميا.

مساعدات خارجية 

وللعمل على تعويم السفينة العملاقة، استقبلت مصر عروضا دولية للمساعدة لعودة الملاحة مرة أخرى بالقناة، إذ أعلنت هيئة قناة السويس تطلعها للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في جهود تعويم سفينة الحاويات، بعدما تلقت عرضا منها للمساعدة.

كما استقبلت مصر عرضا من تركيا للمساعدة بإرسال سفينتها “نانه خاتون” حيث بادر وزير النقل التركي عادل قره، استعداد بلاده لتقديم المساعدة في إعادة تعويم سفينة نقل الحاويات البنمية الشاحطة في قناة السويس.

تأخر تسليم المنتجات

أدى توقف حركة الملاحة لاستمرار خسائر الاقتصاد العالمي وتهديد وصول نحو 10 شحنات من الغاز المسال إلى أوروبا عبر القناة.

ووفقا لتقرير وكالة “بلومبرغ” فإن حادثة السفينة في القناة ستأخر تسليم منتجات نفطية بقيمة نحو 10 مليارات دولار، الأمر الذي قد يؤثر على أسعار النفط في الأسواق العالمية.

وفي حال قررت السفن الإبحار عبر الطريق البديل من خلال رأس الرجاء الصالح فإن المسار سيزيد بمقدار 9.65 ألف كيلومتر، ويعني أن تكلفة نقل البضائع ستزيد بما لا يقل عن 300 ألف دولار.

وبحسب معلومات بلومبيرج أيضا، فإن تعطل الملاحة عبر القناة يكلف التجارة العالمية قرابة 400 مليون دولار في الساعة ما يعادل نحو 6.66 مليون دولار في الدقيقة.

ومع تعطل الملاحة ارتفع سعر شحن الحاوية الواحدة من الصين إلى أوروبا إلى 8000 دولار، ما يساوي 4 أضعاف السعر الذي كان العام الماضي.

الجهود المصرية

استمرت الجهود المصرية، بوضع خطط جديدة، لتعويم السفينة العملاقة، فقد انضمت إلى فرق الإنقاذ التي تم تشكليها عقب الحادث، فريق من شركة الأنقاذ الهولندية “سميت” والتي وصلت الخميس إلى قناة السويس، والتي تعد أكبر شركة عالمية في مجال تعويم السفن العملاقة،

وعن السيناريو الجديد، أوضح رئيس قناة السويس أسامة ربيع، أنه سيتضمن إجراء عمليات تكريك بمنطقة جنوح السفينة بالكيلومتر 151، بدأت الخميس، على أن تبدأ أعمال الشد الجمعة، بجانب استمرار أعمال التكريك عن طريق “الكراكة مشهور”، وهي إحدى الكراكات التابعة للهيئة، بجانب الدفع بـ9 قاطرات لإجراء محاولة شد السفينة.

وتهدف أعمال التكريك الحالية إلى إزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة، من أجل الوصول إلى الغاطس الملائم لتعويمها الذي يتراوح بين 12 و16 مترا.