تتواصل محاولات تعويم سفينة الحاويات الضخمة الجانحة بقناة السويس، مع توقعات إيجابية من الشركة اليابانية المالكة للناقلة العالقة باحتمالية تعويم السفينة خلال ساعات.

التصريحات المتفائلة من الجهات اليابانية المالكة للناقلة، جاءت بالتزامن مع أخبار عودة محركات الناقلة إلى العمل، في مؤشرات على قرب نهاية الأزمة التي تؤثر على التجارة  العالمية.

جاء ذلك بعد إعلان شركة برنارد شولته شيبمانجمنت، ومقرها سنغافورة، التي تشرف على الإدارة التقنية للسفينة في بيان لها، فشل محاولة تعويم الناقلة أمس الجمعة.

اقرأ أيضًا..

عملاق نائم في قناة السويس.. لماذا يتابع العالم بقلق أزمة السفينة الجانحة

معلومات جديدة

صحيفة فايننشال تايمز كشفت معلومات جديدة في تقرير حديث لها، تحدثت فيه عن أن السفينة لم تشحط في القاع فحسب، بل حطمت الجانب الحجري للشاطئ.

وقالت الصحيفة إن سرعة الرياح في ذلك اليوم تكررت مرتين في عام 2020 في نفس الموقع متعدية 48 كيلومترًا في الساعة. كما قدمت تفسيرًا معقدًا اعتمادًا على أبحاث يقوم بها خبراء ومتخصصون. أشارت إلى إن ما حدث للسفينة قد يكون السبب فيه حجم السفينة الضخم. (هذا الحجم من السفن وفقًا للخبراء ما زال محل دراسة في مواقف تغير سرعة الرياح والمياه. خصوصًا في القنوات الضيقة نسبيًا). ويبلغ طول السفينة الجانحة 400 متر ويصل عرضها إلى 59 مترًا.
كذلك تابعت: “عندما هدأت سرعة الرياح الغربية فجأة فإن السفينة إيڤرجيڤن التي كانت تميل دفتها نحو اليسار قليلًا لمعادلة هبة الرياح تحركت بسرعة نحو اليسار واصطدمت بالشاطئ”.

مواصلة الجهود لحل الأزمة

أما الجانب المصري وعلى لسان رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع أكد في بيان صدر مؤخرًا مواصلة جهود التعويم، كما أعلن بدء مناورات القطر لسفينة الحاويات الجانحة من خلال 9 قاطرات عملاقة.

من جهته، أشار رئيس الشركة اليابانية يوكيتو هيغاكي خلال مؤتمر صحفي إلى استمرار إزالة الترسبات باستخدام أدوات تجريف إضافية، آملا تحرير سفينة “إيفر غيفن” مساء اليوم، بحسب وكالة فرانس برس.

وحول حالة السفينة العالقة، أوضح هيغاكي متحدثا من إيماباري بغرب اليابان أن “المياه لا تتسرب إلى السفينة. ليس هناك أي مشكلة في الدفات والمراوح وبعد تعويمها، يفترض أن يكون بإمكانها الإبحار”.

كانت هيئة قناة السويس قد أعلنت، الجمعة، إزالة 17 ألف متر مكعب من الرمال المحيطة بمقدمة السفينة بما يعادل 8% من الكمية المستهدف إزالتها البالغة 20 ألف متر مكعب، لكي تتمكن جهود التعويم من تحرير السفينة.

عروض مساعدات لحل الأزمة

وأفادت هيئة قناة السويس أنها تلقت عرضًا أمريكيا للمساهمة في تلك الجهود، مؤكدة أنها تتطلع “للتعاون معها في هذا الصدد تقديرا لهذه المبادرة الطيبة”.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد أمس أن الولايات المتحدة لديها القدرة والمعدات لمساعدة مصر في موضوع سفينتها الجانحة في قناة السويس. كذلك أوضح خلال أول مؤتمر صحفي بعد توليه الحكم: “لدينا معدات وقدرات لا تمتلكها معظم الدول. كما نرى ما يمكننا تقديمه من مساعدة”. وكانت متحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، في مؤتمر صحفي بواشنطن. قالت إن بلادها تتابع من كثب التطورات المتعلقة بالسفينة العالقة في قناة السويس.

كذلك قالت: “نتشاور مع مصر في إطار حوارنا الدبلوماسي المستمر، وعرضنا المساعدة على المسؤولين المصريين من أجل فتح القناة مجددًا. نتباحث مع شركائنا المصريين في أفضل طريقة للدعم في عمليات إخراج السفينة”.

كما أكدت الهيئة أنها تلقت عروضًا أخرى للمساعدة دون تسمية الدول. كما عرضت تركيا إرسال قاطرة لمساعدة مصر في تعويم سفينة الحاويات الجانحة.

وكانت السفينة، التي ترفع علم بنما، ويبلغ طولها  400 متر، وتنقل البضائع بين آسيا وأوروبا، وتملكها شركة يابانية جنحت الثلاثاء الماضي في قناة السويس. ما أدى إلى تعليق حركة الملاحة البحرية فيها.

جدير بالذكر أن قناة السويس تعد أحد أهم الممرات المائية للتجارة الدولية، إذ يمر فيها نحو 30 % من حجم حاويات الشحن في العالم، ويبلغ طولها 200 كيلومتر.

سفينة قناة السويس

تأثر الأسعار عالميًا

كذلك شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ناتجًا عن تعطل الملاحة في قناة السويس على مدار اليومين الماضيين. وأدى تعليق حركة المرور عبر القناة التي تربط بين أوروبا وآسيا إلى تفاقم مشاكل خطوط الشحن.

ووفق لصحيفة أمريكية، ساعد الوباء وإغلاق القناة في تحقيق طفرة تاريخية في أسعار الشحن. إذ وصلت إلى الضعف خلال الأزمة الحالية. كما ذكرت دراسة أجرتها أليانز الألمانية للتأمين. أن تعطل الملاحة بالقناة قد يكلف التجارة العالمية ما بين ستة وعشرة مليارات دولار أسبوعيًا.

كذلك توقعت شركة (موديز) للتصنيف الائتماني أن يكون قطاع التصنيع وقطاع توريد قطع غيار السيارات في أوروبا الأشد تضررًا.