بينما تواصلت أزمة السفينة “إيفر جيفن” -المملوكة لشركة “إيفرجرين”- الجانحة بعرض قناة السويس لليوم السادس على التوالي. وتوقفت معها حركة التجارة العالمية بهذا الشريان الرئيسي الواصل بين آسيا وأوروبا. انتشرت عبر الفضاء الإلكتروني على السوشيال ميديا التعليقات الساخرة من الأزمة ومسار السفينة الغريب قبل الحادثة والسوابق الفنية الكارثية للشركة المالكة.
مسار غريب وحوادث سابقة.. العالم يسخر من لعنة إيفرجرين
فمع تصدر هاشتاج قناة السويس والسفينة الجانحة منصة تويتر للتدوينات القصيرة، نشر جاري لينكر، لاعب كرة القدم الإنجليزية صورة للسفينة. أرفقها بتعليق: “عاجل: مورينيو جوزيه يتعاقد مع إيفرجرين”. في وقت كتب رئيس وزراء السويد السابق، كارل بيلدت. معلقًا على الصورة الشهيرة للسفينة وحفار قريب من موقع الحادث: “أي شخص لديه حفار إضافي متاح؟”.
أيضًا، لم يقتصر الأمر على “تويتر”، وتجاوزه إلى منصة “Weibo”، حيث سخر مستخدمون من الشركة التايوانية. وعلق بعضهم بأن “هذا هو الاستقلال الحقيقي لتايوان”. في إشارة إلى أن هذا الحادث ليس الأول للسفينة العملاقة. وقد سبق في العام 2019 أن كادت السفينة تصطدم بعبارة صغيرة تُدعى “FINKENWERDER” في نهر إلبه بألمانيا، وفقًا لما نقله حينها موقع “فلات مون” الذي يتعقب حركة السفن.
اقرأ أيضًا: يوميات إيفرجيفن| بارقة أمل لتعويم ناقلة الحاويات العملاقة.. وبايدن يعرض المساعدة
الأقمار الصناعية بدورها رصدت صورًا ومقاطع فيديو لتحركات غريبة في مسار سفينة “إيفرجيفن” قبل دخولها قناة السويس وجنوحها قبل أيام قليلة. وجرى تداول هذه المقاطع بشكل ساخر، بين كيف اتبعت السفينة مسارًا دائريًا غير مفهوم ومثيرًا للجدل في البحر الأحمر قبل وصولها قناة السويس.
كذلك، نشر أحد المواقع الإخبارية التايوانية أمس، صورة لشاحنة تنقل حاوية تحمل شعار “إيفرجرين” اصطدمت بالرصيف على أحد الطرق السريعة في الصين. وقد وثقت الحادثة لقطات مراقبة المرور. وأظهرت تشابهًا بين السفينة التي اعترضت القناة والشاحنة التي اعترضت الطريق. وكلاهما يحملان شعار الشركة التايوانية “إيفرجرين”.
الدفة التي تحركت أخيرًا.. آخر تطورات أزمة السفينة الجانحة
صباح اليوم، سجلت أزمة السفينة الجانحة تطورًا مهمًا بعد نجاح محاولات تحريكها في تحرير دفتها 30 درجة. وهو الأمر الذي احتفلت به السفن العالقة في القناة بإطلاق “أبواقها”. رغم استمرار إغلاق الممر.
وكان رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، أعلن أن العمل مستمر 24 ساعة لتعويم السفينة. حيث تعمل 10 قاطرات وجرافتين بنظام الشد والدفع لتحريرها. ذلك باستغلال حركة المد العالي، على حد قول المسؤول المصري.
اقرأ أيضًا: عملاق نائم في قناة السويس.. لماذا يتابع العالم بقلق أزمة السفينة الجانحة؟
وفق تصريحات ربيع، فإن “رفاس” السفينة يعمل حاليًا، بعد نجاح عملية تحرير الدفة 30 درجة يمينًا ومثلها يسارًا. ما يشير إلى قرب انفراج الأزمة التي تحملها السلطات المصرية إلى عدة أخطاء من بينها أن السفينة أخذت اتجاها خاطئًا. في وقت لا تزال التحقيقات جارية لكشف ما إذا كانت الرياح أو الخطأ البشري أو الخطأ الفني السبب في جنوح السفينة.
كيف بدأت أزمة السفينة الجانحة؟
بدأت أزمة السفينة الجانحة الثلاثاء الماضي، وبالتحديد في المنطقة 151 بقناة السويس، حيث علقت “Ever given”، البالغ طولها 400 متر، وعرضها 59 مترًا. ذلك وفق بيانات موقع تتبع السفن “myshiptracking”، الذي أشار إلى حمولتها الإجمالية البالغة 220 ألف طن.
السفينة التي قُدرت السلع على متنها بقيمة نحو 9.5 مليار دولار. كانت قادمة من الصين باتجاه روتردام في هولندا. وقد بدأت التشغيل في تمام الساعة الرابعة وعشرة دقائق صباح 23 مارس الجاري، وتحركت بالفعل في قناة السويس في طريقها إلى ميناء روتردام في تمام الساعة الخامسة و54 دقيقة. إذ وصلت إلى ميناء القناة في الساعة السابعة و22 دقيقة. ذلك قبل أن تتوقف عن السير تحديدًا في السابعة و43 دقيقة، بعد أن جنحت بأرض وجانبي المجرى المائي في الساعة الواحدة مساءً و13 دقيقة. ثم بدأت محاولات استخدام محركها مرة أخرى في تمام الساعة الرابعة و19 دقيقة.
محاولات مساعدة لإنقاذ التجارة العالمية
مع استمرار الأزمة، عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن المساعدة. قال إن الولايات المتحدة تملك معدات وإمكانات ليست متوفرة لدى معظم الدول. ونبحث كيفية المساعدة في حل الوضع في قناة السويس. فيما أبدت تركيا -الساعية إلى إصلاح العلاقات مع مصر- أيضًا استعدادها لإرسال مساعدة.
في دراسة أجرتها شركة التأمين الألمانية أليانز، الجمعة، أشارت “رويترز” إلى أن توقف حركة المرور في قناة السويس بفعل السفينة الجانحة قد يكلف التجارة العالمية ما بين ستة وعشرة مليارات دولار أسبوعيًا.
اقرأ أيضًا: رئيس هيئة قناة السويس يكشف ملابسات حادث السفينة الجانحة
وقد خلصت الدراسة -التي أجرتها أكبر شركة تأمين في أوروبا أيضًا- إلى أن كل أسبوع يمر في ظل التوقف يقتطع نحو 0.2 بالمئة إلى 0.4 بالمئة نقطة مئوية من النمو السنوي للتجارة.
قائمة انتظار حل أزمة القناة الحالية تضم 237 سفينة كانت تنتظر عبور قناة السويس في صباح السادس والعشرين من مارس. ذلك وفق ما أعلنته البيانات الرسمية لشركة “Leth Egypt Agencies Ltd LEA” المتخصصة في خدمات الأمن البحري في مصر منذ عام 1924. والتي نشرت عبر حسابها على “تويتر”، صورة إحصائية تؤكد أن حوالي نصف السفن في قائمة الانتظار في ميناء قناة السويس. بينما أكثر من ثلثها في ميناء بورسعيد، و17% منها ترسو في البحيرة المرة الكبرى.
وتشارك في عملية تحرير السفينة 14 قاطرة، بالإضافة إلى سفينتي التكريك الرئيسيتين المشاركتين في العملية يوم 27 مارس. فضلاً عن زورقين آخرين وصلا اليوم، وفق ما أعلنته شركة إدارة السفن التابعة لـ”MV EVER GIVEN”.