بينما أعلنت هيئة قناة السويس، صباح اليوم الإثنين، نجاح الجهود المصرية في عملية تعويم السفينة الجانحة “إيفرجيفن” منذ الثلاثاء الماضي. نقلت وكالة “رويترز” أن السفينة تأرجحت أثناء محاولة تحريرها بفعل الرياح، وأن محاولات دقيقة لا تزال تُجرى لإعادتها إلى مسار الإبحار الطبيعي. ذلك في وقت أظهرت خدمة “فيسل فايندر” للتعقب السفينة وقد عُدل مسارها إلى الاتجاه الصحيح بعيدًا عن ضفتي المجرى الملاحي.

10 قاطرات بينها 9 مصرية، بالإضافة إلى الكراكة “مشهور”، شاركت في عملية تعويم هذا العملاق الذي هدد 12% من حركة التجارة العالمية لـ 7 أيام متواصلة. ذلك منذ الجنوح في منطقة الكيلو 151 ترقيم القناة وحتى تحرير مقدمة السفينة وشدها استعانة بحركة المد والجزر.

خدمة "فيسل فايندر"
خدمة “فيسل فايندر”

كيف بدأت أزمة السفينة الجانحة؟

وفق رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، فإن السفينة البنمية EVER GIVEN عبرت قناة السويس الثلاثاء الماضي. وذلك ضمن قافلة الجنوب المتجهة من السويس إلى بورسعيد. وسبقها في العبور 12 سفينة. كما عبرت في ذات اليوم، من قافلة الشمال 30 سفينة، وتوقفت السفن للانتظار ببحيرة التمساح ومنطقة البحيرات. ما أوصل إجمالي عدد السفن المنتظرة في مناطق الانتظار إلى 321 سفينة.

شد وتكريك وشد.. خطة تعويم السفينة الجانحة

في مؤتمر صحفي عقده الفريق أسامة ربيع، مساء السبت الماضي، كشف عن خطة التعويم التي اعتمدتها الهيئة لتعويم السفينة، وتضمنت تشكيل غرفة عمليات مركزية تضم مختلف التخصصات. ذلك بالتوازي مع التحرك الفوري لفريق الإنقاذ لمعاينة موقع الحادث. وكذلك تحديد الآثار المترتبة عليه ومدى تضرر جسم السفينة وجوانب القناة من الحادث.

الشركة المالكة للسفينة البنمية تعاقدت مع شركة SMIT للمساعدة في جهود الإنقاذ

استراتيجية الهيئة اعتمدت على 3 مراحل أساسية: استخدام القاطرات لأعمال الشد. ثم التكريك باستخدام كراكات الهيئة، والعودة مجددًا لمناورات الشد. وهو ما نجحت فرق هيئة القناة في تنفيذه إلى الآن. ذلك رغم حركة الرياح التي هددت بإعادة السفينة إلى وضعها الأول.

5 قاطرات وحفارات أرضية لرفع آثار الحادث

بدأت أولى خطوات المرحلة الأولى من عملية الإنقاذ بالدفع بـ5 قاطرات لاستخدامها في أعمال التعويم. والتوجيه بانتظار سفن قافلة الشمال في منطقة البحيرات. ذلك لحين الانتهاء من تعويم السفينة.

الفريق ربيع أوضح أن إجراءات تعويم السفينة بدأت اليوم التالي للحادث. وشملت استخدام الحفارات الأرضية لرفع الآثار الناجمة عن الحادث على جوانب وستائر القناة. بالإضافة إلى إزاحة الصخور أمام مقدمة السفينة، تمهيدًا للبدء في إجراءات تعويمها.

استهدفت هذه العملية تخفيف مياه الاتزان بحمولة 9 آلاف طن لتخفيف حمولة السفينة، وتسهيل أعمال تعويمها. ذلك بالتوازي مع تنظيم حركة الملاحة.

وقد تم التواصل مع وكيل السفينة والشركة المالكة لها لتوحيد الجهود، وبادرت بالتعاقد مع شركة SMIT الهولندية التي التحقت بفريق عمل الهيئة خلال اليومين التاليين للحادث. بينما بدأت مساء الأربعاء، أعمال التكريك لإزالة كميات الرمال المحيطة بالمنطقة الأمامية للسفينة. وذلك من خلال الكراكة العاشر من رمضان.

الكراكة العاشر من رمضان مهدت الطريق لدخول الكراكة مشهور التي بدأت العمل فعليًا صباح يوم الخميس الماضي

الكراكة مشهور تبدأ عملياتها

يوم الخميس، اجتمع الفريق الهولندي مع مجموعة عمل الهيئة. ومن ثم بدأت الكراكة مشهور بالتكريك في محيط منطقة مقدمة السفينة لإزالة الكميات المستهدفة من الرمال لتحرير المقدمة.

قُدرت هذه الكمية من الرمال بحوالي من 15 إلى 20 ألف متر مكعب من الرمال. وقد راعت عملية التكرير معايير الدقة وعوامل الآمان الملاحي. كما تم التنسيق مع جهات خارجية مثل شركة الخدمات البحرية MARADIVE، وهيئة موانيء البحر الأحمر. ذلك للدفع بقاطرات إضافية تشارك في أعمال الشد. كما تم الدفع بقاطرات الهيئة عزت عادل وبركة ١ بقوة شد 160 طن.

أعمال التكريك تصل لغاطس 13 مترًا

يوم الجمعة، شملت الجهود الانتهاء من أعمال التكريك والوصول لغاطس 13 مترًا. ثم البدء مساءً في مناورات الشد، باشتراك 14 قاطرة. وهي الجهود التي أثمرت عن تحقيق نتائج إيجابية أبرزها تشغيل المحرك والدفة بكامل طاقتها.

مناورات الشد كانت تُجرى في أوقات تلائم الظروف المناسبة لعوامل المد والجزر وسرعة الرياح. بينما كانت تستغل الأوقات غير الملائمة في التكريك بمحيط مقدمة السفينة

السبت، تمت مناورات الشد بواسطة 12 قاطرة. وقد نفذت عملياتها من 3 اتجاهات مختلفة. وقد عملت القاطرتان “بركة ١” و”عزت عادل” على شد مقدمة السفينة. فيما قامت 6 قاطرات أخرى بدفع مؤخرة السفينة جنوبًا. بالإضافة إلى 4 قاطرات أخرى تنفذ عمليات شد مؤخرة السفينة جنوبًا.

في الأثناء، صرح الفريق أسامة ربيع، الأحد، بأن جهود تعويم السفينة مستمرة على مدار الساعة. ذلك من خلال القيام بأعمال التكريك نهارًا، وعمل مناورات الشد بالقاطرات في أوقات تتلائم مع ظروف المد والجزر. كما أوضح أن نتائج أعمال التكريك بواسطة الكراكة مشهور بلغت 27 ألف متر مكعب من الرمال، على عمق وصل إلى 18 مترًا. وقد راعى فريق الهيئة حدوث انهيارات ترابية من أسفل السفينة للمناطق التي يتم تكريكها.

كان للحفارات الأرضية ذات الذراع الطويل والمحمولة على بنتون دور هام في عملية الإنقاذ. إذ عملت على توسيع نطاق الحفر عند الجزء السفلي بهذه المنطقة. وذلك بما يسمح بالاقتراب من السفينة على مسافة لا تصل إليها الكراكة “مشهور” لاعتبارات متعلقة بمعايير الأمان والسلامة (وجود مسافات آمنة بين الكراكة والسفينة لا تقل عن ١٠ أمتار). فيما كانت في الأثناء تُجرى وبصفة دورية عمليات مسح للأعماق وقياسها من خلال أنظمة متخصصة للمساحة البحرية باستخدام الموجات فوق الصوتية.

وقد شملت مهام الحفارات الأرضية الحفر أمام مقدمة السفينة من جهة الأرض. وأيضًا تعميق وتوسيع مسطح مائي داخل الأرض لتسهيل سحب السفينة. وكذلك إزالة الآثار الناجمة عن الحادث في تكسيات وستائر القناة، وتحريك نواتج الحفر.

بـ 10 قاطرات.. نجاح تعويم السفينة الجانحة

فجر الإثنين، بدأت مناورات الشد لتعويم السفينة. ذلك بواسطة 10 قاطرات عملاقة، نفذت أعمالها من 4 اتجاهات مختلفة. وشملت شد مقدمة السفينة في اتجاه الشمال بواسطة: القاطرة “بركة 1” والقاطرة “عزت عادل” بقوة شد 160 طنًا – دفع مؤخرة السفينة جنوبًا بـ 4 قاطرات: عبد الحميد يوسف – مصطفى محمود بقوة شد 70 طنًا والقاطرتان “بورسعيد 1″ و”بورسعيد 2” – قاطرتان لشد مؤخرة السفينة جنوبًا: القاطرة الهولندية APL GUARD بقوة شد 285 طنًا – القاطرة ماراديف – قاطرتان لدفع مقدمة السفينة ناحية الشمال: “تحيا مصر1 “و”تحيا مصر2”.

القاطرة الهولندية APL GUARD وصلت مساء الأحد ضمن فريق عمل شركة SMIT الهولندية

صباح الإثنين، وفي حدود الساعة الثامنة صباحًا، أعلن الفريق أسامة ربيع تعويم السفينة الجانحة بنجاح، بعد استجابتها لمناورات الشد والقطر، حيث تم تعديل مسارها بشكل ملحوظ بنسبة 80%، وابتعاد مؤخرتها عن الشط بمسافة 102 متر بدلاً من 4 أمتار. في حين استمرت المناورات مرة أخرى مع ارتفاع منسوب المياه إلى أقصى ارتفاع له في الفترة من الحادية عشرة والنصف صباحًا. ذلك بغرض تعديل مسار السفينة بشكل كامل لتصبح بمنتصف المجرى الملاحي.

القمر الذي أنجح عملية تعويم السفينة الجانحة

ظهر تأثير جاذبية القمر على الأرض في تعويم السفينة الجانحة. وفق ما أكده المعهد القومي للبحوث الفلكية، والذي أشار إلى أن ظاهرة “المد والجزر” رجحت أن يوم أمس هو أفضل وقت لتعويم السفينة. لأنه وقت وصول المد لأكبر قدر ليه يصل إلى 50 سنتيمتر. وهو ما اعتمدت عليه هيئة قناة السويس في حسابات التعامل مع أزمة السفينة.

ووفق آخر رصد لمسار السفينة -وفق خدمة “فيسل فايندر” للتعقب- فقد دخلت السفينة إلى منطقة البحيرات المرة. ما يسمح بإعادة الحركة الملاحية مجددًا للمجرى الملاحي وانتهاء الأزمة.

فريق الإنقاذ المصري الذي أدى مهمته بنجاح

الكراكة مشهور: أضخم كراكات هيئة قناة السويس وقد تولت مهمة الحفر الرئيسية لتحرير السفينة الجانحة، بعد تمكنها من إزالة 27 ألف متر مكعب من الرمال، على عمق وصل إلى 18 مترًا.

يعود بناء السفينة إلى عام 1996، ويبلغ أقل عمق تكريك لها 8 أمتار وأقصى عمق 35 مترًا.

الكراكة العاشر من رمضان: مهدت أعمال الكراكة مشهور. وذلك بتنفيذ أعمال إزالة لكميات الرمال المحيطة بالمنطقة الأمامية للسفينة.

القاطرتان “بركة 1″ و”عزت عادل”: قوة شد 160 طنًا، وتولتا مهمة شد مقدمة السفينة في اتجاه الشمال.

القاطرات “عبد الحميد يوسف” و”مصطفى محمود” (بقوة شد 70 طنًا) و”بورسعيد 1″ و”بورسعيد 2″:دفع مؤخرة السفينة جنوبًا.

القاطرة “ماراديف”: اشتركت مع القاطرة الهولندية APL GUARD (بقوة شد 285 طنًا) في عملية شد مؤخرة السفينة جنوبًا.

القاطرتان “تحيا مصر1 “و”تحيا مصر2”: تولتا مهمة دفع مقدمة السفينة ناحية الشمال.