لم يستغرق طلب التسجيل الذي تقدمت به الصحفية إيمان علي للحصول على الجرعة الأولى من لقاح كورونا أكثر من 24 ساعة، بينما لايزال طلب والديها معلقا منذ أن سجلا في يناير الماضي.
سجلت علي عبر الموقع الرسمي للتسجيل يوم الأحد ظهرًا وفي اليوم التالي تلقت رسالة فجرًا للتوجه يوم الثلاثاء لمنطقة التابعة لها في مركز صحة بولاق الدكرور, حضرت إيمان كما أبلغت ولم يكن العدد يزيد عن عشرة أفراد، من بينهم رجل خمسيني وآخر في أوائل الستينيات تقريبًا، أما الباقون شباب لم يتجاوز الأربعيني.
سألت إيمان الطاقم المشرف على التطعيم: لماذا لم يحصل كبار السن مثل أبي وأمي على اللقاح فكان الرد أن “مركز صحة بولاق الدكرور” تم فتحه اليوم لتلقي اللقاح وبالتالي تم التواصل مع كل المقدمين لدينا.
عماد، 35 عامًا، يروي تجربته مع تلقي اللقاح: سجلت على الموقع وبعد يوم واحد فقط وصلتني رسالة التطعيم، وهناك مضى إقرار مكون من ورقة وجهين، كونه يتحمل المسؤولية، وهو ما أشعره بالقلق، لكن الجميع حصل عليه أمامه، في حين لم تحصل والدته وهي مصابة بالسكري رغم تقديمها منذ شهر، وعندما سأل قالوا “ليست تابعة لنا، رغم أنهما من محافظة واحدة.
نموذجان يشرح شكاوى المواطنين مع تلقي اللقاحات من المراكز الطبية المخصصة له، إذ انتشرت في الأيام الماضية شهادات كثيرة عن وجود عشوائية في الحصول على اللقاح. وأعلن مواطنون من فئات عمرية مختلفة وأعضاء من الأطقم الطبية عن تلقيهم لقاح كورونا بعد فترة ما بين يوم واحد فقط أو أسبوع من تسجيلهم على الموقع الإلكتروني وهو ما أثار تساؤلات عديد لآخرين سجلوا بياناتهم منذ أسابيع مضت، دون التواصل معهم، خاصة في محافظتي القاهرة والجيزة، وبعضهم من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
ما السبب؟
وزارة الصحة عللت هذا الأمر بأنه غير مقصود، ولكن السبب في ذلك يرجع لزيادة عدد مراكز تلقي اللقاح إلى 138 مركزًا على مستوى الجمهورية بعدما كانوا 40 مركزًا فقط، وبالتالي المسجلون حديثًا في الأماكن التي تم إضافتها تم التواصل معهم بشكل أسرع، ولكن هذا لا يعني أن المسجلين منذ أسابيع لن يحصلوا على أدوارهم بل سيتم تدارك الأمر خلال الأيام القليلة القادمة.
كيف تحصل على اللقاح؟
استعرض تقرير صادر عن مجلس الوزراء، خطوات التسجيل على الموقع الخاصة بتلقي اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد، عبر موقع خاصة بالتسجيل يشمل كافة الخطوات التي يحتاجها المواطنون.
وأعلنت وزارة الصحة تدشينها موقعا إلكترونيا للقاح في ديسمبر الماضي، وطالبت من يريد التسجيل لتناول اللقاح يدخل على الموقع ويضع بياناته، كما أن الموقع به بيانات اللقاحات، وبعد التسجيل يتم التواصل مع المواطنين لحجز اللقاح دون تدخل بشري.
أول هذه الخطوات اختيار الفئة من بين (العاملين في القطاع الطبي – أصحاب الأمراض المزمنة من جميع الفئات العمرية – فئات أخرى)، ثم إدخال البيانات الشخصية كـ “الاسم والرقم القومي وبيانات رقم الهاتف.
التوضيح إذا كان طالب اللقاح يعاني من أي أمراض مزمنة، مع تحديد المحافظة وأقرب وحدة صحية يرغب المواطن في الحصول على اللقاح بها.
يقوم المواطن بإرفاق صورة بطاقة الرقم القومي الخاصة به، والموافقة على 3 إقرارات تشمل موافقته على البيانات التي قام بإدخالها، والبيانات الخاصة باللقاح، وتلقي جرعتي اللقاح، وأخيرًا الحصول على الرقم الخاص بالطلب، بعد إتمام عملية التسجيل، يتم التواصل مع المواطن لتوجه للمركز التابع له.
بحسب رئاسة الوزراء، تم تخصيص مكتب في الوحدات الصحية والمستشفيات على مستوى الجمهورية يتوجه إليه المواطنون حال تعثرهم في التسجيل على الموقع، مع الإعلان أن عدد المسجلين في اليوم الأول بلغ نحو 70 ألفا.
الحصول على الجرعات
بعد التأكد من هوية المواطن وصحة كافة البيانات المقدمة والتقارير الطبية للحالات التي تعاني من أمراض مزمنة، يتم حقنه باللقاح أعلى ذراعه، وتأكيد تسجيل حصول المواطن على الجرعة الأولى على منظومة وزارة الصحة والسكان المميكنة الخاصة باللقاح، وتسجيل تاريخها وتحديد موعد الحصول على الجرعة الثانية.
تقرير رئاسة الوزراء ذكر أن هناك عيادات مخصصة بمراكز التطعيمات لمتابعة المواطنين بعد تلقى اللقاحات في حالة ظهور أي أعراض جانبية بسيطة أو متوسطة، وذلك حرصاً على سلامة وصحة المواطنين، وتتم تلك الخطوات أيضًا خلال الزيارة الثانية للمواطن للحصول على الجرعة الثانية من اللقاحات، وأنه يمكن للمواطنين الذين تلقوا اللقاح الحصول على شهادات إلكترونية تثبت تلقيهم للقاح من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالوزارة باللغتين العربية والإنجليزية.
المحرومون من اللقاح
وأوضح التقرير الفئات الممنوع حصولها على اللقاح، وهم الأطفال ما دون عمر 16 سنة، ومن يعانون حساسية شديدة تتطلب أخذ حقنة الإبينفرين، بالإضافة إلى الحامل والمرضعة، ومن تخطط للإنجاب خلال شهرين، وكذلك من أصيب بفيروس كورونا خلال 90 يومًا قبل أخذ اللقاح.
وأظهر التقرير الأعراض الجانبية المحتملة لتلقى اللقاح، والمتمثلة فى الألم أو إحمرار أو تورم مكان حقن اللقاح، وارتفاع فى درجة الحرارة، بالإضافة إلى الإرهاق والصداع، وكذلك الألم العضلى وألم المفاصل. وأشار التقرير إلى وجود 138 مركزًا ووحدة صحية ومستشفى تم تخصيصها لتلقى اللقاحات على مستوى الجمهورية.