بات التوتر والأزمات سمة العلاقة بين النادي الأهلي وحسام البدري المدرب الحالي منتخب مصر في السنوات الأخيرة، فمنذ أن غادر المدرب الوطني تدريب الأحمر في صيف 2018 وتشوب العلاقة أجواء متوترة.
غادر البدري تدريب الأهلي بطريقة سيئة بعد 6 أشهر أو أكثر قليلا من تولي محمود الخطيب رئاسة النادي خلفا لمحمود طاهر، ولم ينتظر وقتا طويلا حتى انضم لمشروع معاد للأحمر بقبوله تولي منصب إداري في بيراميدز، الذي أسسه السعودي تركي آل الشيخ، في فترة خلافه مع مجلس إدراة الأهلي.
منذ هذا التاريخ، تكن جماهير الأحمر العداء للبدري، رغم أنه أجبر على الاستقالة من تدريب الشياطين الحمر ولم ينضم لبيراميدز وهو على ذمة القلعة الحمراء، كمل فعل في تجربة سابقة، لكنه وجد نفسه ضحية الخلافات بين الشيخ والخطيب، حتى وإن لم يتورط في تصريحات صدامية مع الجماهير في هذا التوقيت.
يعتقد قطاع كبير من جمهور الأهلي أن النادي صنع من البدري كل شيء، بداية من مساعد مدرب مع مانويل جوزيه ثم مديرًا للكرة وأخيرًا مديرًا فنيًا وحقق معه كل إنجازاته بعالم التدريب وأوصله لتولي منصب الرجل الأول لمنتخب الفراعنة، لذا تنتظر منه رد الجميل باستمرار، ومن هنا نفهم المناوشات الحالية بينهما على خلفية طريقة تعامله مع لاعبي الأهلي في معسكرات الفراعنة.
صراع دائم وخلافات عديدة
بدأ الصراع والخلافات في وقت سابق من عام 2013 عندما رحل عن النادي لتدريب أهلي طرابلس الليبي وسمّاه الجمهور الأحمر وإدارته هروبًا آنذاك وتفضيله للأموال على حساب النادي، قبل أن يعود مجددًا لتدريب الفريق في 2017 أثناء ولاية محمود طاهر الرئيس السابق للشياطين الحمر.
ولكن مع نجاح محمود الخطيب الرئيس الحالي تمت الإطاحة به من منصبه، ثم تجدد الصراع ثانية بعدما تولى البدري رئاسة نادي بيراميدز “أيضًا لتفضيله جني الأموال”، وفق الرواية الأهلاوية، خلال فترة وجود تركي آل الشيخ الذي كان في خصومة شديدة مع إدارة الخطيب.
ولم تكن العلاقة بين البدري وإدارة الأهلي وجماهيره على ما يرام خلال تواجده ببيراميدز، نظرًا للعداء الشديد بين الناديين وصراع الصفقات الذي حدث إلى جانب انتقال عبد الله السعيد لصفوف بيراميدز، وغيرها من الأمور التي أشعلت الأجواء وقتها بين الطرفين.
ورحل البدري عن بيراميدز ثم انتقل للعمل بالمنتخب المصري الأول، لكن لم تتوقف صراعات الطرفين وبلغت ذروتها في الفترة الأخيرة بسبب إصابة أكثر من لاعب بالأحمر خلال تواجده في معسكرات المنتخب.
أزمة جديدة تحيي الجرح القديم
تعرض أكثر من لاعب للإصابة خلال وجود البدري لكن المعسكر الحالي للفراعنة أشعل الصراع بشكل كبير بين الطرفين، بعدما أصر البدري على استدعاء أيمن أشرف الظهير الأيسر رغم معاناته من الإصابة بخشونة في الركبة.
الأهلي شن هجوما عنيفا عبر منصاته الرسمية وفي مقدمتها قناته التلفزيونية ضد البدري، بعدما ابتعد أيمن أشرف عن التدريبات خلال وجوده في معسكر الفراعنة للإصابة.
ويرى مسؤولو الأهلي أن إبقاء اللاعب في المعسكر كان مرتبا ويقصد منه مجرد العناد مع النادي الأحمر، ودللوا على ذلك بالإصرار على سفر اللاعب إلى كينيا، رغم استحالة مشاركته في المباراة، وهو ما حدث في النهاية باستبعاده من قائمة اللقاء قبل ساعات قليلة.
حمدي فتحي أحدث ضحاياه
تجدد الأمر مرة ثانية خلال المباراة مع إصابة حمدي فتحي في الكوع ورفض البدري استبداله رغم إشارة طبيب الفريق، الذي أكد أن اللاعب غير قادر على استكمال اللقاء، لكنه عاد واستبدله بعد قرابه ربع ساعة بعدما تفاقمت الإصابة.
الأهلي حمل البدري مسؤولية إصابة حمدي فتحي بعدما كشفت الأشعة والفحوصات التي خضع لها تأكد غيابه لفترة لن تقل عن 6 أسابيع، حيث سيفقد الفريق عنصرًا مهمًا للغاية في مواجهات حاسمة بدوري أبطال أفريقيا والدوري المصري.
وأعلن الأهلي قبل قليل نجاح الجراحة التي أجراها لفتحي وتغيبه عن الملاعب لمدة 10 أسابيع، ليفقد جهود نجمه في مباريات مهمة في الموسم الحالي.
والأمر الآخر الذي زاد من توتر الأجواء بين الأهلي والبدري، هو ظهور رمضان صبحي في تدريبات بيراميدز رغم إعلانه إصابته بشد في العضلة الخلفية، ليضع نفسه في مأزق كبير أمام
“مفيش شعبية للبدري”
باتت أغلبية جماهير النادي الأهلي والتي تمثل السواد الأعظم من جماهير الكرة بمصر، تكن لحسام البدري كرهًا شديدًا، وهي كانت الداعم الأكبر له بين باقي جماهير الكرة الأخرى بمصر، والتي أيضًا تكره البدري منذ وجوده مع الأهلي مرورًا بمواقف وأزمات أخرى عديدة.
كما أن قبول البدري عامة ضعيفًا لكل جماهير مصر والنقاد والإعلام، لطريقته الجادة دائمًا وتكشيرة وجهه المستمرة بالإضافة لسوء مستوى الفرق التي قادها فنيًا، ما أدى لحالة عامة من الغضب الشعبي ضده وتحولت لرأي عام مؤخرًا بعد سوء أداء المنتخب رفقته.
صحيح تأهل البدري إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقرر إقامتها في الكاميرون، لكن الأداء لم يرتق بعد لاسم منتخب الفراعنة ومكانته في القارة السمراء.
وبعد فقدانه لجماهير الأهلي الداعم الأكبر له خلال مسيرته التدريبية، وعدم محبة الجماهير الأخرى له، يجد البدري نفسه في موقف حرج وسط تضاؤل شعبيته بشكل جارف في الآونة الأخيرة، وربما يقود ذلك لإقالته من تدريب المنتخب خلال الفترة القادمة، بعدما فقد أغلب شعبيته جراء أفعاله ونتائجه ومستوى المنتخب تحت قيادته.
تمثل بطولة كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون المقرر إجراؤها مطلع العام المقبل التحدي الأبرز والمحك الحقيقي للبدري مع المنتخب، فالجماهير لن تصبر كثيرا على البدري حال استمرار تراجع مستوى الفراعنة، كما أنه ليس المدرب “الدبلوماسي” الذي يتستطيع كسب ود الجميع، فالأعداء دائما أكثر من الأصدقاء عند حسام البدري.