لا يزال الغموض يحيط بحملة اعتقالات واسعة لشخصيات أردنية بارزة، تقول السلطات إنها تتعلق بـ”أسباب أمنية” لم تكشف عن طبيعتها حتى الآن.

ارتباك وغموض

البداية جاءت بنشر وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا” أخبارًا مقتضبة عن اعتقال الشريف حسن بن زيد ورئيس الديوان الملكي السابق باسم إبراهيم عوض الله وآخرين لـ”أسبابٍ أمنيّة”.

والشريف حسن بن زيد آل ناصر كان مبعوث الملك سابقا إلى السعودية، وأقام في السعودية فترة طويلة، حيث يمتلك استثمارات هناك ويحمل الجواز الأردني والسعودي.

بعدها تباينت الروايات عبر وسائل إعلام محلية عن اعتقالات طالت الصف الأول في الديوان الملكي، لكن الوكالة نقلت عن مصدر مطّلع قوله إن صاحب السمو الملكي الأمير حمزة بن الحسين (الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني) ليس قيد الإقامة المنزلية ولا موقوفاً كما تتداول بعض وسائل الإعلام.

محاولة انقلاب 

في الأثناء نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مصادر مطلعة قولها إن الأمير حمزة جرى وضعه تحت الإقامة الجبرية، بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد الملك عبدالله الثاني.

وفي بيان ثالث أكثر تفاصيلاً نقلت الوكالة عن أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، نفيه صحة “ما نشر من ادعاءات حول اعتقال سمو الأمير حمزة”.

لكنه تحدث بشكل غير مباشر عن تحديد إقامته جبريا، قائلاً إنه “طُلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات تُوظّف لاستهداف أمن الأردن واستقراره في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتقل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون”.

وقال اللواء الحنيطي إن التحقيقات مستمرة وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح، مؤكدا أن كل الإجراءات التي اتخذت تمت في إطار القانون وبعد تحقيقات حثيثة استدعتها، مثلما أكد أن لا أحد فوق القانون وأن أمن الأردن واستقراره يتقدم على أي اعتبار.

اعتقالات مستمرة

ونقلت وسائل إعلام محلية وإقليمية عن مصادر قولها إن الاعتقالات شملت مدير مكتب الأمير حمزة ومرافقه الشخصي، وطالت أيضًا أكثر من 20 شخصاً، بينها شخصيات أمنية وعشائرية.

وفيما يلف الغموض مجمل الموقف، تحدثت المصادر عن أن حملة الاعتقالات لا تزال جارية حتى الآن، وسط انتشار أمني مكثف في العاصمة عمان.

دعم للملك عبدالله

على الفور أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا أعرب فيه عن وقوف المملكة التام إلى جانب الأردن، و”مساندتها الكاملة بكل إمكاناتها لكل ما يتخذه الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، من قرارات وإجراءات لحفظ الأمن والاستقرار ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيهما”.

وذكر البيان الذي نقلته كالة الأنباء السعودية إلى أن الدعم يأتي “انطلاقاً مما يربط المملكة العربية السعودية مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة من روابط وثيقة راسخة، قوامها الأخوة والعقيدة والمصير الواحد، وامتداداً لتاريخهما المشترك، وأن أمنهما كلّ لا يتجزأ”.

مصر هي الأخرى أعربت عن “تضامنها الكامل ودعمها للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وقياداتها الممثلة في الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وذلك في الحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضد أي محاولات للنيل منها”.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن القاهرة تؤكد على أن “أمن واستقرار الأردن الشقيق هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي”.

كما أكد مجلس التعاون الخليجي في بيان على لسان نايف الحجرف الأمين العام للمجلس، وقوف المجلس مع المملكة الأردنية، ودعمها “لكل ما تتخذه من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار في الأردن الشقيق”.

وشدد الحجرف “دعم ومساندة مجلس التعاون الكامل لكل ما يتخذه الملك عبدالله الثاني بن الحسين من قرارات وإجراءات لحفظ أمن واستقرار الأردن”.

كما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الملك الأردني عبد الله الثاني شريك رئيسي للولايات المتحدة، مشددة على دعمه “بشكل كامل”.

مديرية الأمن العام

في الأثناء نشر حساب مديرية الأمن العام الأردنية مقطع فيديو يتضمن كلمات للملك عبدالله يتحدث فيه عن دعم القضية الفلسطينية ونبذ التطرف والإرهاب، معلقا: “حفظ الله الأردن حصناً منيعاً شامخاً راسخ الأركان، في ظل رائده وقائده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة”.

حديث السوشيال ميديا

وتزايد الحديث عبر مواقع التواصل عن رواية “واشنطن بوست” بأن ما جرى هي محاولة انقلاب جرى اكتشافها، حيث غرد نشطاء ومراقبون عن هذه الرواية.

 

من هو الأمير حمزة؟

الأمير حمزة بن الحسين الذي يدور الحديث حول كونه وراء محاولة الانقلاب، هو ولي عهد المملكة الأردنية السابق، والأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني.

ويبلغ الأمير حمزة 41 عاما، وهو ضابط سابق وابن الملكة نور الزوجة الرابعة، تولى ولاية العهد خلال الفترة من 1999 إلى 2004، وذلك بعد وفاة والده الملك الحسين بن طلال، عندما انتقل ولي العهد آنذاك الملك عبد الله الثاني إلى عرش الحكم.

بعد 6 سنوات في منصبه أرسل الملك عبدالله رسالة إلى الأمير حمزة يعفيه من ولاية العهد.

الأمير حمزة متهم بالانقلاب على الملك عبدالله
الأمير حمزة متهم بالانقلاب على الملك عبدالله