تقف “فاتن” مترددة أمام الكمبيوتر تسأل المحيطين بها عن إمكانية الحصول على اللقاح من عدمه، نظرًا لإصابتها بالذئبة الحمراء قبل 3 سنوات. بينما وصلت إلى إجابة واحدة مفادها بأنها “ممنوعة من الحصول على اللقاح”.

بعد علم “فاتن” بعدم حصولها على اللقاح بسبب الأدوية المثبطة للمناعة. عملت على تحصين نفسها من خلال تشجيع من حولها للحصول على لقاح الجائحة. “اللي حواليا ياخدوا علشاني”.

تروي “فاتن” تجربتها خلال كورونا والتي لم تنته، فهي شبه انقطعت عن العالم الخارجي: “أعيش بمفردي وامتنع عن الذهاب لأهلي. وأخرج في أضيق الظروف، وبالتالي لا أرى أصدقائي”.

بعد عام من جائحة كورونا، بدأت وزارة الصحة تطعيم ممن قاموا بالتسجيل لتلقي التطعيم، لكن هناك فئات لا تستطيع الحصول على اللقاح، لأسباب مرضية. تجعلهم الأكثر حاجة للقاح والأكثر تأثرًا سلبيًا بالتلقيح.

ووسط دراسات تشير إلى تحور الفيروس، لأسباب علمية غير شائعة، وعدم تفاعل اللقاحات التي أنتجت منذ التحور الأول. تبادر إلى أذهان المواطنين عدد من الأسئلة، تتعلق بفاعلية اللقاح؟. وماذا عن الفئات الممنوعة من الحصول عليه؟

النساء الحوامل

على رأس الممنوعين من اللقاح النساء الحوامل، رغم أنهن ضمن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا. بالإضافة إلى السيدات اللاتي يرغبن في الحمل خلال فترة عام من الجائحة.

في نفس موقف “فاتن” لا تجد “هاجر” حلًا لحماية نفسها وطفلها، بعد ترتيب أول قائمة بالممنوعين من للقاح وعلى رأسها “الحوامل”. إلا أن زوجها طالبها بضرورة الحصول على اللقاح لحماية أسرته الصغيرة.

تقول: “طالما أنا لن أحصل على اللقاح فالمحيطين بي لابد أن يأخذوه”. تمنع هاجر نفسها طوال فترة الحمل والتي وصلت إلى 7 أشهر من الاختلاط، ومن زيارة الأهل أو الأصدقاء.

تعيش “هاجر” منذ بداية الجائحة في حالة من الرعب ازدادات بعد حملها. هي لا تخشى الإصابة على نفسها فقط ولكن على جنينها أيضًا. لذلك مازالت تتبع كافة التدابير الاحترازية.

وفق تقرير من صحيفة “نيويورك تايمز” استبعدت النساء الحوامل والمرضعات والنساء اللواتي يخططن للحمل، من أغلب برامج اللقاح. السبب يعود إلى أن هذه اللقاحات لم يتم اختبارها سريريًا على هذه الفئات أثناء التجارب الأولية.

بداية التلقيح في مصر

القلق من حدوث مضاعفات

الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد بقسم الفيروسات والمناعة بالصين قال إن استثناء الحوامل من الحصول على اللقاح يأتي من منطلق “القلق لحدوث مضاعفات”. والراغبات في الحمل خلال عام. كما أشار إلى أن الحوامل يصبن بضعف في كفاءة الجهاز المناعي وبعض المشكلات البسيطة. إذ قد تؤدي تلك المشكلات إلى نقص كفائة الجهاز.

كما أشار إلى إنه عند الحصول على اللقاح والذي يعمل على تنشيط كفاءة الجهاز اللمناعي باعتباره إصابة بالفيروس. بإمكانها أن تلحق بضرر في تلك الفترة الخاصة بالحمل أو الاستعداد للحمل.

ونظرًا لأن النساء الحوامل، من الفئات المعرضات لخطر الإصابة بالفيروس. أوصت “لجنة التطعيم الدائمة” في معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا بما يلي: “بما أن اللقاح لن تتم الموافقة عليه للحوامل. ينبغي النظر في تطعيم الأشخاص الذين هم على اتصال وثيق بهن. وضمن محيطهن وخاصة شركائهن، لحمايتهن بشكل غير مباشر.”

أليسون كلفن، باحثة الإنفلونزا والأمراض المعدية في المركز الكندي لعلم اللقاحات أوضحت، أن النساء أثناء الحمل “مختلفات مناعيًا. لذلك قد يكون لدى المرأة الحامل استجابة مختلفة “للقاح” عندما تكون حاملًا مقابل عندما لا تكون.

المتعافون من فيروس كورونا

كذلك المتعافون من الفيروس ولم يمر على تعافيهم 3 أشهر تم ضمهم إلى القائمة. بجانب “ممن ترغب في الحمل خلال عام” والحوامل والأطفال ممن هم دون سن الـ 18عاما والحوامل. ويرجح الخبراء ذلك إلى نقص البيانات العلمية المتاحة حتى الآن حول كيفية تفاعل اللقاحات.

الدكتور عطية قال إن المتعافين تكون لديهم قدر كافي من الأجسام المضادة نتيجة الإصابة. وبالتالي أصبح يتوفر بجسده تركيز معين خاص بالفيروس، وحين يتم حصوله على اللقاح خلال فترة 3 أشهر. هذا سيكون جرعة زائدة وسيعمل على حدوث تأثير يتمثل في زيادة نشاط الجهاز المناعي. لاستخراج أجسام مضادة أكثر من الممكن أن لا يستوعبه الجسم. وبعد تلك الفترة من الممكن أن يحصل على اللقاح بأمر طبيعي.

13 فئة ممنوعة من الحصول على لقاح كورونا

شملت قائمة الممنوعين من اللقاح: أصحاب الأمراض الحساسية المناعة والدم مثل الذئبة الحمراء. من لديهم حساسية شديدة من أي تطعيم أو دواء أو أطعمة أو أشياء أخرى. وأصحاب أمراض الأعصاب والصرع والتشنجات. ومن يعانون من أمراض مناعية. من يستخدم أي أدوية أو إبر مثبطة للمناعة. ومن يعانون من أمراض الأورام والسرطانات، ومرضى الدم، مثال أمراض السيولة والتخثر. وأمراض القلب الشديدة، ومن حصل أو أخذ أية تطعيم قريبًا. من يعاني من مرض ضغط الدم المرتفع غير المنتظم. بجانب مرضى السكر غير المنتظم، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

تم تحديد تلك القائمة لتفادي الخوف والقلق من حدوث مضاعفات صحية. ويقول أستاذ الفيروسات، إن ذلك نتيجة أن اللقاح لم فترات طويلة من التجارب ولم يتم التوصل إلى معرفة تأثيره على المدى البعيد. نظرًا للاختبارات التي تمت عليه في فترة أقل من عام ليتم إنتاج لقاح، وهي تلك الفترة القليلة. اللقاحات تحتاج إلى أكثر من 5 سنوات حتى نصل إلى كافة تفاصيلها. وبالتالي تخوفًا من حدوث مضاعفات ومشكلات صحية عند بعض الفئات التي من ممكن أن تكون محل شك بدأو يسثنوها. مثل الحوامل وأصحاب المناعة الذاتية.

كيفية عمل اللقاح

وفيما يتعلق بعمل اللقاحات والتي تم إنتاجها خلال فترة قصيرة، لفت خبير الفيروسات، إلى أن اللقاحات بأنواعها تعمل على تحفيز المناعة. بإنتاج أجسام مضادة للفيروس، لإعطاء الجسم فكرة عن الفيروس ولديه الأجسام المضادة والخلايا المناعية التي يسيطيع أن يهاجم بها.

تختلف أعمال اللقاحات فنيًا من نوع لآخر، فيأتي اللقاح الصيني والروسي وهم يعملوا على الفيروس الميت وهذا أكثر آمانًا. أما استرازينكا فيعمل على جزء من فيروس كورونا وجزء من فيروس آخر. بينما فايزر وموديرنا فيعملان على المادة الوراثية للفيروس وهذا أكثر نشاطًا وتأثيرًا على الجهاز المناعي.

تحور جديد للفيروس وتخوفات من عدم استجابة اللقاحات

خلص استطلاع جديد للرأي إلى أن ثلثي خبراء الأمراض في العالم يعتقدون أن تحورات جائحة كورونا ستتسبب في عدم فعالية اللقاحات خلال عام.

من ناحية أخرى، أجرى “تحالف لقاحات الشعب” استطلاعًا أظهر أن نحو 66% من خبراء الأوبئة والمتخصصين في الأمراض المعدية. يعتقدون أنه خلال 12 شهرًا سيتحور الفيروس لدرجة تجعل الجيل الأول من اللقاحات بلا جدوى في منع العدوى. بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.

بينما أعرب نحو خمس من شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم أن ذلك سيحدث خلال 6 أشهر. بينما قال ثلث الخبراء إن ذلك سيحدث خلال 9 أشهر. كذلك قالت نسبة أقل من 1% من الأطباء إنهم يعتقدون أن التحورات لن تتسبب مطلقًا في عدم فعالية اللقاحات الحالية.

كما قال ديف سريدهار، أستاذ الصحة العامة بجامعة إدنبره في آسكتلندا إنه كلما زاد انتشار الفيروس، كلما كان من المرجح ظهور تحورات. ما يمكن أن يجعل لقاحاتنا الحالية غير فعالة.

من تلقى اللقاح وارد أن يصاب مرة أخرى

وفي السياق نفسه، أوضح عطية أن التحورات وارد حدوثها ومن الممكن أن يكون القادم أكثر. لكن إلى الآن التحورات التي حدثت اللقاحات تؤثر عليها.

“أمام فيروس يتحور كثيرًا، من الممكن أن يحدث طفرات جينية أكثر عنفًا واختلافًا تؤثر على فاعلية اللقاح. هذا أمر وارد” يضيف عطية. كما أنه هو الأمر الذي من شأنة تقوم شركات اللقاحات تطور أنواع جديدة تتناسب مع الطفرات في السلالات الجديدة.

وعن من يحصل على اللقاح قبل تحوره، يشير عطية إلى من حصل على اللقاح وتكونت لدية أجسام مضادة وارد أن يصاب مرة أخرى. اللقاح لا يعطي مناعة دائمة. خاصة أنه من الممكن أن يصاب بسلالات مختلفة عن التي أصيب بها.

انخفاض معدل الإصابات

بينما تشير معدلات دول العالم إلى انخفاض معدلات الوفيات لديها، حيث تراجعت في أمريكا حالات الإحالة إلى المستشفيات بنسبة 40%. بينما وصلت عملية التلقيح ضد الفيروس إلى وتيرة 1.6 مليون شخص يوميًا منذ الجائحة. لكن تظل مصر تسجل نفس معدل إحصائياتها من معدلات الإصابة والوفاة اليومية.

وفي نفس السياق أكد فايد أن ما تم رصده الأسبوعين الماضيين أن الدول الأكثر تطعيمًا لسكانها بدأت معدلات الإصابة تقل. وبدأ يقل أيضًا احتياج المصابين للرعاية المركزة والتدخل الطبي الحرج عن ذي قبل. أصبحت الإصابات طفيفة وخفيفة ولا تتطور إلى مضاعفات خطيرة.