أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني برئاسة الدكتور طارق شوقي، الإثنين، عن توجه لتدريس رموز اللغة الهيروغليفية لطلاب المدارس بداية من الصف الرابع الابتدائي حتى المرحلة الثانوية.

هذا التوجه جاء في أعقاب الحدث العالمي الذي نظمته مصر بنقل 22 مومياء من المتحف المصري إلى متحف الحضارة في حفل ضخم نقلته مئات القنوات والصحف العالمية.

الوزارة تقول إنها تريد جعل الوعي الأثري والسياحي في صدارة القضايا التي تهتم بها بمراحل التعليم المختلفة، وتتم معالجتها في معظم المواد الدراسية سواء في موضوعات أو أنشطة.

التدريس للحروف سيتم من خلال تناول المفاهيم والمهارات والقيم المتعلقة بالسياحة والمناطق السياحية والأثرية وكل أشكال التراث المصري القديم، وأيضا أخلاقيات التعامل مع المناطق السياحية والأثرية بهدف نشر الوعي السياحي والأثري وإكساب الطلاب أخلاقيات السياحة، بحسب بيان الوزارة.

وأشارت الوزارة إلى أن فكرة إدخال رموز الكتابة الهيروغليفية وما يقابلها من معانٍ باللغة العربية في المناهج تهدف إلى إطلاع الطلاب على تاريخهم القديم بهدف المعرفة وإثارة اهتمام الطلاب بالكتابة الهيروغليفية، والتي كانت من أهم وسائل التواصل مع الحضارة المصرية القديمة.

هل الوزارة قادرة على تنفيذ هذا التوجه بالفعل، هنا يجيب الدكتور كمال مغيث الخبير والباحث في المركز القومي للبحوث التربوية، قائلاً: “أرحب بالفكرة ولكن تخوفي أن يكون ذلك مجرد موضة وتصريح أجوف مرتبط بالموكب والهزة الذي قام بها في وجدان الناس”.

وأضاف أن “الموضوع أعمق من مجرد قرار، فاللغة الهيروغليفية تحتاج إلى متخصصين مدركين ويحبون اللغة، خاصة أن أغلب المرشدين السياحين يعرفون اللغة بالشبه فقط، ونحن لا نمتلك متخصصين يمكن أن يدرسوا للأطفال اللغة ورموزها وإلا سينتهي الأمر بتوزيع كُتيب للغة على الطلبة أو تتحول الحصة إلى تريقة لأن محدش فاهم”، وفق قوله.

لكنه يعود للتأكيد على أن “تدريس التاريخ وخصوصًا الفرعوني يُعتبر مكونا أساسيا من مكونات الشخصية المصرية، والمفترض أن تكون موجودة من البداية خاصة أننا بلد لها تاريخ ممتد وله هاوية مصرية لابد أن يكون كل عناصرها موجودة ومتاحة للطلبة، ويتم تضفيرها ويكون لها دور كبير في تأسيس الشخصية المصرية والإحساس بالمجد والقومية”.

وتابع أن جميع الجامعات وكليات الآداب تضم قسما خاصا عن علم المصريات (Egyptology)، فالحضارة الفرعونية الوحيدة التي تمتلك علما لها.

ولفت إلى “أننا نحتاج إلى أولاً إلى تدريس الحقبة القبطية التي تمتد لأكثر من ثلاث الآف عام بجانب الأنشطة الخاصة بالطلبة مثل زيارة المتاحف والتي تترك أثرا لديهم أكثر من الكتاب”.