نظم العشرات من عمال اليومية بإدارة الكراكات في هيئة قناة السويس وقفة، اليوم الثلاثاء، أمام مبنى الإرشاد بالإسماعيلية للمطالبة بالتثبيت بعد عملهم لمدة 7 سنوات بدون تعيين.

وطالب العمال مقابلة الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، ولكن وجود وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد داخل الهيئة، حال دون الأمر.

ومع بداية التجمع اصطحب أمن الهيئة ثلاثة أشخاص ليمثلوا العمال في حديث مع المسؤولين، وهو اللقاء الذي انتهى بوعود بتثبيتهم مع أول حركة تعيينات قادمة، بحسب أحد العمال، الذي رفض ذكر اسمه.

نداء استغاثة.. الحق في التعيين

ووجه العمال استغاثة ‏للرئيس عبد الفتاح السيسي، أشاروا خلالها إلى عملهم قرابة 7 سنوات بالإضافة إلى مشاركتهم في حفر قناة السويس الجديدة، ودورهم في تعويم السفينة الجانحة مع أفراد الكراكة والعمليات، فضلا عن خدمات نقل المياه للسفن المنتظرة.

وأشار العمال إلى سنوات عملهم السبع بدون تأمين صحي أو اجتماعي، مطالبين بتسويتهم ببقية الزملاء المعينين، فلا فارق بينهم سوى الحصول على الحقوق، ذلك أنّ الجميع يؤدي نفس المهام.

ويقول أحد المشاركين في الوقفة إنه عمل بالهيئة قرابة 7 سنوات، وطوال تلك الفترة ليست له أي حقوق لا تأمين اجتماعي أو صحي، لافتا إلى أنه يحصل على يومية 75 جنيها، ينفق بها على أسرته والتزاماته المادية من إيجار وكهرباء ومياه.

حقوق عمال الورش

وأغلب عمال اليومية يشكلون القوى العاملة لورش القناة، خاصة ورش الكراكات، رغم كونهم “أبطال الظل” ويكونوا كلمة السر في إنجاز المهام العاجلة والعصبية، لكن حقوقهم مهدرة، بسبب حرمانهم من الضوء الإعلامي.

القبول بالعمل في هيئة قناة السويس يتطلب عدة مهارات، فيقول العامل: “قبل قبولي بالعمل تم إجراء اختبارات قوة بدنية وسباحة ولياقة وبدأت العمل في 2014”.

عايش العمال أيام عصيبة خلال الفترة الماضية، والتي شهدت جنوح السفينة البنمية عندما شاركوا في مهمة الإنقاذ، معرضيين حياتهم للخطر، وعلى مدار 7 أيام ظلوا متمسكين بموقعهم حتى تعويم السفينة.

أبطال مهمة التعويم

العمال والفنيون هم أبطال القصة، ذلك أنهم أثبتوا أن المستحيل مجرد كلمة في القاموس، فها هو العالم يقول إن المهمة ربما تستغرق أسابيع ولا أمل في عودة الملاحة قبل هذا الموعد لكنّ المصريين كان لهم كلمة أخرى، كتبتها مشقة وسهر ليالٍ سبع.

وعندما كان العالم يقول إن المهمة ربما تستغرق أسابيع حتى عودة الملاحة وسط حديث عن خسائر مليارية، انتهت المهمة في سبعة أيام، بعد تدخل الفرق المصرية وفي مقدمتهم فريق الكراكات.

يقول أحد هؤلاء العمال إنه عقب مشاركته في هذا المهمة الصعبة والذي تحدث عنها العالم لابد من الحصول على أبسط حقوقه، بالتثبيت والحصول على تأمين صحي.

امتداد قضية التعيين

قصة عمال اليومية بدأت قبل 9 سنوات، حين قامت الدفعة الثانية من العمالة المؤقتة بهيئة قناة السويس، بالمطالبة بإجراءات تثبيت للعمالة التي تراوحت فترة خدمتهم من 5 إلى 20 عاما، منهم من تم الاستغناء عنه بعد عمله لفترة 11 عاما، ثم عودتهم مرة أخرى في 2014، ليتم تعيينهم على مراحل بداية من 2016 وحتى 2018.

وانطلاقًا من تعيين تلك الدفعة، انتظرت الدفعة الثالثة والتي لم يتم تعيينها حتى الآن بعد عملهم 7 سنوات.

وتحدث العامل عن سياسة التسويف، خاصة أن رئيس هيئة قناة السويس السابق مهاب مميش أعلن في العام 2018 بأن من مضى فترة عمل 5 سنوات يتم تعيينه بمكافأة شاملة، وجرى عمل مقابلات شخصية ونجح الجميع، لكنهم لا زالوا في انتظار قرار التعيين منذ 3 سنوات.