ريال مدريد وليفربول واحدة من أكثر اللقاءات إثارة في “التشامبيونزليج” هذا الموسم، وذلك عندما يصطدمان في ذهاب الدور ربع نهائي مساء اليوم الثلاثاء على ملعب ألفريدو دي ستيفانو بالعاصمة الإسبانية مدريد.
هي مواجهة من العيار الثقيل، ليست فقط بين ناديين كبيرين وحسب، ولكنها بين اثنين من عمالقة القارة العجوز لديهما أكثر من 19 لقبًا بالكأس ذات الأذنين أعرق وأمجد بطولات أوروبا “دوري الأبطال”،
أما الحدث الأكثر تميزًا فيما يتعلق بالفريقين في السنوات الأخيرة يعود إلى عام 2018 حيث نهائي دوري الأبطال حينها والذي فاز به الملكي بثلاثة أهداف لهدف، وشهد اللقطة الأشهر لإصابة النجم المصري محمد صلاح مهاجم الريدز من قبل سيرخيو راموس قائد الملكي.
وتمني جماهير ريال مدريد نفسها بعبور ليفربول والصعود للدور نصف النهائي، في ضوء تفاؤلها بنتائج فريقها أمام الأندية الإنجليزية، بينما يأمل الريدز وجماهيره في خطف بطاقة التأهل كونها البطولة الوحيدة الكبيرة المتبقية لفريقها حتى لا يخرج خالي الوفاض من الموسم الحالي.
التاريخ يبتسم للميرينجي
يتمتع ريال مدريد بتاريخ حافل في مواجهاته مع الإنجليز بدوري الأبطال، والتي تشهد تفوقًا ملحوظًا لصاحب الرقم القياسي في تحقيق اللقب، وواجه ريال مدريد 6 أندية إنجليزية على مدار تاريخه في دوري الأبطال، خلال 25 مباراة كان له نصيب الأسد فيها (فاز 12، خسر 7، تعادل 6).
ويعد قطبا مانشستر أكثر الفرق الإنجليزية مواجهة لريال مدريد في دوري الأبطال، بواقع 6 مواجهات، أما ليفربول فيأتي في المركز الثاني برصيد 5 مواجهات، وفي مواجهاتهما معًا بدوري الأبطال، فاز ريال مدريد 3 مرات، كان أبرزها النهائي الشهير عام 2018، في حين انتصر ليفربول في مواجهتين فقط.
كلوب عقدة للأبيض
يعد الألماني يورجن كلوب المدير الفني لليفربول، أحد أكثر المدربين مواجهة لريال مدريد في تاريخ دوري الأبطال، بواقع 7 مباريات سواء مع ناديه السابق بوروسيا دورتموند أو مع ليفربول.
ولا يتفوق أي طرف على الآخر، سواء كلوب أو ريال مدريد، فخلال 7 مواجهات فاز كلوب في 3، وفاز الريال في مثلها، وتعادلا مرة وحيدة، وقاد كلوب بوروسيا دورتموند في 6 مباريات أمام ريال مدريد، وكانت له الغلبة بالفوز في 3 مباريات مقابل خسارة مباراتين والتعادل مرة وحيدة، أما مع ليفربول، فلم يخض سوى مواجهة وحيدة أمام ريال مدريد كانت في نهائي كييف 2018، وخسر بنتيجة 3-1.
صلاح وتحدٍ من نوع خاص
يمكن لمحمد صلاح إسكات الانتقادات المشككة في ولائه لفريقه ليفربول بالثأر لأكثر اللحظات إيلامًا في مسيرته الاحترافية، عندما يواجه الفرعون ريال مدريد في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال ولكن بدون مواجهة راموس بطل الواقعة الشهيرة معه، لغيابه هذه المرة بداعي الإصابة.
وأثار صلاح الاستياء بين جماهير ليفربول أخيرا عندما رفض استبعاد إمكانية اللعب مع ناد إسباني في المستقبل، وذلك خلال حديثه إلى صحيفة “ماركا” الاسبانية التي تتخذ من العاصمة مدريد مقرا لها، ما عزّز التكهنات بأنه كان يضع الأساس للانتقال إلى ريال مدريد.
وقال صلاح عندما سئل عما إذا كان حريصا على اللعب في الدوري الإسباني: “آمل أن أكون قادرا على اللعب لسنوات عديدة أخرى. لماذا لا؟ لا أحد يعرف ما الذي سيحدث في المستقبل، لذلك ربما يوما ما، نعم. الأمر لا يعود لي”، كان رد صلاح المغازل مشابهًا للرد الذي قدّمه إلى وسيلة إعلامية إسبانية أخرى في ديسمبر الماضي، عندما سئل عن انتقال محتمل للعب في الدوري الإسباني، وقال وقتها لصحيفة “آس”: “أعتقد أن ريال مدريد وبرشلونة هما فريقان كبيران”.
يبقى أن نرى ما إذا كان يمكن لريال أو برشلونة تحمل صفقة شراء صلاح وسط الصعوبات المالية الحالية الناجمة عن فيروس كورونا، لكن بالنسبة لناد يفخر أنصاره بأنفسهم بسبب ولائهم العاطفي والثابت لقضية ليفربول، كان رفض صلاح استبعاد الانتقال إلى إسبانيا وكأنه سجل هدفا بالخطأ في مرماه، مؤكدا شكوك قسم من القاعدة الجماهيرية في ليفربول بأن الدولي المصري الذي ينتهي عقده عام 2023، متحمس بالمجد الشخصي بدلاً من نجاح الفريق.
مهمة انتقام حقيقية
بالطبع يمكن لصلاح أن يذكر بحق أن ليفربول ربما فشل في الفوز بدوري أبطال أوروبا في 2019، أو الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي لولا أهدافه ومهاراته الرائعة، حتى هذا الموسم، مع وجود ليفربول في خضم حملة دفاع فاشلة عن اللقب شابتها إصابات متعددة.
وعلى ما يبدو فإن الغلة التهديفية لصلاح 26 هدفا بينها هدفه في مرمى أرسنال (3-صفر) السبت الماضي في الدوري، يظهر مدى التهديد الذي يشكله على خطوط دفاع الفرق المنافسة، مع 120 هدفًا في 193 مباراة في جميع المسابقات منذ انضمامه من روما الإيطالي في عام 2017، تم تصنيف صلاح بحق بين عظماء ليفربول على الإطلاق.
لكن مكان الشاب البالغ من العمر 28 عامًا في قلوب الجماهير قد لا يكون آمنًا جدًا، فنجما ليفربول السابقان مايكل أوين وستيف ماكمانامان، لم يحظيا باحترام كبير بعد ترك آنفيلد للانتقال إلى ريال مدريد للعب في سانتياجو برنابيو.
ولكن من شأن إلهام ليفربول بالثأر من ريال مدريد لخسارته أمامه في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018، أن يقطع شوطًا في تهدئة المشككين، وتبقى تلك الخسارة المريرة 1-3 في كييف بمثابة نذير شؤم شخصي لصلاح الذي كان يبكي على أرضية الملعب، بعد أن اضطر للخروج بإصابة في الشوط الأول بعد تدخل عنيف لقلب الدفاع سيرخيو راموس.
أصيب صلاح بخلع في الكتف كان من شأنه أن يعيقه في نهائيات كأس العالم في وقت لاحق من ذلك العام، حيث ادعى البعض أن راموس تعمد إصابته بالطريقة التي جرّ المصري بها إلى الأرض، وإذا كان بإمكان صلاح أن يلعب دور البطولة في تحقيق الفوز على الريال ومن ثم الحلم بالفوز بدوري الأبطال ثانية له مع الليفر والسابعة في تاريخ النادي، قد لا يتم التشكيك في التزامه كثيرًا ويبقى بين أساطير النادي الأحمر العريق للأبد.