بينما تواصل إثيوبيا رفع راية التحدي في وجه دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان على خلفية أزمة سد النهضة، يشهد الداخل عددا من الصراعات تجددت فجر اليوم بسقوط العشرات من أبناء البدو في إقليم العفر على يد مسلحين فتحوا النار عشوائيا على مجموعة من أهالي منطقة هاروكا.
وقال أحمد كالويتي، المتحدّث باسم إقليم عفر، إن وحدات أمنية تابعة لإقليم صومالي هي من شنت الهجوم، لافتا إلى أن الحادث وقع فجر يوم الثلاثاء، إذ عمدت وحدات عسكرية تابعة لإقليم صومالي على منطقة هاروكا ومنطقتين آخريتين، وقتلت عددا غير معروف من المدنيين.
تأتي الواقعة ضمن سلسلة من الأحداث الدموية التي يعاني منها الداخل الإثيوبي وحالة الصراع الدائم بين الأقاليم المختلفة، إذ تتكوّن إثيوبيا من 10 أقاليم مقسمة على أسس عرقية يتمتع كل منها بسلطات واسعة.
وخلال السنوات الماضية كان هناك نزاعات حدودية بين عدد من الأقاليم، زادت من توقعات المراقبين إلى وصول إثيوبيا إلى حرب أهلية.
وتدور بين عدد من هذه الأقاليم نزاعات، بعضها بسبب خلافات على مناطق حدودية والبعض الآخر لأسباب سياسية، تتطوّر أحياناً إلى أعمال عنف دموية.
من جانبه، وجه عبدو حلو، المتحدث باسم منطقة صومالي، أصابع الاتهام إلى القوات الأمنية التابعة لإقليم عفر بمحاولتها إشعال فتيل الأزمة، ومحاولة تصعيد بدأت أحداثها منذ يوم الجمعة الماضي، عندما شن رجال شرطة تابعون لإقليم عفر هجوما على أفراد من بدو إقليم عفر.
تضيع الحقائق وسط الحرب الكلامية بين الطرفين وهو ما يتطلب تدخل حاسم وحازم من قبل السلطات من أجل وقف نزيف الدماء ووضع حد للصراع الحدودي بين الأقاليم.
اقرأ أيضا:
إثيوبيا على الحافة.. معارك مستمرة في تيجراي تُنذر بحرب أهلية
تاريخ من المناوشات
يعرف إقليم أوغادين باسم إقليم الصومال، إذ يقع على الخريطة في المنطقة بين غرب الصومال وشرق إثيوبيا، ويحده من الشمال الشرقي جيبوتي وغالبية سكانه من أصول صومالية.
ومنذ عام 2007 وهناك معارك دموية تحدث بين الأقاليم المختلفة وخاصة إقليم تيجراي وإقليم الصومال.
وكانت البداية عندما اقتحم وحدات عسكرية تابعة لإقليم تيجراي العاصمة الصومالية مقديشيو وارتكبوا مذابح أخرى وجرائم حرب، وخلال السنوات الماضية مثل إقليم “تيجراي” شوكة في حلق آبي أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي الذي تم تنصيبه عام 2018.
فور تولي آبي أحمد المسؤولية عمد إلى تهدئة الأوضاع في الأقاليم ومحاولة تخفيف حدة التوتر بين كافة الأطراف المتنازعة، إلا أن إقليم تيجراي أعلن رفضه لأي محاولات لإحلال حالة السلام.
في الوقت ذاته، منذ أن نٌصب مصطفى محمد عمر رئيسا لإقليم أوغاندين – الإقليم الصومالي – ويعيش أهالي الإقليم في هدوء وسلام واستطاع أن يستحوذ على ولاء أهالي الإقليم الصومالي لترجيح كفة آبي أحمد وإحكام سيطرته في ظل حالة العداء الواضح بين الأقاليم.
أطراف الصراع
الصراع المتواصل من عشرات السنين، ينقسم في حدته بين الأقاليم السبعة ورغم محاولات آبي أحمد في رأب الصدع إلا أن ما زال هناك مناوشات تحدث بين الأقاليم وبعضها البعض.
وحسب مراقبين، فإن إقليم أورومو بدوره لم يشأ أن يكون طرفا في الصراع الحاصل بين الأقاليم مفضلا أن يدير أموره بعيدا عن المناوشات المسلحة، يتفق معه في نفس المنهج إقليم شنقول قمز، ومنذ محاولات إحلال السلام ورغم تحفظات الإقليمين السابقين إلا أنهم نحوا أنفسهم بعيدا عن الصراع المسلح.
فيما يعيش إقليم أوغادين في صراع مع إقليم تيجراي والذي يعود بدوره إلى صراع تاريخ يمتد منذ ثلاثة عقود حيث كان إقليم تيجراي يحكم إثيوبيا قبيل تولي آبي أحمد وإيعاده لقيادات تيجراي من الحكم بشكل تدريجي.
وعلى إثره، أكد أن إقليم تيجراي رفض كافة مبادرات الصلح التي طرحت من قبل أطراف عديدة من اجل إحلال السلام ووقف الصراعات المسلحة.
هل إثيوبيا على مشارف حرب أهلية؟
النزاعات المسلحة بين الإقليم وعدم سيطرة آبي أحمد على كافة الأقاليم يشير إلى قرب وقوع حرب أهلية قادمة في حال استمر فشل رئيس الوزراء الإثيوبي في السيطرة على مقاليد الحكم، خاصة في ظل حالة تزايد وتيرة الصراع بين إقليم تيجراي والإقليم الصومالي ووقع ضحايا بالعشرات.