وصف الطبيب اللقاح الصيني “سينوفارم” لحالة مريضته والدة داليا، باعتباره لقاح كورونا الآمن لحالتها الصحية نظرًا لكونها مريضة “روماتويد” المصنف ضمن أمراض المناعة. رأت السيدة وأسرتها أن استشارة طبيبها المعالج هو الحل الأنسب قبل الاختيار بين لقاحين موجودين بالفعل في السوق (سينوفارم – آسترازينكا).

الطريقة الصحيحة التي اختارتها أسرة داليا لم تمنع حدوث المفاجأة، حيث تلقت الوالدة لقاح آسترازينكا عن طريق الخطأ بأحد المراكز الطبية في الجيزة.

هذا الخطأ في التطعيم لم تظهر له نتائج سلبية حتى الآن على السيدة، لكنه يفتح المجال أمام التساؤل: ماذا لو حصلت حالة مرضية أخرى على لقاح مخالف لوصف الطبيب المعالج؟.

لقاحان في المراكز الطبية

وحصلت مصر خلال شهري فبراير ومارس على حوالي 600 ألف جرعة من لقاح سينوفارم الصيني. وفي يناير استلمت مصر أول شحنة من لقاح “أسترازينيكا-أوكسفورد” المصنع في الهند. ليتوفر في مصر نوعين من لقاح فيروس كورونا. 

سبق أن نشرت الشركة المصنعة للقاح أسترازينيكا، أن الجرعة فعّالة بنسبة تصل إلى 70% في الوقاية من المرض. كما أن ما يميزه استخدامه تقنية تقليدية أكثر من لقاح فايزر ومودرنا.

وأطلقت الحكومة المصرية مؤخرًا موقعًا إلكترونيًا لتسجيل المواطنين من أجل الحصول على اللقاح، تلقت في اليوم الأول وحده 70 ألف شخص راغب في تلقي اللقاح.

وبدأت وزارة الصحة في أول مارس حملة تطعيم للوقاية من الفيروس للمواطنين من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. وذلك عبر 40 مركزًا طبيًا في عموم البلاد، وجرى تزويدها ليصل عدد المراكز إلى 140 مركزًا. 

3 أسابيع.. و3 أشهر 

قبل الحصول على اللقاح، يسأل الطبيب المسؤول في مكتب الصحة عن الأدوية الطبية والتاريخ المرضي للشخص. وبناء على ذلك يتم السماح بالتلقيح بـ”سينوفارم أو استرزينكا”.

وتقول داليا: “الطبيب شطب على أسترازينكا وأقر استكمال الخطة اللقاحية لسينوفارم على أن تتلقى الجرعة الثانية بعد 3 أشهر. بعكس استرازينكا الذي من المقرر جرعتة الثانية تكون بعد 3 أسابيع.

سينوفارم الأنسب لأصحاب هذه الأمراض

“المرضى الذين يعانون من الأورام أو يتلقون علاجًا كيماويًا أو أي أدوية أخرى مثبطة للمناعة لا ينبغي أن يتلقون لقاح أسترازينيكا ويكون لقاح سينوفارم هو الأنسب لهم. هكذا قال الدكتور علاء عوض أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد “تيودر بلهارس”.

ويشرح علاء كيفية عمل اللقاحات: سينوفارم الصيني عبارة عن فيروس “كوفيد 19” كامل غير نشط أو مقتول يتم حقنه في الجسم ليعمل على استفزاز الجهاز المناعي. إذ يؤدي ذلك لإنتاج أجسام مضادة للفيروس.

أما لقاح أسترازينيكا الذى طورته جامعة أكسفورد هو عبارة عن البروتين الشوكي لفيروس كورونا. يتم تحميله على فيروس ضعيف للغاية (أدينوفيروس) لا يصيب الإنسان بأي مرض. ويتم حقنه فى الجسم لإنتاج أجسام مضادة لهذا البروتين. وبالتالي الوقاية من الإصابة بالمرض في حالة التعرض للعدوى بفيروس كورونا، بحسب عوض.

وعن اختيار نوع اللقاح للأفراد، يشير أستاذ الكبد والجهاز الهضمي إلى أن الأطباء في مراكز التلقيح لديهم بروتوكولات لاختيار اللقاح. 

أيهما أكثر أمنًا؟

“سينوفارم الأكثر أمانًا عن استرازينيكا ولكن الاثنين علميًا وطبيًا متساويان في درجة الكفاءة عن باقي الأنواع”. هكذا يرى أستاذ مساعد الفيروسات الطبية بجامعة شاتو بالصين فايد عطية. كما يؤكد أنه لا يوجد تمييز في نوعية الأشخاص التي ستتلقى التطعيم.

حالات خاصة 

يشير عطية إلى أن ثمة حالات خاصة يجب أن تختار نوع اللقاح المناسب، وهم مرضى الأورام حسب حالة الورم ونشاطه وعلاجه، وكذلك مرضي المناعة الذاتية. ويضيف: “معظم هؤلاء يمكنهم الحصول على اللقاح إلا في حالات حرجة مثل سرطانات الدم ونخاع العظم وتثبيط المناعة”. 

لتجنب حدوث مضاعفات 

وعن نوع اللقاح الأفضل لتلك الفئة، يشير فايد إلى أنه من الأفضل أن يحصل أصحاب الأمراض الأورام ومن يسمح لهم الطبيب بالحصول على التطعيم على لقاح سينوفارم، لتجنب حدوث مضاعفات. 

ويوضح، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية بجامعة شاتو بالصين، أن فكرة تكوين لقاح سينوفارم بسيطة، وتم تجربتها منذ 60 عاما، وهي الاعتماد على طريقة الفيروس الميت وهي الطريقة الأكثر أمنا في اللقاحات المختلفة. 

 درجة الأمان والفاعلية

واتفق الدكتور علاء عوض وعالم الفيروسات الدكتور فايد عطية على أن اللقاحين على درجة مقبولة من الأمان والفاعلية. كما قال الدكتور محمد حمزة، أخصائي مكافحة العدوى بأمانة المراكز الطبية المتخصصة، إن كفاءة لقاح سينوفارم وأسترازينيكا واحدة، وليس هناك فارق يذكر بينهما في هذا الإطار.

ويرجع اختيار وزارة الصحة لهذين اللقاحين إلى أنهما يلائمان العوامل اللوجيستية والإمكانات المادية المتاحة في مصر.

من جانبها أعلنت هالة زايد وزيرة الصحة أن فاعلية لقاح سينوفارم “تصل إلى 86% في الوقاية من فيروس كورونا، و99% في إنتاج الأجسام المضادة للفيروس، و100% في الوقاية من الوصول للحالات المتوسطة والشديدة”.

مخاوف لقاح استرازينكا 

الاتفاق على نسب أمان اللقاحين، بات مختلفا في بريطانيا خاصة بعد الكشف عن وفاة سبعة أشخاص في المملكة المتحدة من جلطات دموية نادرة بعد تلقي اللقاح.

دفعت المخاوف بشأن لقاح أسترازينيكا بعض البلدان بما في ذلك كندا وفرنسا وألمانيا وهولندا إلى قصر استخدامه على كبار السن، ولكن حثت هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا على الاستمرار في أخذ لقاح أسترازينيكا لفيروس كورونا.

وعلى الرغم من تسجيل حالات الوفاة إلا أن وكالة الأدوية الأوروبية ووكالة الأدوية البريطانية تشاركت الرأي بشأن الفوائد النسبية للقاح.

وقالت إن العلاقة السببية بين تجلط الدم غير المعتاد لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح “غير مثبتة، ولكنها ممكنة”، وإن فوائد اللقاح تفوق مخاطر الآثار الجانبية.  كما حثت منظمة الصحة العالمية البلدان على الاستمرار في استخدام الجرعات، وفقا لأسوشيتد برس.