أعلن قصر بكنجهام، اليوم الجمعة، عن وفاة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 99 عامًا.

وفي بيان مقتضب، نعت المملكة إليزابيث الثانية زوجها: “الأمير فارق الحياة في سلام صباح اليوم في قصر وندسور، وستصدر المزيد من الإعلانات في حينها، وتنعى العائلة المالكة والشعوب في أنحاء العالم فقده”.

من هو الأمير فيليب دوق دنبرة؟

منذ اللحظات الأولى لحياته، بدا واضحًا أن الطفل فيليب ابن الأمير اليوناني آندرو والأميرة أليس أميرة بيتينبرج، سيعيش حياة مختلفة وغير تقليدية. في البدء ولد على طاولة مطبخ عام 1921، وبعد مرور 18 شهرًا هرب عن طريق إحدى السفن البريطانية خارج البلاد بعد الإطاحة بعمه ملك اليونان.

قصة حب جمعت الأمير فيليب والفتاة اليافعة إليزابيث، حينها كان عمره 18 عامًا، أما الملكة المستقبلية فلم تكن قد بلغت بعد 13 عامًا. وسرعان ما تحول اللقاء الأول إلى خيط طويل من قصة حب ستمتد لعقود رغم العراقيل.

الأمير فيليب وزوجته الملكة إليزابيث
الأمير فيليب وزوجته الملكة إليزابيث

نجح الأمير فيليب في أن يستحوذ على قلب الملكة المستقبلية وتوجت قصة الحب بالزواج عام 1947، حضر حفل زفافهما 2000 ضيف، وتم بثه على أجهزة الراديو حول العالم.

للوهلة الأولى وطبقًا للصورة الإعلامية للملكة إليزابيث الثانية فإنها مصدر القوة للعائلة المالكة،إلا أنه حسب كاتب السيرة الملكية، جيلز براندريث، يقول: “الأمير فيليب هو القوة الكامنة وراء العرش – الداهية والثابتة والداعمة التي لا تفشل”.

محاربة أقاربه تحت علم بريطانيا

عرف عن الأمير فيليب شغفه بالبحار، لذا تخرج في البحرية الملكية البريطانية، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، إذ سبق الحرب العالمية ضد الديكتاتور الألماني أدولف هتلر، زواج شقيقات الأمير فيليب من أمراء ألمان وهو ما تسبب في حرج كبير للأمير الصغير آنذاك.

في النهاية اضطر الأمير فيليب لأن ينضم إلى القوات البريطانية في الحرب العالمية الثانية في مواجهة نسيبه الأمير كريستوف، والذي كان بدوره زوج شقيقة فيليب وأحد القيادات في القوات الألمانية.

الأمير فيليب وزوجته الملكة إليزابيث
الأمير فيليب وزوجته الملكة إليزابيث

كان حاضرًا كأنه بريطانيًا، لم يبتعد عن المشهد رغم الأزمات، بدأ زواجه سعيدًا، ومن ثم اضطر لأن يبتعد خطوات عن زوجته في كل المحافل، إلا أنه أثبت جدارته بأن يظل بجانب الملكة إليزابيث الثانية وشارك في الحروب المختلفة التي خاضتها بريطانيا.

الخيانات المتعددة

كما جرت العادة، في تتبع أخبار القصة ومعرفة تفاصيل رواياتها التي قلما تخرج بعيدا عن جدران وأسوار القصر الملكي، تناول عدد من الصحفيين والمؤرخين المهتمين بمتاعبة أخبار القصر على مر التاريخ، إلى العلاقات المتعددة للأمير فيليب وكيف استطاع أن يحافظ على زواجه بالملكة على مدار سنوات طوال.

تحت عنوان “فيليب واليزابيت: صورة للزواج” تأليف النائب المحافظ السابق جايل براندريث، تطرق إلى مغامرات دوق أدنبرة – الأمير فيليب – العاطفية التي يُقال إنها تجاوزت الخمسين علاقة.

الأمير فيليب
الأمير فيليب

ربط الكاتب بين الأمير تشارلز ووالده الأمير فيليب في بداية السيرة التي يرويها قائلاً: “سار الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني على خطى ابيه الأمير فيليب دوق ادنبرة… لكن الفارق الوحيد بينهما أن الأب لم يطلق زوجته الملكة كما طلق ابنة زوجته ديانا، وبقيت علاقات الأب سرية تعرفها الحاشية بالتفاصيل ويكتفي العامة فقط بالتندر عليها”.

وحسب الكاتب: “الأمير فيليب أبلغه مراراً وعند سؤاله عن خيانة الملكة بالقول: “لقد رافقني حارس أمين تختاره الملكة على الدوام وعلى مدى 24 عاما منذ بداية حياتي الزوجية… كيف يمكن لي أن أخون”.

الاهتمام بالعمل البيئي

المتتبع لمسيرة الأمير فيليب، يتضح له أنه واحد من الذين حملوا فوق أعناقهم مسئولية الدفاع عن الحياة البرية وقضايا البيئة، إذ عمد إلى تكرس نفوذه بصفته زوج الملكة من أجل دعم الصندوق العالمي للحياة البرية، ومن ثم تولى منصب أول رئيس للمنظمة العالمية للطبيعة.

أما عن إعجابه الكبير بالحياة البرية، يقول الأمير فيليب: “إنه من المدهش أن يكون لدينا هذا التنوع على كوكبنا، كل يعتمد على الآخر، إذا كان للإنسان القدرة على اتخاذ قرارات بشأن قتل الحيوانات أو الحفاظ عليها ( الانقراض أو البقاء)، فلماذا لا يمارس سلطته تلك بنوع من الوازع الأخلاقي، لماذا نتسبب بانقراض كائن إذا لم نكن مضطرين لفعل ذلك”.