في نشرة “سد النهضة” يرصد “مصر 360” آخر تطورات الملف الأكثر أهمية على الساحة المصرية في أسبوع، كان أهمها فشل مفاوضات كينشاسا التي عقدت في الكونغو، بالإضافة إلى المقترح الإثيوبي حول تبادل البيانات بشأن السد، وأخيرًا تصريحات وزير الري حول الأزمة.

فشل مفاوضات كينشاسا 4 و5 أبريل

فشلت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، والتي عقدت 4 و5 أبريل الجاري في العاصمة الكونغولية كينشاسا. كما أنها لم تحقيق أي تقدم نحو حل أزمة سد النهضة.

وصرح السفير أحمد حافظ المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن المفاوضات لم تحقق أي تقدم ولم تفض إلى اتفاق حول إعادة التفاوض. إذ رفضت إثيوبيا المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية، تقودها الكونغو للتوسط بين الدول الثلاث.

كذلك أكدت الخارجية أن إثيوبيا رفضت كافة المقترحات والبدائل الأخرى، التي طرحتها مصر وأيدها السودان. تلك المقترحات الخاصة بتطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات. كمراقبين من الانخراط بنشاط في المباحثات. بالإضافة إلى المشاركة في تسيير المفاوضات وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية.

كما أفادت مصادر في وقت سابق بأن مصر والسودان يتمسكان بمطلب توسيع الوساطة الدولية لتشمل أمريكا والأمم المتحدة والأوروبيين. بينما تتمسك إثيوبيا بوساطة الاتحاد الأفريقي فقط.

كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن هذا الموقف يكشف مجددًا عن غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية. بالإضافة إلى المماطلة والتسويف من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية. وهو نهج مؤسف يعيه المفاوض المصري جيدًا ولا ينطلي عليه.

مفاوضات سد النهضة

إثيوبيا توجه دعوة لمصر والسودان لترشيح “مشغلي سدود” قبل الملء الثاني لسد النهضة

جدّدت إثيوبيا إعلانها المُضي قُدمًا في الملء الثاني لسد النهضة خلال موسم الأمطار في يوليو وأغسطس المُقبلين. بعد أيام من تعثّر مفاوضات كينشاسا التي باءت بالفشل دون إحراز تقدم يُنهي الأزمة المستمرة مع مصر والسودان.

ووجه وزير الري سيليشي بيكيلي، في بيان صادر عن الخارجية الإثيوبية، خطابات رسمية إلى كلٍ من مصر والسودان. لاختيار وترشيح مشغلي سدود من أجل تبادل البيانات، قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة في موسم الأمطار المقبل.

ووفق البيان الذي أوردته إذاعة “فانا” الإثيوبية، قال وزير الري الإثيوبي، إن بلاده أحرزت تقدمًا ملحوظًا في بناء السد مع قرب الفيضان. حيث من المقرر ملؤه في يوليو وأغسطس، وقد يستمر الملء في سبتمبر.

كذلك شدد البيان على أهمية الإبرام الفوري للاتفاق على القواعد والمبادئ التوجيهية بشأن الملء الأول، وفقًا للمادة (5 أ) من إعلان المبادئ. ذلك الإعلان الذي يوفر فرصة جيدة لبناء الثقة بين الأطراف.

كما أشار إلى أنه تم إرفاق معلومات عن اختبار تجربة إنتاج طاقة كهربائية من سد النهضة عبر توربينين. مع الرسائل التي وجهها وزير الري الإثيوبي لنظيريه. في ظل الأعمال الميكانيكية المستمرة للتمكن من تركيب باقي التوربينات الأخرى بالسد.

يأتي هذا بعد أسبوع من إعلان وزير الري الإثيوبي جهود مُضاعفة تبذلها أديس أبابا، للبدء في توليد طاقة كهربائية من سد النهضة. بعد إنجاح عملية الملء الثاني الذي تُصر على المُضي قُدمًا فيه رغم عدم التوصل إلى اتفاق. كذلك تجاهلت تحذيرات دولتي المصب.

وفي حين تريد مصر والسودان التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن تشغيل السد قبل ملئه، ترى إثيوبيا المُتعنتة أن هذه العملية جزء من بنائه.

تصريحات وزير الري بشأن سد النهضة

أطلق وزير الري الدكتور محمد عبدالعاطي، عددًا من التصريحات المهمة في حواره الأخير مع الإعلامي عمرو أديب، بشأن أزمة سد النهضة. كما كان للوزير عددًا من التعليقات المهمة عن احتمالية وقوع حرب بسبب أزمة السد، بالإضافة إلى خيارات مصر في الأزمة. كذلك تأثير الملء الثاني للسد المتوقع خلال موسم الفيضان المقبل.

الوزير قال يشارك في مفاوضات سد النهضة منذ عام 2006: “إحنا صبرنا على إثيوبيا كتير ونريد لهم التنمية. كما أننا لا نحصل على نصيب الأسد من مياه النيل، هذا ادعاء إثيوبي كاذب”.

وزير الري أثناء الحوار

كما أضاف أن مصر جاهزة للملء الثاني “لكننا لسنا مطمئنون”. “اتبعنا عددًا من الإجراءات الاحترازية منها تخفيض مساحات الأرز والموز والقصب. بالإضافة إلى مشروعات للري الحديث والذكي.

الوزير أوضح أن جميع المراقبين من دول العالم شهدوا على التناقض في مواقف إثيوبيا خلال مفاوضات سد النهضة. كما أضاف: “ممكن يقولوا كلام ويرجعوا فيه بعد ربع ساعة. يقولك ده زلة لسان”.

عبدالعاطي أكد أن الملء الثاني لسد النهضة ليس خطرًا، لكن سيضع أمامنا مشكلة كبرى في المستقبل. هي إدارة المياه أثناء فترات الجفاف.

الوزير قال إن مصر تتوقع بدرجة أن يكون الملء الثاني في يوليو المقبل، لأن تركيب التوربينات يسير بخطى ثابتة. كذلك أوضح أن هذا مؤشرًا على تنفيذ إثيوبيا للملء الثاني للسد قريبًا. كما قال الوزير في تعليقه على إمكانية إعلان الحرب بشأن الأزمة، إن الحرب كلمة ثقيلة لا يمكن الاستهانة بها. لكن أضاف أيضًا أن مصر لن تفرط في حقوقها المائية.

عكارة النيل

وأضاف أن مصر لديها جاهزية للتعامل مع أزمة الملء الثاني لسد النهضة: “نستطيع التعامل مع أي مشكلة. الجانب السوداني لاحظ العام الماضي وجود عكارة في مياه النيل وحين سأل الجانب الإثيوبي ردوا يمكن أن نتبادل البيانات باتفاق هذا العام. المشكلة أن إثيوبيا تريد مبادلة البيانات دون اتفاق”.

كما قال الوزير إن مصر تستطيع تحمل الملء الثاني للسد بكمية مياه تصل إلى 14 مليار متر مكعب في حالتين. ووفق الوزير الحالة الأولى هي وجود فيضان قوي أما الثانية في حالة الفيضان المتوسط. مضيفًا أنه في حالة الفيضان الضعيف سيكون الأمر صعبًا جدًا على مصر.

من ناحية أخرى قال الوزير إنه بنسبة كبيرة ستنفذ إثيوبيا الملء الثاني لسد النهضة، في إطار رغبة الحكومة هناك في معالجة مشكلاتها الداخلية. مضيفًا أنه من الوارد جدًا أن يكون هناك أخطاء في التشغيل: “ممكن يملى وميشغلش”.

وكشف الوزير أن السد العالي وبحيرة ناصر ساعدا مصر على تجاوز ضعف الفيضان عام 2015. كما أن مصر لم تحصل في هذا العام غير على 35 مليار متر مكعب فقط من حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب.