قطعت الصحفيات المصريات نصف الطريق نحو تحقيق طموحاتهن في إيجاد صوتٍ منادٍ ومدافع عن حقوقهن داخل نقابة الصحفيين، ومن ثمّ نقله إلى المستوى الرسمي. تحقق نصف الحلم بموافقة مجلس نقابة الصحفيين بالإجماع على اقتراح ضياء رشوان نقيب الصحفيين، بتشكيل لجنة للمرأة ضمن تشكيل لجان المجلس وفقًا لقرار سابق لمجلس 2013 /2015.

لكن النصف الآخر من الحلم يبقى رهينة الرؤى والأهداف والآليات التي ستتبعها اللجنة للمطالبة بحقوق الصحفيات وفتح ملفات ظلت مغلقة لسنوات تتعلق بالعنف والتحرش الذي تواجه بعض الصحفيات في المؤسسات الصحفية، وفق قولهن.

لجنة المرأة.. الحلم أصبح حقيقة

ومن جانبها، قالت عضو مجلس النقابة دعاء النجار، والمسؤولة عن لجنة المرأة، إن تشكيل لجنة للمرأة كانت مدرجة في برنامجها الانتخابي منذ ترشحها في المرة الأولى منذ عامين، وتحقيقه الآن بمثابة انتصار للزميلات الصحفيات، فالحلم أصبح حقيقة.

وأشارت النجار، لـ”مصر 360″، إلى أن اجتماع المجلس لم يخض في تفاصيل عمل اللجنة، ولكنها ستقوم بإعداد تصور كامل على أن يتم تقديمه خلال الاجتماع المقبل للمجلس.

وعن مضمون عمل اللجنة، قالت النجار: “ستكون معنية بكل شؤون المرأة سواء الصحفية أو الشؤون العامة، كما سيتم الاهتمام بكافة المشاكل التي تتعرض لها الصحفيات”.

“ليست تمييزًا سلبيًا ولكن تمييزًا إيجابيًا” تشير النجار إلى أن اللجنة تتبنى قضايا المرأة وتناقشها، كما تجتمع وعضوات الجمعية العمومية للحديث عن الآليات والمقترحات ” لأنه كان حلمهم قبل أن يكون حلمي”، على حد قولها.

حزمة مطالب وآليات التفعيل

وأعلنت مجموعة “صحفيات مصريات”، والتي تضم أعضاء الجمعية العمومية من النساء، مجموعة من المطالب والآليات التي تأخذها اللجنة المستحدثة على عاتقها لتنفيذها، أولها أن تكون لجنةً دائمة داخل نقابة الصحفيين تعمل على تحقيق بيئة عمل آمنة، تتضمن سياسات حماية الصحفيات من العنف القائم على النوع.

ووقعت أكثر من 165 صحفية على مذكرة جرى تقديمها لمجلس النقابة، طالبن فيها بأن تقوم اللجنة على إقرار سياسة لمكافحة التحرش والعنف الجنسي ضد الصحفيات سواء من عضوات النقابة أو العاملات في المجال من غير النقابيات، على أن تشمل آليات واضحة للتحقيق وفرض العقوبات، بما يضمن حماية الشاكيات وإخفاء وهوياتهن، وهو ما يستوجب أيضًا تعديل قوانين تنظيم الصحافة والإعلام ولوائح تنظيم النقابة، لإلزام جميع المؤسسات الصحفية باتباعها.

رؤى وأهداف

ومن جانبها اعتبرت الصحفية منى عزت تشكيل لجنة للمرأة “خطوة إيجابية“، فقد سبق أن تم جمع توقيعات للمطالبة بتشكيل هذه اللجنة.

وعن الرؤية التي تطمح أن تراها عضوات الجمعية العمومية في اللجنة الجديدة، تشير عزت إلى أن هناك رؤى عديدة فيما يتعلق بقضايا النساء، أولها أن يستند عمل اللجنة إلى الاتفاقيات  الدولية التي وقعتها مصر، وإلغاء كافة أشكال التمييز “سيداو”، وتطبيق المعايير الدولية فيما يتعلق بقضايا المساواة بين الجنسين والعمل على إقرار تكافؤ الفرص والتصدي للتمييز الذي تتعرض له المرأة على أساس النوع.

وتشير عزت إلى ضرورة أن تكون مرجعية اللجنة متسقة مع الاتفاقيات والدستور والقانون، قائلة: “نريد لجنة متفقة مع التشريعات المصرية”، على حد قولها.

وتضيف أن اللجنة مطالبة بمتابعة دائمة لعضوية الزميلات داخل النقابة، والإعلان عن أعداد النساء اللاتي يتم قبولهن في النقابة مقارنة بأعداد الرجال، والتعاون مع المؤسسات الصحفية بأن يتم رصد مجالات العمل الموجودة والتي تشغلها و لا تشغلها المرأة.

هذا الرصد تعتبره عزت مهمًا لفتح نقاش واسع حول قضايا النساء وما يناسب أعدادهن وكفائتهن، مشددة على ضرورة وجود آلية عمل واضحة للتعامل مع أشكال العنف القائم على النوع الذي تتعرض له المرأة داخل العمل أو أثناء العمل، ويتم الاستعانة بمتخصصين سواء من داخل الجماعة الصحفية أو خارجها لتضمن الحماية والسرية.

القضايا النسوية

“نحتاج لجنة نقابية لا تتعامل مع القضايا النسوية بشكل صوري أو مواءمات سياسية”، توضح الصحفية فيولا فهمي ما تأمل به من لجنة المرأة بنقابة الصحفيين.

وتشير إلى ضرورة أن تعمل اللجنة على توافر بيئة عمل آمنة للصحفيات وتتعامل بشكل جدي مع شكاوى الصحفيات سواء تحرش واستغلال جنسي أو تمييز وظيفي، وتساهم بصورة منهجية في تعميق الوعي الجمعي للصحفيات بضرورة مكافحة التحرش والتمييز وتشجيعهن على البوح والشكوى.

وتضيف فهمي أن اللجنة مطالبة بالمساهمة بصورة منهجية في تعميق الوعي الجمعي للصحفيات بضرورة مكافحة التحرش والتمييز، من خلال تنظيم دورات تدريبية تثقيفية، والتشجيع على البوح وتقديم الشكاوى، وإصدار بيانات للتضامن والدعم، واتخاذ قرارات رادعة يتم إحالتها في بعض الأحوال إلى اللجنة التأديبية.

وأشارت إلى ضرورة أن تراعي اللجنة المستحدثة تفعيل مبدأ التشاركية بين الصحفيات المهتمات بالعمل العام وقضايا النوع الاجتماعي، من خلال تشكيل لجنة قادرة على إبداء الرأي واتخاذ قرارات ومواقف حاسمة في الأحداث والوقائع المختلفة.