حالة قلق يعيشها أهالي سوهاج، بعد تزايد إصابات كورونا، لتكون أحد أكبر محافظات الجمهورية في معدلات الإصابة بالفيروس. بينما تشهد البلاد الموجة الثالثة من الفيروس. وهو ما أظهره التفاعل مع هاشتاج “#سوهاج_تستغيث”.
وعلى موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” انتشرت هاشتجات “سوهاج تستغيث”، “الحظر هو الحل”، “الحالات بتزيد بشكل مرعب”.
وقال عدد من وراد مواقع التواصل إن الإصابات بالفيروس منتشرة بشكل كبير بين المواطنين والأطقم الطبية في المحافظة. وسط مناشدات لإنقاذ الموقف عن طريق فرض حظر التجوال بالمحافظة أو إغلاقها. كما قال عدد من الأهالي بضرورة فرض طوقًا أمنيًا على كل مركز في سوهاج.
إصابات ووفيات سوهاج مرعبة
ووفق إحصائيات وزارة الصحة سجلت المحافظة الجمعة فقط 140 إصابة جديدة. من بينها 70 تخضع للعزل المنزلي، و14 حالة وفاة. بينما سجلت الوزارة 845 حالة إيجابية جديدة بفيروس كورونا في كل المحافظات. و41 حالة وفاة.
من ناحيته طالب نقيب أطباء سوهاج الدكتور محمود فهمي منصور، اللواء طارق الفقي محافظ الإقليم، بفرض حظر التجوال بجميع المراكز. إذ أن الحظر أحد الحلول الناجعة في مواجهة تفشي فيروس كورونا بين المواطنين.
كذلك لفت فهمي إلى أن الانتشار الكبير للفيروس وارتفاع حالات الوفاة يرجع إلى عدم التزام الكثيرين بالإجراءات الوقائية والاحترازية. وبحسب ما قال أدى ذلك لامتلاء المستشفيات بالإصابات ووصل الأمر لعدم توافر أسرة للحالات الجديدة.
وفي المقابل، قال الدكتور حسان نعماني عميد طب سوهاج، إن الزيادة في حالات إصابة بفيروس كورونا طفيفة عن الموجة الثانية. كما أشار إلى أن نقيب أطباء سوهاج بالغ في رأيه الشخصي نظرًا لإصابته من قبل بالفيروس.
وأضاف نعماني في مداخلة هاتفية لبرنامج “الحكاية”، أن المستشفيات بها قدرة استيعابية وليس لدينا مشكلة تستوجب الحظر. كما كما أشار إلى أن الأعداد زادت بنسب بسيطة مقارنة بباقي المحافظات. مضيفًا أن الأطباء الذين توفوا كانوا محجوزين في العناية المركزة.
“سوهاج تستغيث”
وأثارت التصريحات المواطنين، الذين دشن عدد منهم هاشتاج “سوهاج تستغيث”. فقال الدكتور نادر فتحي: “يا دكتور حسان بتقول معدل الوفيات طبيعي إزاي. حرام دا كل بيت أو جار أو معرفة عنده إصابة بالكورونا. بلاش إحنا الدكاترة المصابين والمتوفين بكورونا هذا الشهر عدد كبير على مستوى سوهاج.. حضرتك حلفت القسم عند التخرج إزاي”.
وقالت ساندي: “لو كل واحد من سوهاج دخل كتب أسماء الناس اللي اتوفت بكورونا الأسبوعين اللي فاتوا عشان مفيش سراير. ولا حتى وعي. لأن الناس طول ما البلد مفتوحة على البحري مش هيحسوا بالمصيبة”.
وذكرت الدكتورة نرمين سعد المصابة بفيروس كورونا وهي وزوجها الطبيب: “سوهاج كلها كورونا ولازم صوتنا يوصل. كلام النقيب صحيح جدًا. عارفين أن لنا زمايل كثير مصابين وعارفين إن الأعداد كبيرة جدًا”.
من ناحيته كتب الدكتور أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج على صفحته الشخصية بفيسبوك: “ليس عيبًا ولا جريمة أن نعترف بزيادة الإصابات. فالاعتراف بالوضع الحقيقي بالمحافظة يدعونا إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية. الحمل كبير على الأطباء والمستشفات فعلينا التكاتف حتى تمر هذه الأزمة الكبيرة”.
وكانت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة أعلنت المحافظات الأعلى في نسب الإصابة على مستوى الجمهورية في الفترة الأخيرة. وكانت “كفرالشيخ، سوهاج، بورسعيد، بني سويف، الشرقية، أسيوط، وقنا”.
وفاة 5 أطباء
وأشارت زايد إلى زيادة أعداد الأسرة والعناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي و”تانكات” الأكسجين الطبي بهذه المحافظات لاستيعاب الإصابات.
وفي سياق متصل، فقدت سوهاج 5 أطباء إثر إصابتهم بفيروس كورونا، كان آخرهم الدكتور السيد عثمان أخصائي النساء والتوليد. والطبيب هاني عادل عاشور مدرس أمراض النساء والتوليد بطب سوهاج. كما وصل أعداد شهداء كورونا من الجيش الأبيض لـ461 بحسب إحصائية نقابة أطباء مصر.
في 11 أبريل الماضي، عقد مجلس إدارة المستشفى الجامعي جلسة طارئة؛ لمناقشة قرارات مواجهة زيادة الإصابات بفيروس كورونا. سواء بين المواطنين أو الفريق الطبي.
ونتج عن هذا الاجتماع زيادة عدد مستشفيات العزل بتخصيص مبنى مستشفى الأورام كمستشفى عزل. إذ يشمل بصفة مبدئية 10 أسرة رعاية مركزة مجهزة، و87 سريرًا داخليًا. بجانب مستشفى حميات البلينا، وحميات جرجا، ومستشفى حميات سوهاج، وسوهاج العام، وسوهاج التعليمي.
“كل اللي أعرفه مات بكورونا”
“الوضع صعب جدًا والحالات في تزايد مستمر في المستشفيات وفي العزل المنزلي”. تقول الدكتورة هالة صلاح بالمستشفى الجامعي في تصريح خاص لـ”مصر360″ عن الوضع في المحافظة.
كما تشير إلى أن الأطباء مصابين وفي العناية المركزة، وسط تضليل وتعتيم ولامبالاة من المسؤولين، على حد قولها.
الطبيبة أشارت إلى أن مصاب كورونا يحتاج إلى سرائر عناية مركزة وأسطوانات أكسجين وهو غير متوفر في الوقت الحالي. نظرًا لتزايد أعداد المصابين.
وعن بداية تلك الأزمة، قالت صلاح: “تلك الموجة مستمرة منذ شهر بزيادة الحالات. أنا كل اللي أعرفه مات بكورونا”.
استدعاء وزيرة الصحة
“نقص كبير في عدد الأسرة بمستشفيات سوهاج لاستيعاب مصابي كورونا. وهناك نقص حاد في أسطوانات الأكسجين والأدوية الخاصة ببروتوكول العلاج”. هكذا قال النائب أحمد عبدالسلام قورة عن دائرة دار السلام في طلب إحاطة لرئيس البرلمان.
وقورة طالب وزيرة الصحة والسكان بسرعة التحرك لمواجهة ارتفاع أعداد المصابين والوفيات بفيروس كورونا على مستوى محافظة سوهاج.
كما طالب، رئيس مجلس النواب إحالة طلب الإحاطة إلى لجنة الصحة واستدعاء الوزيرة للاجتماع للرد على تساؤلاته. خاصة فيما يتعلق بتوفير المستلزمات وأنابيب الأكسجين وأسرة العناية المركزة بالمستشفيات والأدوية بمختلف مدن سوهاج.
النائب مصطفى سالم وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، تقدم هو الآخر ببيان عاجل لمجلس النواب. بعد متابعة للوضع، لتحديد سبب ارتفاع أعداد الإصابات والضحايا. وكيفية التعامل مع هذا الوضع وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وأضاف أنه يتواصل مع محافظ سوهاج بشكل عاجل وكافة الجهات المعنية بالمحافظة لوضع تصور وقرارات حاسمة لوقف هذه الزيادة. واتخاذ ما يلزم لتقديم الرعاية اللازمة للمصابين. بالإضافة إلى التواصل مع وزارة الصحة لتشكيل لجان لمتابعة العمل بمستشفيات العزل. خاصة أنه تلقى عدة شكاوى من المواطنين تتحدث عن غياب الرعاية والاهتمام بالمرضى. كذلك التهاون الشديد في تنفيذ الإجراءات الاحترازية بمستشفيات العزل. بينما لا يتم اتخاذ إجراءات وقائية مناسبة مع حالات الوفاة خاصة في إجراءات الدفن.
وأكد أنه يدرس الأوضاع مع المسؤلين بوزارة الصحة ومحافظ سوهاج للتوسع في أماكن العزل باستغلال الوحدات الصحية والمستشفيات. كذلك المستشفيات الخاصة لاستيعاب أعداد الزيادة في الاصابات مع تدبير ما تحتاجة هذه المستشفيات من أجهزة طبية.