“تحرش – بيدوفيليا – عنف ضد المرأة- زواج قاصرات”، كانت هذه هي المشكلات التي طفت على سطح قضايا المجتمع خلال الفترات الماضية، لتقرر الدراما رمضان في عام 2021 أن تُحاكي هذه المشكلات بشكل واضح وضريح وبه أيضًا شئ من الجرأة، حتى وإن واجه بعض الطرح اعتراضات جماهيرية وحقوقية.

العنف الأسري في “اللي مالوش كبير”

بعد عرض أولى حلقاته، تصدر مسلسل “اللي مالوش كبير” للفنانين ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي وخالد الصاوي قوائم الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي. وهو عمل درامي مهم بعرضه لأزمة العنف الأسري. خاصة فيما يتعلق بضحاياه من النساء، واللاتي أثبتت البيانات الرسمية مؤخرًا تزايد أعدادهم في السنوات الماضية.

إذ يؤكد تقرير للمركز المصري لحقوق المرأة، أن واحدة من بين كل أربع نساء في مصر تُعنف من قبل زوجها. ووثق بيان أصدره المجلس القومي للمرأة، بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء، تعرض 5 ملايين و600 ألف امرأة للعنف على يد الزوج أو الخطيب سنويًا. منهن مليونين و400 ألف امرأة تعرضن لإصابة واحدة على الأقل نتيجة ذلك العنف.

في الحلقات الأولى من “اللي مالوش كبير”، يتناول هذا العمل التأثيرات والتحولات النفسية في شخصية بطلة العمل، التي تتعرض لتعنيف وتعدي يومي من قبل زوجها. الأمر الذي يصل بها إلى حد التخطيط للتخلص منه. اللافت أن بطلة العمل عانت من العنف الأسري في منزل الأسرة.

ومع تشابه القصة التي يعرضها المسلسل مع وقائع حقيقية شهدها الشارع المصري خلال الفترة الماضية، فقد فتح هذا العمل نقاشًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي حول قضايا العنف الأسري بشكل عام والعنف ضد المرأة بشكل خاص.

وأيد كثيرون فكرة أن الأهل هم السبب الأول والرئيس فيما تتعرض له بناتهن من عنف على يد أزواجهن. خاصة وإن كانوا مثل أهل بطلة “اللي مالوش كبير”.

الطاووس الذي اغتال جسد امرأة

استكمالاً لخط الاهتمام بقضايا المرأة في دراما رمضان 2021، كان مسلسل “الطاووس” على قمة قائمة التريند على مواقع التواصل الاجتماعي. خاصة بعد المشهد الأصعب في هذا العمل؛ باغتصاب بطلته على يد مجموعة من أصحاب النفوذ. وهي قضية أيضًا نقلتها الدراما عن أحداث حقيقية شهدتها مصر مؤخرًا في القضية المعروفة إعلاميا بـ”قضية الفيرمونت”.

مسلسل الطاووس فتح قضية الاغتصاب من جديد

ولا تزال التحقيقات جارية في تفاصيلها المروعة. وهو على ما يبدو كان السبب وراء انتشار فيديو مشهد الاعتداء الذي نجح المسلسل في تجسيده دون أن يسيء إلى المشاعر. وحقق بذلك عدد مشاهدات تخطّى المليون في ساعات قليلة.

وقالت الفنانة سهر الصايغ أنها تتمنى أن تصل رسالة العمل بوضوح إلى الجمهور.

زواج القاصرات.. المجتمع لا يتغير

تطرق دراما رمضان بابا آخر  من قضايا العنف الأسري، إذ ناقشت بعض الأعمال خطورة زواج القاصرات على مستقبل الأسر، فظهر هذا في مسلسل “لحم غزال”، بزواج مي سليم في عمر الـ12 عام، ما تسبب في العديد من المشكلات بسبب أنها أصبحت أم وهي بسن صغيرة ولا تعلم أي شئ عن هذه المرحلة، ومع تتابع الأحداث تسرد مشكلاتها مع هذا الجواز وكيف أنها تحولت من طفلة إلى أم وبعد وفاة زوجها كانت مجبرة هذه الطفلة أن تتحمل مسئوليتها ومسؤلية نجلها.

والمسلسل من بطولة غادة عبد الرازق و شريف سلامه و فاء عامر وعمرو عبد الجليل ومن تأليف إياد إبراهيم وإخراج محمد أسامة.

كما عالج مسلسل”نسل الأغراب”، الذي تعاني بطلته الأساسية بسبب زواجها من نجل عملها وهي طفلة ذات الـ12 عاما، وهو في سن الـ20، لنجد أن إنجابها في هذا السن قد سبب لها بعض المشكلات النفسية التي تشعرها دائمًا بعد الأمومة تجاه ولديها، ورغبتها في منادتها باسمها فقط، نتيجة لصغر السن بينهما.

وشارك في هذا العمل أحمد السقا وأمير كرارة و إدوارد وأحمد مالك وأحمد داش ومن تأليف وإخراج محمد سامي.

ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي في الأشهر الماضية، مجلس النواب، باتخاذ اللازم نحو سرعة إصدار مشروع قانون يمنع زواج الأطفال من خلال قانون مستقل ينص صراحة على السن القانوني للزواج.

الزوجة ليست ابنة.. فلكل مقام مقال

أما مسلسل”لعبة نيوتن”، لبطلته منى زكي، يعرض مأساة زوجة تعيش قهرا مستمرا بسبب زوجها الذي يتمتع بشخصية قوية ويفرض عليها مزيدا من الضغوط نجحت زكي إظهارها ببراعة.

يقوم ببطولة مسلسل “لعبة نيوتن”، منى زكي ومحمد ممدوح ومحمد فراج ومن تأليف وإخراج تامر محسن.

الزوج يضع زوجته دائمًا في حالة من التوتر والقلق، وخلق جو حولها يشعرها دائمًا بعدم قدرتها على تحمل المسئولية وأنها طفلة لا تستطيع التصرف في أي شئ، مما خلق لدى البطلة حالة من التوتر الدائم والارتباك النفسي والصراع بين رغبتها بين إثبات كيانها والامتثال لأوامر زوجها الدائمة التي تضعها في موضع العاجزة، وهنا يضعنا أمام مشكلة جديدة من نوعها في الطرح وهي رغبة الرجل الدائم في السيطرة على زوجته ووضعها موضعة الابنة الصغيرة أو الطفلة التي لا تستطع التصرف في أي شئ.

ومن خلال هذا المسلسل تتم مواجهة المجتمع بمدى التأثير النفسي الذي تقع به الفتاة بسبب هذه الضغوط، سواء كانت بينها وبين نفسها أو مع المجتمع التي تحاول أن تثبت له دائمًا قدرتها على تحمل المسئولية شكل أكبر من طاقتها.

إجهاض إجباري واعتداء جنسي

وفي محاولة أخرى من دراما رمضان 2021 لمناقشة بعض قضايا العنف ضد المرأة، نجد مسلسل “ضل راجل” والذي يقوم ببطولته ياسر جلال ونرمين الفقي يدور حول تعرض الفتاة الجامعية إلى إجهاض إجباري يجعلها تخضع للاستشفاء بأحد المستشفيات، وذلك بعد الاعتداء الجنسي عليها من أحد زملائها.

وتدور أحداث المسلسل حول حالة هذه الفتاة والتي تم خديعتها للوقع للاعتداء عليها، ثم قيام المعتدي عليها بإجهاضها بشكل إجباري أدي إلى نقلها إلى المستشفى ودخولها في حالة غيبوبة.

النسوية على شاشات الدراما في رمضان

ترى الحقوقية نهاد أبو القمصان أن عرض موضوعات مختلفة عن المشكلات التي تعانيها السيدات في المجتمع المصري بهذه الجرأة وإن جاء متأخرًأ فهو يحقق الصالح العام بالتأكيد.

وأضافت أبو القمصان، في تصريح خاص، أن المشكلات التي تقع بها النساء حاليًا والتي تحولت إلى قضايا رأي عام، كان لابد من مواجهة الجمهور بها، وليس اعتبارها فقط حادثة تمر مرور الكرام، فهذا هو الدور الحقيقي للدراما، من خلال كشفها للواقع ومواجهة الجمهور به، في محاولة للمكاشفة التي يمكنها أن تغير نظرة المجتمع لتلك القضايا والتجني على الضحايا من السيدات سواء في العنف الأسري أو التحرش أو الاغتصاب وما شابه، وتحاول أيضًا تقليلها باتخاذ إجراءات أكثر جرأة قانونيًا وإنسانيًا تجاه هؤلاء الضحايا.