وبحسب شقيقة عمر، فإن حسن قرر أن يسافر إلى الأردن، ووصل عَمان في 16 أبريل (مطار الملكة علياء). إلا أن السلطات الأردنية رفضت دخوله وقررت ترحيله إلى مصر. وهو التصرف “غير المبرر”، على حد قول عمر. خاصةً وأن حسن داخل بشكل شرعي ومستوفي كل الاشتراطات والأوراق في بلد يمكنه الدخول إليه دون تأشيرة مسبقة.
تفاصيل اختفاء حسن البنا
وقد وصل البنا إلى مصر مُرحلاً صحبة مرافق أمني، على متن الخطوط الملكية الأردنية رحلة رقم (RJ 505) مساء الأحد 18 أبريل. وذلك في تمام السادسة والنصف بتوقيت القاهرة. وظل على تواصل مع أسرته حتى الساعة السابعة والنصف بتوقيت القاهرة، أي بعد حوالي ساعة. قبل أن يدخل مكتب الأمن الوطني بالمطار. ومنذ هذه اللحظة انقطع الاتصال به تمامًا، دون ورود أيّ معلومات خاصة به. بينما لفت عمر أنه على فترات يظهر “أونلاين على واتساب”، دون رد منه.
وأعربت عائلة حسن عن خوفها على حريته وسلامته النفسية والجسدية. كما حملت السلطات الأمنية المسؤولية كاملة عن سلامته. والسلطات الأردنية نفس المسؤولية بسبب مشاركتها في تسليمه.
وبحسب شقيق حسن فإنه “منذ خروج حسن من الحبس وهو يتنقل من طبيب القلب إلى الطبيب النفسي، في محاولة لتجاوز آثار التجربة الماضية”.
خرج من القاهرة بشكل شرعي.. فلما احتجازه؟
في السياق ذاته، كتب الصحافي المصري حسام بهجت أنه بقي لسبع ساعات كاملة أمام مطار القاهرة الدولي في انتظار خروج الزميل حسن البنا مبارك. مؤكدًا أن “البنا دخل مكتب الأمن الوطني في مبنى 2 من الساعة 7 ونصف مساء وانقطع الاتصال به من وقتها”.
قال بهجت إن “الصديق حسن قضى سنتين ونصف السنة في الحبس الاحتياطي بدون دليل أو محاكمة بتهمة نشر أخبار كاذبة، ثم أخلي سبيله من سنة واحدة بدون تدابير بعد أن توفي بين ذراعيه صديقه ورفيق زنزانته شادي حبش في سجن طرة تحقيق”.
ويعاني حسن عدة مشكلات صحية تتطلب رعاية طبية دائمة وعاجلة. وهو أمر فرض تساؤل حسام بهجت: “إذا كان خرج من مطار القاهرة دون أي مشاكل فلا يوجد أي مبرر لاحتجازه فقط بسبب رفض الأردنيين دخوله. فضلاً عن أن الدولة تحتفي بقرارات الإفراج عن بعض الزملاء الصحافيين أخيرًا، فأرجو من كل قلبي ألا يزيد العدد مجددًا بسجن صحافي آخر قضى بالفعل سنتين ونصف السنة في السجن ظلمًا وهو لم يبلغ اليوم 30 سنة من العمر”.
كانت سلطات الأمن المصرية أطلقت سراح الصحافي حسن البنا مبارك في مايو 2020، بعد أكثر من عامين حبسًا احتياطيًا على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا. وجاء القبض على البنا في فبراير عام 2018. ووجهت إليه تهمة الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون.