في 48 ساعة فقط تحولت بطولة “سوبرليج” التي أعلن تنظيمها 12 عملاقًا أوروبيًا إلى زلزال في عالم كرة القدم. أول أسباب ذلك الزلزال أن البطولة الجديدة ستكون بديلًا عن البطولة الحالية دوري أبطال أوروبا. كما أن إدارتها وتنظيمها سيكون بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. في إطار بحث الـ12 نادي عن 3 أضعاف الربح المالي الذي تجنيه في من اليويفا.

لكن الزلزال سرعان ما انتهى بعدما أعلنت 10 أندية انسحابها من البطولة الوليدة. ليتبقى ريال مدريد ويوفنتوس فقط. الذي قارب على الخروج هو الآخر بشكل رسمي لتنتهي الأزمة التي هزت أرجاء عالم كرة القدم مؤخرًا.

يوفنتوس أقر في بيان رسمي له، بأن هناك فرص محدودة لإكمال المشروع في الوقت الحالي بالشكل الذي تم تصوره في البداية.

ولم يذكر بيان يوفنتوس، حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالدوري الإيطالي، الصادر باللغة الإنجليزية صراحة أنهم سينسحبون رسميًا. لكنه أكد اقتناعه بسلامة المشروع الرياضي والتجاري والقانوني. كما أنه سيبقى ملتزمًا بمطاردة إنشاء قيمة طويلة الأمد للشركة ولصناعة كرة القدم بشكل عام.

الانسحاب الجماعي للأندية الإنجليزية من السوبر الأوروبي، كان الضربة القاضية للمسابقة التي انهارت بعد 48 ساعة من الإعلان عنها. بعد أن أعلنت أندية مانشستر يونايتد والسيتي وليفربول وأرسنال وتوتنهام وتشيلسي تراجعها عن المشاركة.

وجاء الانسحاب بعد رفض جماهيري شديد لهذه الخطوة، فضلًا عن معارضة الاتحادين الدولي والأوروبي للعبة. وتهديد الاتحادات المحلية الأندية بالاستبعاد من بطولاتها. كما أثار الانسحاب المتتالي للأندية الإنجليزية ثم البقية الشكوك حول تعرضها لضغط جماعي أدى للوصول لموقف موحد. بينما تم رصد الأسباب التي وراء تلك الخطوة كالآتي:

بطولة السوبرليج

دعم مالي مختلف

صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية كشفت سببًا مفاجئًا لانسحاب الأندية الإنجليزية الـ6 من المشاركة في دوري السوبر الأوروبي. وقالت إن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أغرى الأندية الإنجليزية بدعم مالي كبير إذا قررت الانسحاب.

ولفت المصدر إلى أن هذا العرض وصل لأندية إنجلترا فقط، ولم يصل إلى الأندية الإسبانية ريال مدريد، وبرشلونة، وأتلتيكو مدريد. أو الأندية الإيطالية يوفنتوس وميلان وإنتر التي أعلنت المشاركة في البطولة.

وقالت الصحيفة إن قرار الاتحاد الأوروبي بعدم عرض دعم مالي على الأندية الإسبانية أو الإيطالية يأتي لسببين. الأول: أن الفرق الإنجليزية هي الكتلة الأكبر في البطولة بـ6 مقاعد. وانسحابها يعني فشل إقامة البطولة.

أما السبب الثاني فيتمثل في أن الاتحاد الأوروبي يرى بأن فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، وأندريا أنييلي رئيس يوفنتوس هما العقل المدبر للبطولة. ومن ثم فإن التفاوض مع الأندية الإسبانية والإيطالية قد يكون صعبًا.

رئيس ريال مدريد ويوفينتوس

انسحاب رعاة الدوري الإنجليزي

الصحف الإنجليزية كشفت سببًا آخر لتراجع الأندية الستة عن المشاركة في السوبر الأوروبي، وهو تهديدات رعاة بث الدوري الإنجليزي بالانسحاب.

ويخشى الرعاة غضب الجماهير الإنجليزية، إذا تبنوا موقفًا مساندًا للسوبر ليج، ما يعود عليهم بالخسائر. خصوصا أمازون برايم الناقل الرقمي لمباريات الدوري الإنجليزي.

رفض جماعي مقلق

كما تحدثت صحيفة “ميرور” البريطانية عن أن الضغط السياسي في بريطانيا وتصريحات مجلس الوزراء البريطاني برفض البطولة. بالإضافة لمشاركة العديد من اللاعبين والمدربين في حملة الرفض، أدى لاستجابة الأندية الإنجليزية.

وكانت جماهير من الأندية الإنجليزية الـ6 خرجت في مظاهرات للتنديد بالمشاركة في هذه البطولة، التي وصفت بغير العادلة. كذلك تلك التي ستضر عددًا كبيرًا من أندية أوروبا.

اليويفا يبحث ترضية الأندية وتوحيدهم

بعد انسحاب كل الأندية الإنجليزية بالإضافة للإيطالية والإسبانية من البطولة الوليدة. يرغب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، السلوفيني ألكسندر شفيرين، الآن في إعادة بناء الوحدة ضمن القارة العجوز.

وبعد يومين فقط من إعلان “المخطط الانفصالي” انسحبت أندية مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، ليفربول، أرسنال، تشيلسي وتوتنهام من دوري السوبر. ما أبقى في الواجهة 3 أندية في كل من إسبانيا وإيطاليا قبل أن تخرج تباعًا من الاتفاق. ويتبقى الريال ويوفنتوس فقط داخله.

رابطة ليفربول تعلن رفضها البطولة

وصرّح شفيرين في بيان رسمي: “قلت بالأمس إنه من المثير للتقدير الاعتراف بالخطأ. هذه الأندية ارتكبت خطأ كبيرًا، لكنهم عادوا إلى العائلة الآن. وأعرف تمامًا أن لديهم الكثير ليقدموه ليس فقط لمسابقاتنا إنما لكل الكرة الأوروبية، المضي قدمًا هو الأهم الآن. إعادة بناء الوحدة التي تمتعت بها اللعبة من قبل والمضي قدمًا سويًا”.

وجاءت انسحابات الأندية الإنجليزية بعد ردود فعل غاضبة من المشجعين والسياسيين على إنشاء بطولة تضم 20 ناديًا، بينها 15 مؤسسين.

ومد شفيرين اليد للأندية الـ12 قائلاً إن الوقت لا زال متاحًا لتغيير الرأي، وقال: “لقد ارتكبتم خطأ فادحًا. لكن العالم بأجمعه يرتكب الأخطاء”.

واعتبر شيفرين أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يخسر المعركة القضائية المقبلة. خاصة أنه اتهم هذه الأندية بـ”الجشع والنرجسية والأنانية” واصفًا الأندية الـ12 بـ”القذرة”.