أوقعت قرعة أولمبياد طوكيو منتخب مصر الأوليمبي لكرة القدم في مجموعة الموت. حيث يصطدم بمنتخبات إسبانيا والأرجنتين وأستراليا، وهم بالمصادفة أبطال الـ3 قارات التي يلعبون فيها. فمصر بطل أفريقيا تحت 23 عامًا، وإسبانيا بطل أوروبا لنفس المرحلة، والأرجنتين التي تأهلت في الصدارة بتصفيات أمريكا الجنوبية. بجانب منتخب أستراليا الذي حقق المركز الثالث ببطولة آسيا تحت 23 عامًا.
القرعة التي أجريت بمقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أسفرت عن وقوع الفراعنة الصغار في أقوى مجموعة بالأولمبياد. برفقة الأرجنتين بطلة نسختي أثينا 2004 وبكين 2008. وإسبانيا الحاصلة على ذهبية برشلونة 1992، إضافة إلى أستراليا.
فيما شهدت باقي المجموعات بتلك القرعة ندية كبيرة، خاصة لممثلي العرب وأفريقيا المتبقين فيها. حيث جاءت المجموعات على النحو الآتي:
المجموعة الأولى: فرنسا – اليابان – المكسيك – جنوب أفريقيا. والثانية: كوريا الجنوبية – رومانيا – هندوراس – نيوزيلندا. والثالثة: إسبانيا – الأرجنتين – مصر – أستراليا. وأخيرًا المجموعة الرابعة: البرازيل – ألمانيا – كوت ديفوار – السعودية.
تاريخ جيد لمصر بالأولمبياد وصلاح ضرورة
يخوض منتخب الفراعنة الأوليمبي نهائيات المسابقة الأولمبية للمرة الـ12 في تاريخه، وتبقى أفضل نتيجة له بلوغ نصف النهائي عامي 1928 في أمستردام. و1964 في طوكيو. كما وصل إلى ربع النهائي 3 مرات أعوام 1924 في باريس و1984 في لوس أنجلوس. كذلك 2012 في لندن حيث كانت المشاركة الأخيرة.
وفي ظل هذه المجموعة النارية، بات استدعاء النجم العالمي محمد صلاح هداف ليفربول وأحد أفضل لاعبي العالم، ضرورة ملحة للمنتخب الأولمبي. حيث أكد المدير الفني للمنتخب شوقي غريب أن مشاركة صلاح في الأولمبياد مبنية على قرار ثلاثي.
كما قال: “قرار انضمام صلاح للمنتخب قرار ثلاثي، أولًا قرار فني مني أنا شخصيًا وهو ما تم بالفعل ونرغب جميعًا في وجوده. ثم قرار إداري من نادي ليفربول ومديره الفني الألماني يورجن كلوب وهو ما ننتظر منهم فيه جوابهم النهائي علينا. ثم قرار رغبة اللاعب نفسه في المشاركة معنا في الأولمبياد وهو عبر عن رغبته في ذلك بالفعل”.
كذلك أضاف: “انضمام صلاح للمنتخب في الأولمبياد تحرّك من الدولة، ممثلة في وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة والجهاز الفني. بحثًا عن ميدالية أولمبية ستكون الأولى في تاريخ مشاركة كرة القدم المصرية في الأوليمبياد”.
تحليل المجموعة: منتخب إسبانيا وأسلحة عديدة
يعد المنتخب الإسباني أحد أقوى الفرق المرشحة للتتويج بذهبية أولمبياد طوكيو. حيث نجح الماتادور في التأهل بعد حصد كأس الأمم الأوروبية تحت 21 عامًا. التي أقيمت عام 2019 في إيطاليا وسان مارينو، وفاز وقتها على بلجيكا وبولندا بعد خسارته بالجولة الأولى أمام إيطاليا بدور المجموعات. ثم الفوز 4-1 على فرنسا في نصف النهائي. والفوز 2-1 على ألمانيا في اللقاء النهائي.
منتخب إسبانيا يقوده المدرب لويس دي لا فوينتي صاحب الـ60 عامًا، والذي يعمل بالمنتخبات السنية في إسبانيا منذ 2013. الذي قاد الإسبان للتتويج بلقب أمم أوروبا تحت 19 عامًا في عام 2015.
ويعول المنتخب الإسباني على أبرز نجومه داني سيبايوس نجم ريال مدريد المعار إلى آرسنال. بجانب الحارس أوناي سيمون الذي يشارك مع أتلتيك بيلباو وخيسوس فاييخو مدافع غرناطة. كذلك أوناي نونيز مدافع بيلباو، وداني أولمو نجم لايبزيج. وميكيل أويارزابال صانع ألعاب ريال سوسييداد، وفابيان رويز لاعب وسط نابولي.
لاروخا أحد من أحرزوا الذهبية في الأولمبياد حيث حقق الذهب في 1992، وحقق الفضة في مناسبتين عامي 1920 و2000.
بينما الحديث عن انضمام قائد ريال مدريد ومنتخب إسبانيا سيرجيو راموس إلى قائمة المنتخب الأوليمبي في الحدث العالمي. يعزز قدرات الماتادور أولًا ثم الحديث حول مواجهة ثأرية بينه وبين محمد صلاح نجم الفراعنة بعد واقعة نهائي دوري الأبطال الشهيرة بين ليفربول وريال مدريد عام 2018.
الأرجنتين جنة المواهب وميسي التحدي الأصعب
تأهلت الأرجنتين بعد فوزها على كولومبيا وتشيلي والإكوادور وفنزويلا في مرحلة المجموعات بتصفيات قارة أمريكا الجنوبية. تلك التي أقيمت في فبراير 2020. كما تغلب راقصو التانجو في المرحلة النهائية على أوروجواي وكولومبيا. بينما خسر أمام البرازيل وتوج باللقب القاري.
ويقود منتخب الأرجنتين المدرب فرناندو باتيستا، والذي يراهن على عدة مواهب مثل صانع الألعاب أليكسيس ماك أليستر لاعب برايتون. وفالنتين كاستيلانوس مهاجم نيويورك سيتي. وجوليان ألفاريز نجم ريفر بليت، ونيويهين بيريز مدافع غرناطة. وأخيرًا سانتياجو إسكوبار لاعب هيرتا برلين.
والأرجنتين لها باع كبير في الأولمبياد، أحرزت الميدالية الذهبية مرتين في 2004 و2008. وأحرزت فضيتين في 1928 و1996، ودائمًا ما تعد الأرجنتين منجم مواهب وفريقا لا يستهان به على الإطلاق.
كما أن الحديث عن مشاركة أفضل لاعبي العالم ليونيل ميسي ملك برشلونة رفقة التانجو، قد يكون التحدي الأصعب لكل فرق المجموعة وخاصة مصر. حيث يجد لاعبوه مثل أكرم توفيق وبيكهام ومصطفى جلال وأحمد فتوح أنفسهم في مواجهة سيد اللاعبين وجهًا لوجه. ما قد يسفر عن أزمات بالجملة لدفاع الفراعنة.
أستراليا لديها ما تراهن عليه
يدخل منتخب أستراليا أولمبياد طوكيو بعدما احتل المركز الثالث ببطولة كأس الأمم الآسيوية تحت 23 عامًا. والتي أقيمت في تايلاند خلال يناير 2020 الماضي. كما احتل المركز الثالث بعد فوزه على أوزبكستان في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع.
ويقود المنتخب الأسترالي الأوليمبي المدير الفني جراهام أرنولد الذي يقود المنتخب الأول أيضًا. كما يراهن على توليفة من لاعبيه المحليين على رأسهم المهاجم نيك دو أوجوستينو ورامي نجاريني ودانييل بومان ورينو بيسكوبو.
أستراليا هي الأخرى ذات خلفية متطورة في كرة القدم خلال السنوات الأخيرة، وتريد أن تصل إلى إنجاز عام 1992 حين احتلت المركز الرابع بالحدث العالمي. ولكنهم لم يتخطوا هذا الإنجاز بعدها وقد يكونون مفاجأة هذه المجموعة لما لديهم من إصرار وطموح كبيرين في إثبات قدراتهم.