“كَانَ إِنْسَانٌ مَرِيضًا وَهُوَ لِعَازَرُ، مِنْ بَيْتِ عَنْيَا مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وَمَرْثَا أُخْتِهَا. وَكَانَتْ مَرْيَمُ، الَّتِي كَانَ لِعَازَرُ أَخُوهَا مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِطِيبٍ، وَمَسَحَتْ رِجْلَيْهِ بِشَعْرِهَا”
يردد الكاهن وهو يرتل إنجيل سبت لعازر في مطلع أسبوع الآلام الذى تحتفل به الكنائس المصرية بمختلف طوائفها، اليوم، وسط إجراءات احترازية واستعدادات أمنية مكثفة وهو أسبوع الآلام الثاني في زمن الوباء.
بحسب القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، فسبت لعازر هو إحياء لذكرى معجزة مسجلة في الكتاب المقدس، وفيها أقام السيد المسيح شخصا يدعى «لعازر» من الأموات، في هذا اليوم، ويسمى القداس في هذا اليوم بقداس«سبت لعازر» وهو اليوم الذي يستعد فيه الأقباط لأحد السعف.
وأوضح عبد المسيح في تصريحات خاصة: إقامة «لعازر» من الموت هي المعجزة التي جعلت الكثير من اليهود يؤمنون بالمسيح، ولعازر الصدّيق صديق المسيح، أو ﻟﻌﺎﺯﺭ ﺍﻷﺳﻘﻒ الملقب بحبيب ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ، قام على يد السيد المسيح بعد أربعة أيام من رقاده (أو ذي الأربعة الأيام)، وأﺻﺒﺢ أسقفا لقبرص فيما بعد، ولا يزال قبر لعازر الأول الذي أقامه منه السيد المسيح موضع إكرام في بلدة بيت عنيا قرب القدس، ويتوافد عليه السياح القاصدون رحلة التقديس سنويا.
وافترش باعة السعف محيط الكنائس بالقاهرة والإسكندرية لأول مرة منذ عامين بعد أن منعت ظروف غلق الكنائس بسبب الوباء العام الماضي المسيحيين من الصلاة في كنائسهم، حيث يبدأ الأحد أول أيام أسبوع الآلام والذى ينتهي بليلة عيد القيامة المجيد.
اختلفت قرارات الكنائس تبعا لكل إيبارشية وقرار أسقفها، فهناك إيبارشيات سمحت لشعبها بالمشاركة في الصلاة بالكنائس بنظام الحجز وبأعداد محدودة، وفي ظل إجراءات صحية مشددة، وهناك كنائس أخرى في إيبارشيات قررت عدم مشاركة الشعب والاكتفاء براعي الكنيسة وعدد قليل من الشمامسة، وذلك في إطار التفويض الذي منحه من قبل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، لمطارنة وأساقفة الكنيسة، لاتخاذ ما يناسب من القرارات في إطار الوضع الصحي بكل منطقة.
كورونا تسيطر على احتفالات أسبوع الآلام للعام الثاني
في هذا السياق، تباينت مواقف أساقفة الايبراشيات المختلفة تجاه قرار فتح أو غلق الكنائس في أسبوع الآلام بعد أن منحهم البابا تواضروس تفويضا حسب الحالة الصحية لكل إيبراشية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر أعلنت مطرانية أبوتيج وصدفا والغنايم إن صلوات أسبوع الآلام ستكون قاصرة على الآباء الكهنة وعدد 10 شمامسة، يتم ترتيبهم وفقًا للحجز المسبق وحسب الآلية التي سيتم الإعلان عنها على أن يختار الشماس مناسبة واحدة فقط من جميع المناسبات وفي كنيسة واحدة فقط وذلك للشمامسة من سن الجامعة في ما فوق ولن يُسمح بحضور الشماس أكثر من مناسبة خلال تلك الفترة.
أما في بني سويف فقد سمح الأنبا غبريال أسقف الايبراشية بالصلاة على أن تتم صلاة القنديل ويمنع التزاحم بين المصلين من يوم الإثنين المقبل وحتى يوم الخميس القادم، على أن يحضر الشخص مرة واحدة خلال هذه الفترة، وحضور القداسات جمعة ختام الصوم وأحد الشعانين وخميس العهد والجمعة العظيمة وقداس العيد عبر دعوات تصدر من الكنائس، وأن تكون لكل أسرة دعوة واحدة فقط خلال هذه الفترة من قداس ختام الصوم حتى قداس العيد، والأسرة هي التي تحدد مَن سيشارك في الصلوات ويشارك في كل الصلوات؛ بحيث تشارك كل الأسر في جميع الصلوات عن طريق ممثل لها.
أما إيبراشية مطروح والمدن الخمس الغربية برئاسة الأنبا باخوميوس، قررت إقامة صلوات البصخة المقدسة وأعياد القيامة مع الالتزام بكل الإجراءات والتدابير الاحترازية وأن يكون الحضور في القداسات والصلوات بالحجز المسبق وبحد أقصى 50% من الطاقة الاستيعابية، على أن يكون الحضور بأسبقية الحجز، ولكل شخص حضور القداسات حسب الظروف المتاحة.
الكنيسة الكاثوليكية تصنع الميرون استعدادا لأسبوع الآلام
الكنيسة القبطية الكاثوليكية استعدت لأسبوع الآلام على طريقتها إذ عادت لصناعة زيت الميرون أحد الأسرار الكنسية المقدسة والذى يستخدم في كافة الطقوس مثل سر التعميد حيث ترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، صلاة تحضير زيت الميرون وزيت الغاليلاون المقدس، وذلك بحضور السفير البابوي بمصر نيقولاس هنري، الأنبا كيرلس وليم، رئيس اللجنة الطقسية ومطران إيبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك، وجميع المطارنة أعضاء السينودس البطريركي المقدس والآباء الكهنة من الإيبارشيات المختلفة، بالكلية الاكلريكية بالمعادي.
ويعتبر طقس تقديس زيت الميرون وزيت الغاليلاون هو المرة الثالثة خلال الثلاثة عقود الماضية التي يعهد فيها السينودس البطريركي إلى اللجنة الطقسية بالترتيبات اللازمة لإعداد الزيوت المقدسة.
ويذكر أن المرة الأولى كانت عام ١٩٨٩ في عهد مثلث الرحمات البطريرك الكاردينال الأنبا اسطفانوس الثاني، والمرة الثانية كانت عام ٢٠١١ في عهد البطريرك الكاردينال الأنبا انطونيوس نجيب.
الكنيسة الأسقفية تستعد لأسبوع الآلام بقداسات للسجناء وللأجانب
بينما استعدت الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية لأسبوع الآلام على طريقتها فترأس الدكتور منير حنا رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية قداسا للسجناء بسجن القناطر الخيرية إذ تقام هذه الزيارة بالتنسيق مع وزارة الداخلية وذلك بحضور مجموعة من قساوسة وخدام الكنيسة للاشتراك فى الصلاة مع المساجين.
وذكرت الكنيسة أن المطران منير صلى قداسين لسجن النساء والرجال داخل القناطر الخيرية بمشاركة 53 من الرجال المسجونين المصريين والأجانب و 77 من النساء المصريين والأجانب، كما قدم لهم الهدايا بمناسبة العيد.
من جانبه، قال المطران منير حنا، في تصريحات خاصة، إن الكنيسة حرصت هذا العام على إقامة قداسات للمصريين ولخدمة الأجانب باللغة الإنجليزية في مقر كاتدرائية جميع القديسين بالزمالك مع التزام التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية، مؤكدا أن الكنيسة تخدم الأجانب واللاجئين وتقدم لهم العديد من الخدمات لتعويض غربتهم عن وطنهم الأم