حالة من الجدل اجتاحت مواقع التواصل بسبب الدراما الصعيدية في رمضان. تلك التي قال عدد كبير من المشاهدين إنها لا يمكن أن تكون أعمالًا كبيرة لا يمكن نسيانها.

يأتي هذا في وقت لم يجد الجمهور فيه “مسلسل صعيدي” يمكن الالتفاف حوله، بعد أن غاب كتاب ذلك النوع من الدراما عن الشاشة. بعد سنوات كان لدراما الصعيد كتابها ومؤلفيها ومخرجيها.

كان على رأس هؤلاء الكاتب الراحل محمد صفاء عامر الذي قدم مسلسل “ذئاب الجبل”. أحد أشهر الأعمال التي تحدثت عن الصعيد وكيف يمكن أن تقضي العادات والتقاليد هناك على حياة أشخاص وتدمر حياة آخرين.

عامر ألف أيضًا “حب الجنوبي” و”الحب موتًا” و”الضوء الشارد” و”حدائق الشيطان”. بينما كانت آخر أعماله “أفراح إبليس”، الذي قدم فيه قضايا غاصت في أعماق الجنوب.

مسلسل حدائق الشيطان انتشر بشكل واسع في فترة عرضه

الدقة في دراما الماضي

لم يكن عامر الوحيد الذي كتب أعمالًا تتحدث عما يدور خارج حدود القاهرة، وإن كان أشهرهم. إذ لم تفشل دراما عامر أبدًا في نقل تفاصيل هذا المجتمع إلى الشاشة على مستوى الحبكة الدرامية والقصة، أو حتى على مستوى اللهجة المتقنة.

الناقد الفني، إيهاب التركي يقول إن الدراما المصرية عرضت الكثير من الأعمال المعبرة عن الصعيد والتي تناولت قضايا مهمة على مدار تاريخ التلفزيون. بداية من الستينيات والسبعينيات حتى يومنا هذا ولكنها كانت تراعي دائمًا اللهجة المستخدمة في العمل طبقًا للمحافظة التي يخرج منها المسلسل. كما كان الكاتب يراعي هذه النقطة جيدًا، وخاصة حين يكون المؤلف من أصل صعيدي مثل “عامر”.

يضيف التركي أن في الجيل الحديث يمكن اعتبار عبدالرحيم كمال أحد الذين أجادوا الكتابة عن الصعيد. إذ كتب مسلسلات “دهشة” و”الرحايا حجر القلوب”، و”شيخ العرب همام”. وكان من هؤلاء الذين راعوا اللهجة الصعيدية.

التقدم في مواجهات أهل الصعيد

في دراما رمضان 2021 وصف عدد كبير من المتابعين للدراما الصعيدية الأمر بـ”الاستسهال”، خاصة فيما يتعلق باللهجة والسيناريو.

ورغم وجود أكثر من عمل درامي صعيدي في رمضان 2021، ورغم ضخامة إنتاجهم مثل مسلسلات “موسى” و”نسل الأغراب”. إلا أن المسلسلين كان لهما النصيب الأكبر من السخرية، خاصة “نسل الأغراب”. كما وصف المسلسل الأخير بعرض مجتمع صعيدي لا وجود له في الواقع. سواء على مستوى اللهجة أو الملابس أو طريقة حياة الأبطال التي ظهرت متضاربة خلال أحداث العمل.

أحمد مالك وأحمد داش في نسل الأغراب

يقول المصحح اللغوي، محمد الدهشوري، إن هناك أخطاء في الأعمال الدرامية التي تقدم محافظات الصعيد لا يمكن إغفالها. ظهرت خلال السنوات الماضية في مسلسلات “طايع” و”نسر الصعيد” و”ابن حلال” وغيرها. وأخيرًا مسلسل “نسل الأغراب”. بينما قلت إلى حد ما في مسلسل “موسى”.

وأضاف في تصريح لـ”مصر 360″ أن اتقان اللغة يختلف من ممثل لآخر فهو أمر نسبي وشخصي، يتوقف على مذاكرة وإجادة كل فنان لدوره. ويتوقف أيضًا على رغبة المخرج والمؤلف في تقديم عمل مميز مكتمل الأركان. كذلك الرغبة في تقديم عمل يراعي المعايير المهنية أم لا.

قضايا الصعيد في الدراما والواقع

مع محاولات الدراما للتجديد في قضايا الصعيد يرى الناقد الفني طارق الشناوي، أن هناك الكثير من القضايا الصعيدية بعيدة عن الثأر والميراث. تلك القضايا التي لا تخرج عنها دراما الصعيد غالبًا.

وأضاف في تصريح خاص لـ”مصر 360″ أن الجمهور أصبح ينتقي جيدًا ما يشاهده ويزهد المكرر وغير المنضبط على كافة المستويات. حتى وإن كانت تلك المستويات بعيدة عن القصة أو الحبكة كاللهجة أو الملابس والإكسسوارات. كذلك أضاف الشناوي أن هذا ما نراه يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي. الجمهور لا يترك أي مشهد يمر أمامه مرور الكرام إن لم يكن في جودة عالية أو على الأقل يراعي عقلية المتفرج.