أصدرت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان، تقريرًا حول حالات الانتحار في مصر بالربع الأول من عام 2021، الذي جاء فيه شهر مارس الأعلى بواقع 51 حالة.

وقال شريف هلالي، المدير التنفيذي للمؤسسة، إن التقرير يغطي حالات الانتحار في 3 أشهر وتحديدا في الفترة من يناير إلى مارس 2021، مضيفا أنه تم رصد 114 حالة انتحار في 24 محافظة. وجاء شهر مارس الأعلى معدلًا من هذه الحالات بواقع 51 حالة، بنسبة 44.73% يليه شهر فبراير بـ35 حالة بنسبة 30.7%، وأخيرًا يناير بـ28 حالة بنسبة 24.56%.

وبين تقرير المؤسسة أن العزاب الأكثر إقبالا على الانتحار من المتزوجين، نتيجة شعورهم بالفشل والوحدة، فيما رصدت تنامي ظاهرة الانتحار في أوساط الطلاب بشكل لافت عن أصحاب المهن.

المؤسسة العربية: حالات الانتحار طبقًا للتوزيع الجغرافي

أما من حيث التوزيع الجغرافي، جاءت الجيزة في المركز الأول بمعدل 19 حالة بنسبة 16.66%. تلتها محافظة الدقهلية في المركز الثاني بـ16 حالة بنسبة 14.03%. كما أنها تصدرت في محاولات الانتحار بواقع 7 حالات.

وفي الترتيب الثالث جاءت القاهرة بـ10 حالات بنسبة 9.56%، ثم القليوبية في المركز الرابع بـ10 حالات انتحار بنسبة 8.77%. أما المركز الخامس احتلته المنوفية بـ9 حالات بنسبة 7.89%. ثم الغربية بـ7 حالات بنسبة 6.14%، وفي المركز السابع جاءت الإسماعيلية بـ6 حالات بنسبة 5.26%.

وبحسب تقرير المؤسسة العربية:  يلي الإسماعيلية 3 محافظات بلغت حالات الانتحار فيها 4 هي الشرقية، والفيوم، والمنيا، بنسبة 3.5%. ثم محافظات بلغت حالات الانتحار فيها 3 هي أسيوط، وسوهاج، ومطروح بـ2.63%. وأخيرًا محافظات وصلت فيها حالات الانتحار لحالتين هي البحيرة، دمياط، السويس، بني سويف، قنا.

بينما جاءت في المركز الرابع محافظتا السويس والإسماعيلية بـمعدل 3 حالات انتحار، وهناك محافظات بلغ فيها حالات الانتحار حالة واحدة فقط مقل الإسكندرية، وكفرالشيخ، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر، والوادي الجديد.

وبحسب المؤسسة العربية جاءت محافظة المنيا كأعلى محافظة من الوجه القبلي بـ4 حالات انتحار، ثم محافظتي سوهاج وأسيوط بـ3 حالات. ثم قنا وأسوان في المركزين الثالث والرابع بـ2، 1 حالة انتحار على التوالي.

بينما جاءت محافظة الدقهلية كأعلى محافظات الوجه البحري بواقع 16 حالة انتحار.

ويلاحظ التقرير أن محافظات الوجه البحري شاملة الإسكندرية جاءت في المركز الأول بـ42 حالة بنسبة 36.84%. بعدها محافظات القاهرة الكبرى الثلاث خلال فترة التقرير بـ40 حالة انتحار بنسبة 35.08%.

يليها بالترتيب الثالث محافظات الوجه القبلي شاملة البحر الأحمر والفيوم والوادي الجديد بـ22 حالة انتحار بنسبة 19.29%. يليها محافظات القناة بمعدل 8 حالات انتحار بنسبة 7.00%. ثم مطروح بـ3 حالات بنسبة 2.63%.

التصنيف النوعي: الذكور أكثر من الإناث

أما بالنسبة للتصنيف النوعي، كان معدل الانتحار للذكور أعلى بكثير من الإناث بـ79 حالة بنسبة تقارب 70%. بينما بلغت حالات انتحار الإناث 35 حالة بنسبة تزيد على 30%. وكان أعلى معدل لانتحار الذكور في شهر يناير بـ22 حالة انتحار بنسبة 78.57%. وأقلها في مارس بمعدل 34 حالة بنسبة 66.6 %. ثم فبراير بـ23 حالة انتحار بنسبة 65.7%.

بينما جاء أعلى معدل لانتحار الإناث في فبراير بـ12 حالة انتحار بنسبة 34.28%. يليه شهر مارس بـ17 حالة بنسبة 33.3%. بينما يليها شهر يناير بمعدل 6 حالات بنسبة 26.08%.

كذلك أشار التقرير إلى وسيلة الانتحار، حيث استخدمت 10 وسائل للانتحار خلال فترة التقرير. وجاءت أعلى الوسائل انتحارًا وسيلة الشنق بـ60 تكرارًا. كان أعلاها في شهر مارس بـ26 تكرارًا. يليها استخدام وسيلة تناول قرص سام أو كيماوي أو غلة بـ 30 تكرارًا.

أما في المركز الثالث جاء الانتحار بإلقاء المنتحر لنفسه من مكان عالٍ بـ15 تكرارًا بنسبة 13.15%. يليها بفارق كبير الانتحار على فروع النيل بـ3 حالات، بنفس النسبة تأتي الانتحار أمام عربات مترو الأنفاق بمعدل 3 حالات.

وفي المركز السادس تأتي وسيلة الانتحار بإطلاق النار وإشعالها في النفس، والاختناق داخل برميل مياه بمعدل حالة انتحار واحدة لكل منها.

الانتحار أمام عربات المترو

ومن واقع رصد وسيلة الانتحار الأكثر لدى الرجال والإناث كانت الوسيلة المفضلة للذكور هي الانتحار شنقًا بمعدل 50 حالة. يليها تناول قرص غلة أو قرص سام بمعدل 12 حالة انتحار. يليها في المركز الثالث القفز من مكان عالٍ بمعدل 3 حالات.

بينما كانت الوسيلة المفضلة للإناث هي الانتحار بتناول قرص غلة أو قرص سام بـ17 حالة انتحار. يليها الانتحار بالقفز من مكان عالٍ بـ7 حالات. يليها الانتحار شنقًا في المركز الثالث بـ10 حالات.

ثالثًا: التصيف المهني

من منظور التصنيف المهني، الخاص بتقرير المؤسسة العربية يأتي انتحار الطلاب سواء في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية في المركز الأول بـ 17 تكرارًا. بينهم 4 حالات في التعليم الجامعي، و13 حالة في الابتدائي والإعدادي والثانوي. كذلك وبحسب التقرير هي ظاهرة مستمرة منذ فترة طويلة في نوعية المنتحرين. حيث يكون عمرهم أقل من 18 سنة كان أعلاها في شهر مارس بـ14 حالات.

يليها العمال سواء لدى مؤسسات حكومية أو غير حكومية أو حر بـ15 حالة انتحار. كان أغلبها في شهر يناير بمعدل 7 حالات، وفي المركز الثالث ربات المنازل بـ14 حالة انتحار. وهو ما يوضح العبء النفسي لدى فئات ربات المنازل نتيجة زيادة الخلافات الزوجية.

أما في المركز الرابع تأتي تصنيفات أخرى مثل الموظف، المدرس، السائق، النقاش بمعدل حالتي انتحار لكل تصنيف. يليها تصنيفات رجل أعمال، طبيب، تاجر، فران، سباك، حلاق، بمعدل حالة انتحار واحدة.

كذلك رصد التقرير 19 حالة لا تعمل وأغلبها لطلاب في مرحلة الدراسة، و30 حالة غير معروف تصنيفها المهني ضمن فترة التقرير.

رابعًا: التصنيف العمري

جاءت أعلى معدلات الانتحار لدى المرحلة العمرية من 21 إلى 30 عامًا، بمعدل 43 حالة انتحار، وهو نفس استمرار لذات الظاهرة في الثلاثة شهور السابقة، يليه المرحلة العمرية حتى 18 عامًا بـ22 حالة. ثم المرحلة العمرية من 19 إلى 20 عامًا بـ11 حالة انتحار.

وبحسب التقرير، يؤشر ذلك أيضًا لظاهرة خطيرة ينبغي السعي إلى معالجتها وهي المتوسط السني الصغير لدى حالات الانتحار، خاصة في المرحلة العمرية حتى 30 عامًا. حيث بلغت حالات الانتحار لدى هذه الشريحة 76 حالة، ما يزيد على ثلثي حالات الانتحار في فترة التقرير.

يليها في المركز الرابع المرحلة العمرية (31 ـ 40 عامًا) بـ15 حالة انتحار. وهو معدل يزيد عن الفترة السابقة التي رصدها التقرير بالنسبة لهذه الشريحة. حيث وصلت إلى 9 حالات.

وفي الترتيب الخامس جاءت المرحلة العمرية من (41 إلى 50 عامًا) بـ9 حالات انتحار. وهو معدل يزيد عن التقرير الأخير في أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر 2020، حيث بلغ في هذه الفترة 4 حالات. وفي الترتيب قبل الأخير تأتي المرحلتين العمريتين (51 ـ 60 عامًا) بمعدل 4 حالات. ثم المرحلة العمرية (61 ـ 71 عامًا) بحالة واحدة.

خامسًا: أسباب الانتحار

يقول تقرير المؤسسة إن الأزمة النفسية التي يمر بها المنتحر أعلى الأسباب التي تقف وراء انتحاره بمعدل 37 حالة خلال فترة التقرير. كان أعلاها في مارس بـ16 حالة انتحار. يليها فبراير بـ11 حالة. ثم شهر يناير بـ10 حالات.

في المركز الثاني جاءت الخلافات الزوجية بين المنتحر وبين الأسرة كسببًا للانتحار بمعدل 16 حالة في فترة التقرير.

بينما في المركز الثالث جاء سبب (الضائقة المالية) بمعدل 10 حالات. يليه في الترتيب الرابع جاء سببان للانتحار هما ( المرض النفسي، الخلافات العائلية بين أفراد الأسرة).

وبحسب التقرير غالبًا ما تكون بين المنتحر وأسرته بـ9 حالات. يليه سبب آخر يرتبط برفض الأسرة لزواج المنتحر أو المنتحرة أو فسخ الخطوبة بمعدل 8 حالات. ثم الأسباب الخاصة حزنًا على وفاة أحد الأقرباء بـ6 حالات. وفي الترتيب التالي جاءت الإصابة بالكورونا بـ4 حالات.

كذلك جاء في ترتيب المؤسسة العربية التالي سبب زيادة الوزن والضيق من شكلها والتنمر عليها بـ3 حالات. يليها سببان لهما علاقة بالعمل سواء بالفصل أو الخلاف في العمل. بمعدل حالتي انتحار لكل منهما.

سادسًا: الحالة الاجتماعية

فيما يتعلق بالحالة الاجتماعية كانت أعلى معدلات الانتحار لدى غير المتزوجين بـ57 حالة. ما يشير إلى غلبة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية على غير العائلين لأبناء أو لم يبدأو حياتهم الأسرية بعد.

كذلك اعتبرت المؤسسة العربية الأمر مؤشرًا خطيرًا في تصاعد معدلات الانتحار لدى هذه الفئة. يلها المتزوجين/ات بـ30 حالة انتحار بنسبة 26.3 %. ثم حالات لمخطوبين بمعدل 3 حالات بنسبة 2.63%. بينما يرصد التقرير 24 حالة انتحار غير معروف حالتها الاجتماعية.

للاطلاع على تقرير المؤسسة كامل (من هنا)..