في نشرة “سد النهضة” يرصد “مصر 360” آخر تطورات الملف في أسبوع، كان أهمها جولة وزير الخارجية الأفريقية، وخبير يكشف سبب تجفيف الممر الأوسط للسد، وآبي أحمد يعلن استمرار الاستعداد للملء الثاني.

جولة أفريقية لوزير خارجية مصر.. رسائل حول سد النهضة

أنهى وزير الخارجية سامح شكري، جولة أفريقية استهلها بالعاصمة الكينية لتسليم رسائل حول تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي.

وبجانب نيروبي، شملت جولة الوزير كلا من جزر القُمُر وجنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية والسنغال وتونس. كما سلم شكري، قادة الدول الأفريقية الـ6، رسائل من الرئيس عبدالفتاح السيسي. تمثلت تلك الرسائل في بحث تطورات ملف سد النهضة والموقف المصري في هذا الشأن.

وقال السفير أحمد حافظ، المتحدث باسم الخارجية إن الجولة جاءت من حرص مصر على إطلاع دول القارة الأفريقية على حقيقة وضع المفاوضات.

كما تأتي-بحسب حافظ- لدعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة. على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث( مصر والسودان وإثيوبيا). ذلك قبل الشروع في عملية الملء الثاني واتخاذ أي خطوات أحادية.

وأضاف أن الجولة أيضًا كانت لتأكيد ثوابت الموقف المصري الداعي لإطلاق عملية تفاوضية جادة وفعّالة تسفر عن التوصل إلى اتفاق.

ويرعى المفاوضات حاليًا الاتحاد الأفريقي لكن آخر الجولات التي عقدت في عاصمة الكونغو الديمقراطية؛ انتهت إلى الفشل كسابقاتها. وترفض أديس أبابا الوساطة الرباعية وتتمسك بدور الاتحاد الأفريقي. كذلك اعتبرت العرض الذي قدمه السودان ودعمته مصر بمثابة “تقليل من احترامه”.

ويضيق الوقت أكثر فأكثر أمام دولتي المصب، مصر والسودان، ودولة المنبع؛ إثيوبيا للتوصل لاتفاق حول سد النهضة. إذ من المفترض الوصول لاتفاق قبل الموعد الذي تعتزم فيه أديس أبابا بدء الملء الثاني. ذلك الموعد الذي حدده رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بحلول موسم الأمطار في يوليو 2021.

وقضية الملء الثاني للسد هي أكثر نقاط الخلاف تعقيدًا في المفاوضات المستمرة منذ نحو عقد بين الدول الثلاث.

ويخشى السودان ومصر من التأثيرات المحتملة لملء السد في فترة وجيزة على حصتيهما في مياه النيل الأزرق. بينما تتحدث إثيوبيا عن ضرورة الشروع في الخطوة لتجنب خسارة ما قدرته بمليار دولار. مؤكدة في الوقت نفسه على لسان مسؤوليها أنه لا ضرر من عملية الملء على دولتي المصب.

“استعدادًا للملء الثاني”.. خبير يكشف سبب تجفيف الممر الأوسط لسد النهضة

قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن صور الأقمار الصناعية، أثبتت توقف عبور المياه من أعلى الممر الأوسط للسد. كما أظهرت اندفاعها من البوابتين العلويتين فقط، ما يعني بدء جفاف الممر الأوسط تمهيدًا لرمي الخرسانة. وتعلية السد إلى مستوى 595 مترًا فوق سطح البحر (30 مترًا جديدة). في سبيل تخزين 18.5 مليار متر مكعب يوليو المقبل.

وأضاف شراقي، عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك”، أن الهدف من الإجراء الإثيوبي الجديد تقليل كمية المياه لبدء صب الخرسانة. والوصول إلى مستوى 450 ألف متر مكعب. “يمكن صبها في حوالي شهر من الآن في حالة العمل ليل نهار”.

وأشار خبير الموارد المائية، إلى أن إثيوبيا بدأت في فتح أحد البوابتين يوم 14 أبريل 2021 ثم البوابة الثانية بعدها بثلاثة أيام. كذلك من المتوقع البدء في وضع الخرسانة قريبًا.

وقال شراقي، إن إثيوبيا تتصرف بطريقة آحادية مخالفة بذلك الاتفاقيات السابقة وآخرها إعلان مبادئ سد النهضة. بالإضافة إلى توصيات لقاء القمة المصغر في 26 يونيو 2020.

الجدير بالذكر أن مصر والسودان أخطرا مجلس الأمن بآخر تطورات سد النهضة. وفي الوقت ذاته أطعلت وزارة الخارجية المصرية بعض الدول الأفريقية بالتجاوزات الإثيوبية. كما تؤكد مصر والسودان رفضهما التام لملء السد الثاني بدون اتفاق.

واشنطن تعلن تعيين جيفري فيلتمان مبعوثًا خاصًا للقرن الأفريقي

أعلنت الخارجية الأمريكية، اختيار جيفري فيلتمان مبعوثًا خاصًا لمنطقة القرن الأفريقي. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الدبلوماسي الأمريكي المخضرم. المسؤول السابق بالأمم المتحدة سيعمل مبعوثًا خاصًا للقرن الأفريقي.

كما ذكرت الخارجية الأمريكية أن “مبعوث القرن الأفريقي سيعمل على قضايا إقليم تجراي والخلاف بين السودان وإثيوبيا وملف سد النهضة.

وكان من المتوقع أن تستعين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بمسؤول كبير سابق بالأمم المتحدة ودبلوماسي أمريكي محنك ليكون مبعوثها. وهو منصب جديد يهدف إلى معالجة الأزمة المتفاقمة في إثيوبيا وعدم الاستقرار في المنطقة الأوسع.

وعرض على جيفري فيلتمان، كبير المستشارين السياسيين السابق للأمين العام للأمم المتحدة، المنصب الذي تم إنشاؤه حديثًا.كما أنه بتعيين فيلتمان أصبح أكبر محلل دبلوماسي للرئيس الأمريكي في المنطقة الممزقة.

وفي بداية حكمه، تعهد الرئيس الأمريكي بتحقيق شراكة مع أفريقيا لإنهاء النزاعات بالقارة. كما أعرب عن أمله بحضور قمتها المقبلة.

يأتي هذا في إطار التوجه الجديد للولايات المتحدة حيال قارة تجاهلها سلفه الجمهوري دونالد ترامب إلى حد كبير”.

لإنهاء نزاعات القارة.. بايدن يتعهد بـ”شراكة” مع أفريقيا

وفي رسالة بالفيديو إلى قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة، تعهد بايدن بالعمل مع الأفارقة بشأن أولوياته الرئيسية لمكافحة الفيروس وتغير المناخ. كذلك لتعزيز الدبلوماسية لإنهاء النزاعات بالقارة.

وقال بايدن: “لن يكون أي من هذا سهلًا، لكن الولايات المتحدة مستعدة الآن لتكون شريككم في التضامن والدعم والاحترام المتبادل”.

وتابع الرئيس الديمقراطي: “آمل أن أكون معكم شخصيًا في المرة المقبلة”. كما تعهد أيضًا بتعزيز الديمقراطية وحقوق الأقليات الجنسية، التي كثيرًا ما تتعرض للهجوم في أفريقيا.

وأكّد بايدن أنه يريد العمل مع أفريقيا على “مستقبل ملتزم بالاستثمار في مؤسساتنا الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان لجميع الناس. النساء والفتيات وأفراد مجتمع الأقليات الجنسية والأشخاص ذوي الإعاقة والأشخاص من كل الخلفيات العرقية والديانات”.

وكان سلف بايدن، دونالد ترامب، أول رئيس منذ رونالد ريجان لا يزور أفريقيا خلال ولايته. كذلك روّج كثيرًا بدون تأكيد مزاعمه بأن سلفه باراك أوباما ولد في كينيا.

وذكرت تقارير صحفية أنّ ترامب استخدم كلمة بذيئة لوصف الدول الأفريقية عند شرحه سبب عدم رغبته في هجرة ذوي الأصول الأفريقية إلى أمريكا.

مجموعة مسلحة تسيطر على مناطق في غرب إثيوبيا حيث يقع سد النهضة

سيطرت مجموعة مسلحة على مقاطعة في غرب إثيوبيا، ما أسفر عن سقوط مدنيين وخطف موظفين، بحسب ما ذكرته فضائية الحرة.

وأعلنت لجنة حقوق الإنسان المعينة من قبل الحكومة الإثيوبية، سيطرة جماعة مسلحة على مقاطعة “سيدال ووريدو” بمنطقة “كاماشي”. تلك التابعة لإقليم بني شنقول غربي إثيوبيا.

وقالت اللجنة إن المقاطعة سقطت بشكل شبه كامل في يد المجموعة المسلحة منذ 19 أبريل. لكنها لم تذكر اللجنة اسم المجموعة أو الجهة التي تتبعها، بحسب وكالة “رويترز”.

ومقاطعة “سيدال ووريدو” هي موطن لنحو 25 ألف شخص، بحسب بيان اللجنة. ويقع مشروع سد النهضة في إقليم بني شنقول، وتبلغ تكلفته 4 مليارات دولار. كما تأمل إثيوبيا أن يسهم السد في إنتاج الكهرباء ورفع وضعها الاقتصادي.

لكن مشروع السد يواجه معارضة شديدة من جانب دولتي المصب، مصر والسودان. إذ حذرت الدولتان مؤخرًا من تبعات الملء الثاني لبحيرة السد.

ويعتبر إقليم بني شنقول، موطن عدد من العرقيات، مثل الغوموز، الأجاوز، والشنساس، والأمهرة. كذلك شهد هجمات متزايدة ضد المدنيين.

وقال السكان الذين فروا من المنطقة، إن الجماعة المسلحة قد أحرقت ونهبت الممتلكات. وأن إدارة المقاطعة والشرطة المحلية، فروا من المنطقة.

وأشارت اللجنة في بيانها، إلى وجود تقارير أخرى أفادت بمقتل مدنيين وموظفين عموميين في الإقليم. وأضافت اللجنة، أن عدد المسلحين يفوق عدد قوات الأمن الإقليمية بما في ذلك القوى الموجودة في المنطقة المجاورة.

وتشهد إثيوبيا خلال هذه الأيام، اشتباكات بين عرقيات مختلفة، مثل اشتباكات تيجراي والجيش الإثيوبي. كما تشهد اشتباكات أخرى بين عرقية الأورومو وعرقية الأمهرة.

رئيس وزراء إثيوبيا يتحدث عن “مؤامرة”: ملء سد النهضة في موعده

اتهم رئيس وزراء إثيوبيا جهات خارجية وأخرى داخلية لم يسمها، بإحداث الفوضى وزعزعة الاستقرار في البلاد، التي تشهد أزمات داخلية وإقليمية.

جاءت تصريحات أحمد في بيان صادر عن رئاسة الحكومة الإثيوبية، بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي. وقال البيان إن الاجتماع ناقش القضايا الداخلية والإقليمية.

وأضاف أن هذه الجهات “تعمل على إغراق البلاد في فوضى”. بينما أشار إلى أنه رغم المؤامرات والضغوط التي تمارس على البلاد، ستقوم إثيوبيا بعملية الملء الثاني لسد النهضة. بالإضافة إلى إجراء الانتخابات”.

وتعيش إثيوبيا على وقع أزمة مستفحلة في إقليم تجراي شمالي البلاد، الذي انفجر فيه القتال في نوفمبر الماضي بين المتمردين والحكومة.

وعبّر مجلس الأمن الأمن الدولي عن قلقه من الوضع الإنساني في الإقليم. مع تواتر التقارير التي تحدثت عن ارتكاب الجيش الإثيوبي جرائم ضد المدنيين هناك.

وأدى القتال إلى مقتل الآلاف وأجبر مئات الآلاف على النزوح من منازلهم، في المنطقة الجبلية التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة. بينما تساعد القوات الإريترية، المتهمة بارتكاب مذابح وقتل في تجراي، قوات الحكومة الإثيوبية.

وعلى الصعيد الإقليمي، تعيش علاقات إثيوبيا مع مصر والسودان أزمة بسبب سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا فوق النيل الأزرق.

وعبر أحمد مرارا عن عزمه البدء في المرحلة الثانية من ملء خزان السد في موسم الأمطار خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين. وهو ما تنظر إليه القاهرة والخرطوم بعين القلق، لأنه يهدد إمدادات المياه لهما.

ويرى مراقبون أن إصرار رئيس الوزراء على إبراز قضية سد النهضة، محاولة لدفع مواطني بلاده إلى الالتفاف حوله في مواجهة أزمات الداخل والخارج.