– طمنا يا دكتور؟

– المدام حامل. بس لازم تجيبوا الأدوية اللي في الروشتة دي.

– ألف مبروك علينا يا حبيبتي، إنتي من النهاردة ما تتحركيش من السرير، وأنا اللي هاعمل كل حاجة.

– أنا مبسوطة علشان أخيرًا هاحققلك اللي نفسك فيه. أنتَ أكتر واحد في الدنيا يستحق يكون أب.

– أنا سعادتي الحقيقية إنك تفضلي منورة حياتي، إنتِ مراتي وبنتي وأمي وحبيبتي.

– آه بس مش زميلتك.

– مش معقولة هانرجع تاني للموضوع ده! قلت لك دي مش أكتر من زميلة عمل، ومفيش بينّا أي حاجة.

– أمال كانت بتأكلك في بقك ليه؟

– مانتي عارفة إنها بتعاملنا كلنا بأمومة لأنها ما بتخلفش.

– يا سلام! لأ ضحكتني.

– خلاص يا ستي من هنا ورايح مش هاكل لقمة من غيرك. بس اتجدعني وهاتي لنا ولي العهد.

– أو ولية العهد؟

– لأ شوفي بقى، أنا عايز ولدين الأول، وبعدين ابقي جيبي بنات زي ما انتي عايزة.

– اشمعنى بقى؟

–  مانتي عارفة إني عشت ولد وحيد طول عمري، يعني لو كنت اتقتلت وأنا صغير، ماكانش حدانا حد ياخد بتاري.

– ألف بعد الشر عليك، احنا مش بطلنا السيرة دي؟

– انسى ازاي بس؟ انسى إن أبويا بعتني مصر لوحدي من عشريين سنة. لفيت شوارعها وميادينها. أكلت على عربيات فولها واشتغلت في وكالات بلحها. بنيت نفسي من الصفر لغاية ما بقيت محفوظ بيه الأسيوطي على سن ورمح.

– أجمل محفوظ بيه في الدنيا.

– طيب أسيبك بقى دلوقتي.

– ما تخليك معايا شوية.

– مقدرش يا حبيبتي. النهاردة  أكبر مزاد هادخله في حياتي. دي النقلة اللي ممكن تريحنا طول العمر. عشان كده حطيت فيها كل ثروتي.

– مش ده تهور برضه يا حبيبي؟

– التهور دي كلمة بيقولها الجبنا. إنما في قاموسنا احنا اسمها شجاعة.

– قاموسكو؟ انتوا مين؟

– احنا المصريين. لو كنا خفنا في يوم وقعدنا نقول تهور، ماكناش طردنا الهكسوس والمغول.

– بس ما تنساش إن مصر ربنا حاميها.

– بس ما تنسيش إن الإنسان لازم يسعى.

– بس ناولني كوباية المية دي قبل ما تنزل.

– انتي كويسة؟

– آه بس قلبي متوغوش شوية.

– الفار بيلعب في عبك؟

– النار قايدة في قلبي.

– تحبي أمد لحافك شوية على قد رجليكي؟

– مالوش لزوم. المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين.

– ما تخلينيش أقلق عليكي!

– ماتخافش يا حبيبي، قوم روح أنت شغلك وربنا معاك.

– طيب يا حبيبتي. لا إله إلا الله.

– محمد رسول الله.

على الله حكايتك يا حبيبتي.

– يعني إيه؟

– مش عارف، هيا بتتقال كده.