يجد نادي مانشستر سيتي الإنجليزي نفسه في موقف صعب للغاية. وذلك عندما يواجه باريس سان جيرمان مساء اليوم في عاصمة فرنسا ضمن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. ويشكل هذا التخوف ماضي مدربه الإسباني الأشهر بيب جوارديولا الكارثي في هذا الدور مع الفرق السابقة التي دربها. حيث يملتك خيبات أمل في البطولة الأوروبية الأعرق “تشامبيونزليج”.

مان سيتي يبحث عن الصعود لنهائي البطولة لأول مرة في تاريخه وهو اللقب الغائب عن خزائنه. كما أنه هدف الإدارة الأول بعد صرف أموال طائلة على دعم الفريق بالسنوات الماضية. الحال نفسه لمنافسه المباشر هذه المرة باريس سان جيرمان الطامح هو كذلك في الظفر بالكأس ذات الأذنين التي خذلته في نهائي النسخة الماضية أمام بارين ميونيخ الألماني.

سجل كارثي لجوارديولا في نصف النهائي

المدرب الإسباني الأشهر كانت له عدة تجارب مختلفة، مع برشلونة وبايرن ميونيخ وحاليًا مع مانشستر سيتي في دوري الأبطال. ولكنها لم تكن ناجحة طوال السنوات الماضية، حيث كانت أول مشاركة له في نصف النهائي رفقة برشلونة في موسم 2008-2009 ضد تشيلسي الإنجليزي. وقتها انتهى لقاء الذهاب بالتعادل السلبي وآلت العودة للتعادل الإيجابي (1-1) في لندن ليعبر البلوجرانا للنهائي بشق الأنفس.

وفي ثاني مشاركاته مع البارسا بموسم 2009-2010 واجه إنتر ميلان. ووقتها خسر جوارديولا وفريقه ذهابًا بنتيجة (1-3)، وفاز في الإياب بهدف دون رد وودع البطولة.

المشاركة الثالثة كانت مع البارسا في موسم 2010-2011 ضد ريال مدريد وفاز فريق بيب ذهابًا بهدفين نظيفين في مدريد. لكنه تعادل إيابًا بهدف لمثله ليعبر للنهائي. ثم المشاركة الرابعة أيضًا مع برشلونة  ضد تشيلسي في موسم 2011-2012، وخسر ذهابًا بهدف نظيف وتعادلا إيابًا بنتيجة (2-2) ليودع البطولة.

أما مشاركته الخامسة كانت مع بايرن ميونيخ في موسم 2013-2014 ضد ريال مدريد. وقتها خسر ذهابًا بهدف نظيف وإيابًا برباعية نظيفة وودع المسابقة. وفي موسم 2014-2015 كانت المشاركة السادسة مع البافاري ضد برشلونة، وخسر ذهابًا بثلاثية نظيفة. لكنه انتصر في الإياب بنتيجة (3-2) وودع البطولة. كذلك المشاركة السابعة كانت في موسم 2015-2016 مع بايرن أيضًا ضد أتلتيكو مدريد. وخسر ذهابًا بهدف دون رد، وفاز إيابًا بنتيجة (2-1) وأقصي من المسابقة.

ومع مانشستر سيتي هذا العام هي المشاركة الأولى لجوارديولا في نصف النهائي. فهل يقف سجله وماضيه القبيح كرويًا ضد طموحات ناديه وإدارته هذه المرة؟. أم يستطيع تجاوز تاريخه السيئ هذا بانتصار وصعود على حساب العملاق الباريسي؟!.

جوارديولا ولدغات العقارب

استطاع جوارديولا فرض نفسه بقوة على الساحة ويعتبره كثيرون المدرب الأفضل على الإطلاق. وذلك بفضل الإنجازات التي حققها على مدار أربعة مواسم مع برشلونة. هذه النجاحات دفعت مسيرته نحو تجارب أخرى قوية مع بايرن ميونيخ ثم السيتي.

لكن لقب دوري الأبطال الذي حققه بيب مرتين عامي 2009 و2011 مع البارسا، بقى مستعصيًا عليه رغم التواجد في قبل النهائي 8 مرات منها 4 مناسبات بعد رحيله عن الفريق الكتالوني.

وفي ظهوره الثامن في قبل نهائي “تشامبيونز ليج” يحل الفيلسوف ضيفًا على باريس سان جيرمان وصيف الموسم الماضي. والفريق الفرنسي قاهر الكبار بدءا من مانشستر يونايتد في المجموعات ثم برشلونة وبايرن ميونيخ حامل اللقب في الأدوار الإقصائية.

أما ما يهدد بيب جوارديولا بشكل أساسي هذه المرة، ليس قوة الفريق الباريسي ونتائجه المميزة فحسب. بل ثلاثة من نجومه بمثابة عقارب سبق أن لدغت المدرب الإسباني في مسيرته بدوري الأبطال. وهو ما نستعرضه في السطور القادمة.

آنخيل دي ماريا

أول هذه العقارب، الجناح الأرجنتيني آنخيل دي ماريا الذي سبق له الفوز بالكأس ذات الأذنين عام 2014 بقميص ريال مدريد. وخلال مسيرة تتويج الملكي، ساهم دي ماريا في جرح غائر لبيب جوارديولا حينما كان مدربًا لبايرن ميونيخ.

والتقى الملكي والبافاري في الدور قبل النهائي. وقتها خرج اللاعب الأرجنتيني منتشيا بفوز فريقه ذهابًا وإيابًا برباعية في أليانز أرينا وهدف واحد في سانتياجو برنابيو.

نيمار جونيور

في الموسم التالي، تكررت خيبة جوارديولا مع الفريق الألماني في الدور قبل النهائي أيضًا. وكانت الحسرة هذه المرة أمام فريقه القديم برشلونة، حينها ساهم نيمار النجم الأول حاليًا للفريق الباريسي في تأهل البارسا للنهائي. وسجل هدفًا في مباراة الذهاب التي انتهت لصالح البارسا بثلاثية في كامب نو.

بينما كان اللاعب البرازيلي حاضرًا بقوة في مباراة الإياب على ملعب أليانز أرينا، حيث سجل هدفين. ليخرج فريقه خاسرًا بنتيجة 2-3 قبل أن يواصل مسيرته نحو التتويج باللقب الخامس والأخير للبارسا في 2015.

ولم تتوقف طعنات نيمار لبيب جوارديولا بعد انتقال الأخير لقيادة مانشستر سيتي. ففي موسم 2016-2017 خسر السيتي برباعية في كامب نو، ورد بالفوز 3-1 في ملعب الاتحاد ضمن مرحلة المجموعات. وسجل نيمار هدفًا وصنع آخر في المباراتين.

كيليان مبابي

لمع مبابي بقوة في الموسم نفسه وقاد موناكو للتتويج بلقب الدوري، والتأهل لقبل نهائي دوري أبطال أوروبا. وسط هذه المسيرة القوية لفريق الإمارة، ساهم مبابي بقوة في الإطاحة بجوارديولا ورجاله من دور الـ16.

سجل مبابي هدفين في المباراتين ليساهم في فوز موناكو إيابًا بنتيجة 3-1. ليعوض بذلك خسارة فريقه إيابًا بنتيجة 5-3 في مباراة مثيرة بملعب الاتحاد.