أيًا كانت عاقبة زمن الحرب، بينما الكل عدو للكل، فنفس الشيء هو عاقبة الزمن الذي يعيش فيه الناس دون أمن غير ذلك الذي توفره لهم قوة وابتكار كل منهم. في هذا الظرف ليس ثمة صناعة. لأن ثمارها غير موثوقة، ومن ثم ليس ثمة زراعة؛ لا ملاحة، ولا نفع للبضائع المجلوبة عبر البحار؛ لا مبان للسكنى؛ لا أدوات للحركة. ولا لنقل مثل تلك الأشياء التي تتطلب قوة كبيرة. لا معرفة بسطح الأرض؛ لا حساب للزمن؛ لا فنون؛ لا آداب؛ لا مجتمع. وما هو أسوأ من كل شيء، خوف دائم وخطر الموت العنيف. وحياة المرء منعزلة، فقيرة، وضيعة، وحشية، وقصيرة.

توماس هوبز، ليفياثان

هوبز: الرجل وعالمه

كتب هوبز في يومياته “ولدنا أنا والخوف، توأمان معا.” كان ذلك في عام 1588، ويدعي هوبز أن ميلاده عجلت به أنباء اقتراب اﻷرمادا الإسبانية من شواطئ إنجلترا. كان ذلك وقت خيم فيه الخوف على أرجاء البلاد، فلم يكن ﻹنجلترا، في عهد إليزابيث اﻷولى حينها فرصة لإنزال الهزيمة باﻹمبراطورية اﻹسبانية في أوج قوتها، ولم يحل دون سقوط إنجلترا أمام الغزو اﻷسباني إلا العواصف التي بددت اﻷرمادا اﻷسبانية وحطمت أغلب سفنها قبل أن تصل إلى غايتها. ولكن هذه كانت فقط البداية لقرن هو الأكثر اضطرابا في تاريخ أوروبا وإنجلترا بصفة خاصة منذ زمن بعيد.

القرن السابع عشر هو لحظة فارقة في تاريخ أوروبا، وبالتالي في تاريخ العالم كله، فهذه الحروب التي مزقت القارة من أقصى أطرافها شرقًا حتى أقصاها غربًا أدت في نهايتها إلى رسم معظم الصورة التي نعرف بها أوروبا اليوم. وفي حين تراجع الاقتناع الذي دام طويلاً حول الطبيعة الدينية لحروب هذا القرن، فقد كان الدين بالنسبة لمعاصري هذه الحروب هو المحرك الرئيسي في اعتقادهم للحروب الخارجية والداخلية والاضطرابات المستمرة، ومن ثم تولدت الرغبة في فصل الدين عن السياسة، ولا يزال هذه القرن في اعتقاد الكثيرين هو الفجر اﻷول للعلمانية كمفهوم يسعى إلى انتزاع سلاح الدين من أيدي الدول وملوكها حتى لا يستغلونه كذريعة لتحقيق مصالحهم، بينما تندفع الشعوب بوازع من عقائدها إلى نيران حروب تدفع فيها أثمانًا باهظة ولا تخرج في مقابل ذلك بأي شيء.

القرن السابع عشر هو أيضًا نقطة تحول في علاقة أوروبا بالعالم. حتى بدايات هذا القرن لم يكن اﻷوروبيون أكثر تقدمًا من غيرهم في أي مجال، سواء كان ذلك من حيث التنظيم السياسي والعسكري أو من حيث التكنولوجيا. ولكن هذا القرن شهد تطورًا سريعًا للقدرات اﻷوروبية أبرزها في القوة البحرية، كما شهد بدايات تطور العلم الحديث، الذي سيغير وجه عالمنا لاحقًا. ولكن تلك كانت مجرد إشارات لما هو آت ﻷوروبا، وكما يرى أحد المؤرخين “كان القرن السابع عشر أكثر حسما في تغيير سبل الأوروبيين المتعلمين في رؤية العالم أكثر مما أعطاهم سيطرة مباشرة على وسائل جديدة لتغييره.” ومن بين الكثيرين من مفكري وفلاسفة وعلماء هذا العصر كان توماس هوبز بالتأكيد أهم الفلاسفة السياسيين في زمنه، وهو الذي عبر بوضوح ربما كان صادمًا كثيرًا عن تلك الرؤية الجديدة للعالم، والتي لا زالت تشكل جزءًا هامًا من الرؤى السائدة حتى اليوم، ولذلك فهوبز هو أحد هؤلاء الذين يمكننا أن نتعرف على أنفسنا في أفكارهم، ﻷنها في الحقيقة ليست بعيدة كثيرًا عن عصرنا الحالي.

الحرب والدين العنوانان الرئيسيان لزمن هوبز هما ما طرح عليه وعلى كثيرين من معاصريه سؤال “كيف ينبغي أن تُحكم الشعوب؟” لكن البداية المتواضعة لحياة الرجل لم تكن تنبئ بأنه سيقدم واحدة من أولى اﻹجابات التي كانت صادمة في حينها وحتى اليوم ولكنها مع ذلك ظلت حية عبر القرون. فهوبز كان ابنًا لراعي كنيسة متواضع في بلدة صغيرة، وكان أبيه على غرار كثير من صغار رجال الدين في هذا العهد شخصًا بعيدًا تمامًا عن الوقار المفترض في منصبه وانتهى به اﻷمر إلى الطرد من الكنيسة والسفر والاختفاء بعيدًا، ليتربى توماس الصغير في كنف عمه، الذي أرسله إلى مدرسة محلية قبل أن يلتحق بجامعة أكسفورد الشهيرة ويتخرج فيها في عام 1608. ولم تكن أكسفورد حينها تشبه تلك التي نعرفها اليوم، بل كانت معقلاً للفلسفة المدرسية التي سادت الفكر الغربي في القرون الوسطى وبدايات العصر الحديث وأخضعت هذا الفكر لعقيدة دينية جامدة وخانقة. وتركت تجربة هوبز في أكسفورد أثرًا بالغًا فيه انعكس في كراهية عميقة للجامعات والفلسفة الغالبة عليها إضافة إلى كراهية الجمود والتطرف الدينيين.

التحق هوبز بعد تخرجه بخدمة عائلة أرستقراطية كبيرة، ظل أغلب حياته الطويلة في خدمتها. ارتباطه بهذه اﻷسرة ومن خلالها باﻷرستقراطية اﻹنجليزية، إلى جانب أنه قد أتاح له موارد معرفية نادرة في حينها، والوقت الكافي لاستغلالها، سمح له أيضًا بالتعرف على كثير من مفكري وعلماء إنجلترا وأوروبا خاصة من خلال رحلاته إلى القارة في صحبة مخدوميه، ويكفي أن نذكر أن هوبز قد أتيح له التعرف على الفيلسوف الإنجليزي البارز فرانسيس بيكون، الذي صاغ العرض اﻷول للمنهج العلمي الحديث، كما أتيح له في إحدى رحلاته إلى أوروبا أن يلتقي بجاليليو نفسه. مع ذلك لم ينتج هوبز أي عمل أصليًا ذا شأن قبل بلوغه الخمسين من العمر، ولكن باﻹمكان ملاحظة توجهاته السياسية في اختياره في عام 1629 أن يترجم عن اﻹغريقية القديمة كتاب ثيوكيديدس الشهير عن حرب البيلوبونيز، فهو يقول في سيرته الذاتية أن سر إعجابه بثيوكيديدس هو هجوم اﻷخير الشديد على الديموقراطية في كتابه. أما تعبير هوبز عن تصوراته السياسية فكان عليه أن ينتظر حتى عام 1640، عشية الحرب اﻷهلية في إنجلترا، عندما نشر كتابه “عناصر القانون.”

اﻷعوام من 1629 وحتى 1640 شهدت تصاعد الاضطراب السياسي في إنجلترا تحت حكم تشارلز اﻷول ثاني ملوك أسرة ستيوارت القادمين في اﻷصل من أسكتلندا. ورث تشارلز عن أبيه جيمس اﻷول اعتقادا راسخا في نظرية الحق اﻹلهي للملوك، وهو ما تناقض عن التقاليد اﻹنجليزية والتي فيها كان للبرلمان قدر محدود ولكنه حاسم من النفوذ. بصفة خاصة كان البرلمان ضروريا لفرض أي ضرائب إضافية واستثنائية وهو ما يحتاج الملوك إليه تحديدا للإنفاق على حروبهم الخارجية. صرف تشارلز البرلمان في 1629 ولم ينجح طيلة اﻷعوام اﻷحد عشرة التالية في دعوة برلمان جديد. وعندما تمكن من ذلك أخيرا في أبريل من عام 1640 كان من الواضح أن التوصل إلى توافق مع هذه البرلمان أمر مستحيل، ومن ثم فقد صرفه بعد شهور ليحمل هذا البرلمان لاحقًا اسم “البرلمان القصير”.

في الشهر التالي لتشكيل البرلمان القصير نشر هوبز كتابه “عناصر القانون” والذي دافع فيه بوضوح عن وجهة نظر الملكيين مؤيدي تشارلز الأول في مواجهة البرلمانيين، الذين شرعوا في تصعيد مواجهتهم مع الملك على خلفية نزاعهم معه حول حدود سلطاته التي كان يراها مطلقة وغير مستمدة من أي ممثلين عن الشعب. وعندما اضطر تشارلز مرة أخرى إلى دعوة البرلمان إلى الانعقاد بعد عدة شهور، قرر أعضاؤه هذه المرة أنه لن يكون للملك حق صرفهم، وأصبح هذا هو البرلمان الطويل الذي خاض صراعا مسلحا ضد الملك ومؤيديه وانتصر عليهم مرة تلو أخرى. وقادت اﻷقدار تشارلز إلى الاستسلام لأعدائه المتمردين عليه في أسكتلندا فسلموه إلى الجمهوريين في إنجلترا الذين حاكموه بتهمة الخيانة وأعدموه في يناير 1649. وأقام البرلمانيون حكمًا جمهوريًا استمر حتى عام 1660، عندما أعيد تشارلز الثاني إلى عرش أبيه لتعود الملكية مجددًا إلى إنجلترا.

وسط هذه الفوضى العارمة فر هوبز عام 1640 أولاً إلى فرنسا نتيجة أنه كان محسوبًا على الملكيين، وهناك نشر عدة كتابات هامة باللاتينية، حتى عام 1651 عندما نشر كتابه اﻷهم ليفياثان، الذي كان موقفه السياسي فيه أقرب إلى البرلمانيين أو على اﻷقل بدا كذلك، ويبدو أن هوبز بعد إعدام تشارلز اﻷول قد رأى أنه لم يعد ثمة أمل للملكيين في تحقيق النصر، ويروي إدوارد هايد أحد أصدقاء هوبز أنه عندما سأله لماذا نشر كتابه حينها، أجابه بلهجة بين السخرية والجد “الحقيقة أنني أفكر في العودة إلى الوطن.” وذلك ما كان بالفعل، فقد عاد هوبز إلى إنجلترا في نفس العام، فارا هذه المرة من الكاثوليك في فرنسا ﻷن كتابه أغضبهم بينما عاش في إنجلترا بعدها آمنا حتى نهاية عهد الجمهورية وفي ظل الملكية المستعادة لاحقا.

ليفياثان

يقول جون رولز عن ليفياثان في كتابه “محاضرات في تاريخ الفلسفة السياسية”: “ليفياثان هوبز هو أعظم عمل في الفكر السياسي في اللغة الإنجليزية.. أعني أننا بأخذ كل الأمور معا-بما في ذلك الأسلوب ولغته، نطاقه ودقته والحيوية المثيرة لملاحظاته، هيكلته المركبة للتحليل والمبادئ، وتقديمه لما أعتقد أنها طريقة مخيفة للتفكير حول المجتمع والتي يمكن أن تقترب من أن تكون حقيقية، والتي هي إمكانية مفزعة- بإضافة كل هذه الأمور معًا، يشكل ليفياثان، بالنسبة لي تأثيرًا غامرًا.”

إذا ما كان لليفياثان هذا اﻷثر الغامر على فيلسوف بارز مثل رولز بعد أكثر من ثلاثة قرون من كتابته فلا عجب أن كان له هذا التأثير المزلزل على معاصريه الذين فزعوا منه ومن صاحبه. وكما يقول جون بيركنز في كتابه “ترويض ليفياثان”: “ أصبح اسم [هوبز] مرادفا للإلحاد، اللا أخلاقية وكل طيف الرؤى السياسية غير المقبولة. كان، بالنسبة لقرائه الإنجليز، هو ‘وحش مالسبري’، ‘أمين سر الشيطان’، ‘عميل للجحيم’ وكما عبر أحد الكتاب ‘آفة الطبيعة’ و’عار إنجلترا المؤسف’.” والحقيقة أن لا أحد حتى يومنا هذا يحب ما قاله هوبز في كتابه. لكن أحدًا لم يعد يطلق عليه مثل تلك الصفات التي وصمه بها معاصروه، كما أن كثيرًا مما اعتقده عنه هؤلاء المعاصرون ومن تلاهم لأجيال عدة أمكن إثبات عدم صحته، فهوبز لم يكن ملحدًا، ولم ينفي في الحقيقة عن البشر إمكان تحليهم بأخلاق سامية، ولكنه فقط اختار ألا يؤسس تصوره لحاجة النظام السياسي إلى تلك اﻷخلاق.

فكرة هوبز في ليفياثان تلخصها عبارته التي نقلتها في بداية هذا المقال، وهي تعكس تحديدًا ما استقاه من دروس زمنه في إنجلترا وفي أوروبا كلها. في اعتقاد هوبز لا بديل للبشر حتى يمكنهم العيش معًا في مجتمع عن الانصياع لحكم الليفياثان، الوحش اﻷسطوري الذي يفرض عليهم إطاعة القوانين لخوفهم منه. ليفياثان هو النظام الحاكم، أيًا كان نوعه، والذي يرى هوبز أن على الناس تسليمه سلطات واسعة ومطلقة حتى يمكنه القيام بدوره بإقرار السلم اﻷهلي الذي به يمكن للناس أن يكونوا آمنين على أنفسهم وعلى ثمار أعمالهم فيقبلون على هذه اﻷعمال ومن ثم يمكن أن تزدهر الصناعة والزراعة والفنون واﻵداب وبقية نشاطات المجتمع اﻹنساني.

يفترض هوبز حالة سابقة لتكوين المجتمع السياسي ويعتبرها الحالة الطبيعية للبشر دون نظام حاكم ينصاعون له، وربما اعتقد أنها حالة تاريخية مر البشر بها حقًا، أو اﻷقرب للتصور أنها الحالة الافتراضية التي يمكن أن ينزلق إليها المجتمع إذا ما تفككت السلطة الحاكمة فيه، ومن ثم فهذه الحالة الافتراضية عند هوبز ليست ماض انقضى وإنما هي شبح يتهدد كل مجتمع طيلة الوقت، إنه شبح الفوضى وحرب الكل ضد الكل. وما يمكن أن يدفع الناس إلى الخروج من هذه الحالة أو إلى تجنب الانزلاق إليها هو كونهم عقلانيين وواعين بمصالحهم حسب أولويتها، وكما يقول رولز “رؤية هوبز هي أن المؤسسات السياسية يجب أن تؤسس على، وأن تتوافق مع مصالح أساسية بعينها: مصلحتنا أولا في حفظ حياتنا، ثم مصلحتنا في تأمين صالح هؤلاء القريبين منا (ما يطلق هوبز عليه “العاطفة الأسرية”)، وأخيرا، مصلحتنا في الحصول على حياة مرفهة”.

بدلاً من النظر إلى نظرية هوبز على أنها تصور تشاؤمي غير واقعي للطبيعة البشرية، يمكننا أن نرى أنه عند مطلع عصرنا الحديث قد وضع السطور اﻷولى للفلسفة السياسية الحديثة ووضع حجر اﻷساس لها بأن صور الحد اﻷدنى لما يطلبه الناس من أي نظام سياسي حاكم، وهو تحقيق اﻷمن الذي به يمكن لهم أن يمارسوا حياتهم. ذلك الحد اﻷدنى بالتأكيد لا يوفر أي ضمانات عن نوعية الحياة التي سيعيشها الناس، بقدر ما أنه لا يفرض أية شروط لطبيعة النظام الحاكم، ومدى سيطرة الناس عليه، ومشاركتهم في توجيهه لتحقيق مصالحهم. ليس ذلك بالتأكيد ما يمكن للناس التطلع إليه ولكن الحقيقة التاريخية قد أكدت مرة بعد مرة أنه عندما يصل الناس في أي مكان وأي زمان إلى اليأس من تحقيق أحلامهم في حياة أفضل ويصبح شبح الفوضى قريبا منهم فإنهم يتمسكون بهذا الحد اﻷدنى ويرتضون مقايضة أي شيء وكل شيء بالأمن على النفس والأهل والممتلكات الذي يمنحهم إياه.

يمكن القول بأن تطور الفكر السياسي اللاحق على هوبز كان في مجمله أو في معظمه على اﻷقل محاولة لعدم ارتضاء أن تكون الصورة التي قدمها هي منتهى طموحاتنا. رفض ليفياثان هوبز، أي رفض أن يكون أساس المجتمع والنظام السياسيين هو الخوف من الوحش ذو السلطات المطلقة هو نقطة الصفر ونقطة البداية ﻷي مشروع فكري سياسي، فهو يضع أيدينا على الشرط اﻷولي الذي ينبغي أن نجد سبيلا واقعيا وموثوقا لتحقيقه حتى يمكن التأسيس لنظام سياسي لا يكون على الناس فيه مقايضة حريتهم بأمنهم واستمرارية حياتهم. وإن كان لدى أي أحد شك في أن هذا السؤال لا يزال يطرح نفسه علينا اليوم بعد 370 عاما من نشر ليفياثان هوبز فما عليه إلا أن يتأمل السنوات اﻷخيرة التي مرت بها مصر في أعقاب ثورة يناير 2011. بشكل أو بآخر كان المصريون على وعي بأي خيار وضع أمامهم، عندما فشل أو أفشل السعي إلى طرح خيارات بديلة. وهنا بالضبط تكمن أزمة الواقع السياسي الحالي، فهو واقع الحد اﻷدنى دون أية مساحة للطموح إلى ما هو أفضل، وعلى عكس ما تصور هوبز لا يقود هذا الحد اﻷدنى بالضرورة إلى ما هو أبعد من تحقيق المصلحة اﻷولى في اﻷمن على النفس، وذلك أيضا لبعض الناس ولبعض الوقت.

توماس هوبز وليفياثان هما محطتنا الضرورية اﻷولى التي لابد من أن نبدأ منها ﻷنها في الواقع تصف تلك اللحظة التاريخية التي نمر بها اﻵن وهنا، ولكنها في الوقت نفسه لا يمكن أن تكون إلا البداية التي تفرض نفسها علينا رغم أنفنا، وتفرض أيضًا علينا أن نتحرك مبتعدين عنها ﻷنها بالضرورة غير مستقرة أو آمنة، ولذلك فللحديث، لا شك، بقية.

للاطلاع على مقالات أخرى للكاتب.. اضغط هنا