يعد ضغط المباريات أهم مشكلة تواجه أكبر الأندية التي تشارك في أكثر من بطولة سواء محلية أو قارية أو عالمية. سواء كان ذلك في أوروبا مثل أندية ريال مدريد وبرشلونة وليفربول وبايرن ميونيخ. أو على المستوى العربي والأفريقي كالأهلي والزمالك. كونهم يشاركون في الدوري الممتاز وكأس مصر وبطولة أفريقيا وكأس العالم للأندية.

الأزمة تدفع الاتحادات المختلفة لضغط المباريات. في مصر يلعب الأهلي كل 3 أيام ما يعرض نجومه لإرهاق دائم وإصابات مختلفة. بالإضافة إلى الضرر الذي يقع عليه في المباريات وقد يكلفه خسارة مباريات أو ألقاب. ويبعده عن المنافسة على الصدارة ويقلل حظوظه بشكل كبير في الظفر بالألقاب.

الجهاز الفني للأهلي اشتكى في أكثر من مناسبة من تلاحق المباريات. الأمر الذي كان يعرفه الجميع مسبقًا بسبب مشاركة في الفريق في كأس العالم للأندية. ومن ثم تأجيل عدة مواجهات محلية، خاصة مع الدخول في الأدوار الحاسمة من دوري الأبطال.

وفي ظل خوض الفريق مباراة كل يومين أو ثلاثة أيام مُطالب فيها بالفوز من أجل الحفاظ على فرص تتويجه بالدوري والاحتفاظ بالقمة. فإن الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني يجد نفسه في مأزق يجب التعامل معه بشكل سريعًا.

إصابات الأهلي

التدوير بين اللاعبين الحل السحري لمدربي أوروبا

أندية أوروبا قدمت الحل السحري لهذه الأزمة، وهو ما يقوم به زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد وبيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي. كلا الناديان يطبق التدوير بشكل مثالي بين لاعبيه. حتى يصل لنهاية الموسم بأقل عدد ممكن من الغيابات والإرهاق بين نجومه إلا في حالة الإصابات. كما حدث بالريال مؤخرًا وهو أمر خارج عن إرادة المدرب.

فجوارديولا الذي يعتبر “ملك التدوير” بين لاعبيه ويعتنق هذا الأسلوب منذ مدة طويلة، لطالما يغير لاعبيه الأساسيين طوال مباريات الموسم. ما يجعل نجومه جائعين دائمًا للمشاركة في المباريات والتألق ولديهم “أرجل نشيطة” وهو مصطلح بدعته الصحافة الإنجليزية على أسلوب المدرب. وهو الأمر الذي يفيده في آخر أشهر الموسم عندما يكون كل المنافسين في حالة إعياء وإرهاق شديدة وهو جاهز ولاعبيه في استعداد بدني وفني مناسب.

وهو ما فعله طوال المواسم الماضية وتحديدًا الموسم الحالي، الذي توّج به ببطولة كأس الرابطة وحسم الدوري الإنجليزي بنسبة كبيرة. كما أنه اقترب من التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا، بفضل أسلوب المدرب وحنكته في التعامل مع ضغط المباريات العنيف. ليقدم هو وزيدان الذي يقوم على نفس نهجه في الملكي مدريد، الحل السحري لكل فرق العالم وعلى رأسها الأهلي.

زيدان وجوارديولا

موسيماني لا يحبذ سياسة التدوير ويضع الأهلي في ورطة

الأهلي أمام ضغط المباريات لن يجد مفر من اللجوء إلى التدوير، وهو أمر لم يقم به موسيماني إلا مضطرًا، بسبب الإصابات والغيابات. فمدرب الشياطين الحمر لا يميل للاعبين يُمكن أن يُطلق عليهم الصف الثاني. رغم عدم وجود فارق كبير في المستوى بينهم وبين العناصر الأساسية. حتى وإن وُجد فإن اسم الأهلي أيضًا يجعل الفارق يصب في مصلحتهم أمام الكثير من أندية الدوري.

موسيماني بدا واضحًا من اليوم الأول له في الأهلي، أنه يعتمد على العناصر الأكثر جاهزية، فربما لم نكن لنرى الظهير الشاب أحمد نبيل كوكا. إذا لم يكن علي معلول غائبًا للإصابة وبديله محمود وحيد أيضًا.

أيضًا في خط الوسط والجبهة اليمنى يجري الجنوب أفريقي تعديلات في أضيق الحدود. لكن إذا كان موسيماني يرغب في تقليل حدة تأثير ضغط المباريات، فإنه لا مفر من المداورة بين اللاعبين.

ففي حراسة المرمى أثبت علي لطفي براعته خلال مباراة القمة، وأكد أن عرين الأهلي في أمان. لكن المشكلة تبقى وهي غيابات الدفاع خاصة بدر بانون وياسر إبراهيم وأيمن أشرف. فضلاً عن الغياب الطويل لمحمود متولي، هؤلاء لو عادوا ربما سيكون الضغط أقل على الثنائي رامي ربيعة وسعد سمير.

خط الوسط لم يتأثر كثيرًا بغياب حمدي فتحي، في ظل وجود عمرو السولية وأليو ديانج وأيضًا أكرم توفيق، وحتى ناصر ماهر. وعادة ما يكون المدير الفني متأهب للدفع بالناشئين في المباريات إذا لزم الأمر. لكن موسيماني ربما لا يملك القرار الجريء في مباريات الدوري خشية التعرض لانتقادات. إذ يفضل مواصلة الاعتماد على عناصره الأساسية المرهقة بدلاً من التجربة والرهان على الشباب أو باقي البدلاء.

أما خط الهجوم فلا يعاني أي أزمة في الأهلي في ظل وجود عناصر عديدة وإن كانت هناك بعض الغيابات. فبوجود مروان وصلاح محسن ومحمد شريف ووليد سليمان وطاهر محمد طاهر وكهربا وحسين الشحات ووالتر بواليا. بالإضافة إلى عودة جونيور أجاي من الإصابة يمكن لموسيماني أن يجري المداورة بكل أريحية.

موسيماني

تحدٍ صعب أمام صن داونز

مع تبقي أقل من 10 أيام على تحدي الموسم ربما للأهلي عندما يواجه صن داونز في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا البطولة التي يحمل لقبها. ولدى الأهلي في الفترة تلك مباراتين في غاية الاهمية الأولى أمام المحلة ثم مباراة القمة أمام الزمالك، قبل التحدي الأفريقي الصعب. ومع احتمالية عودة بدر بانون وأيمن أشرف وخضوع علي معلول لآخر فترات التأهيل البدني لدخوله المباريات. كذلك جونيور أجاي، يتنفس المدرب والجماهير الصعداء، لإمكانية مشاركة أغلبهم في لقاء القمة ثم صن داونز كاملًا.

الأمر الذي يجعل خط الدفاع الأساسي يعود كاملاً للفريق الأحمر بعد غياب لأشهر منذ مونديال الأندية أول فبراير الماضي. كذلك أجاي الذي يعد أفضل لاعب في مركز الجناح الأيسر الهجومي الذي يعاني فيه كثيرًا الأهلي رغم وجود كهربا البعيد تمامًا عن مستواه وطاهر محمد طاهر المتذبذب. أجاي مع معلول يقدمان جبهة يسرى نارية هجوميًا للأهلي تمثل أكثر من نصف قوته الهجومية.

ومع عودتهما في جاهزية كاملة سيقوى الهجوم كثيرًا ويعود الأهلي لشكله المرعب هجوميًا مع عودة نجوم خط دفاعه الأساسيين وخلفهم الحارس الشناوي. وثلاثي الوسط الثابتين ديانج والسولية وأفشة وفي الأمام حسين الشحات ومحمد شريف، يكون الفريق الأحمر قد اكتملت صفوفه بنسبة كبيرة. كما يكون تخلص من لعنة الإصابات وربما ينتعش في لقاء القمة ثم تحدي صن داونز الصعب.