مع تسلل السلالة الهندية من فيروس كورونا إلى الشرق والغرب، فزعت أغلب دول العالم لتعليق حركة الطيران مع الهند. كما اتخذ دول عديدة إجراءات تضمن تحجيم المتحور الجديد وتحييده في منبعه.

وضرب الفيروس بشدة في الهند إلى الدرجة التي امتلأت فيها المستشفيات وغرف العناية المركزة عن آخرها. كما انتشرت صور لعدد آخر يتلقى العلاج بجوار المستشفيات. ويبلغ الآن إجمالي عدد الإصابات في الهند 19.56 مليون إضافة إلى 215,542 حالة وفاة بسبب الفيروس.

وبعدما رأى العالم المرض يفتك بالهنود، لجأت عدة دول عربية وأوربية إلى تعليق الرحلات الجوية مع الهند ومنع المسافرين القادمين منها.

السلالة الهندية

في آواخر مارس الماضي ظهرت السلالة الهندية من فيروس كورونا، حين أعلن باحثون عن سلالة مزدوجة التحور. وجمعت هذه السلالة بين طفرتين مختلفتين من الفيروس في نفس الوقت وتنتشر بسرعة كبيرة، مقارنة بباقي السلالات.

وزارة الصحة الهندية أصدرت بيانًا أكدت فيه أن السلالة الجديدة تمنح الفيروس القدرة على الإفلات من النظام المناعي. وتؤدي إلى انتشار العدوى بشكل كبير.

السلالة الجديدة تمنح الفيروس القدرة على الإفلات من النظام المناعي
السلالة الجديدة تمنح الفيروس القدرة على الإفلات من النظام المناعي

وتختلف السلالة الهندية عن السلالات الأخرى كونها سريعة الانتشار، وتتمكن من النفاذ إلى الجهاز المناعي والتكاثر داخل الجسم. كما يعاني المصابون من أعراض شديدة مثل ضيق التنفس وألم بالصدر والشعور بالاختناق.

طفرة مزدوجة

ويقول المتخصص في علم الفيروسات، شهيد جميل، إن الطفرة المزدوجة هي عبارة عن طفرتين يتعرض لهما الفيروس في نفس الوقت.

وأضاف جميل، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن الطفرة المزدوجة في المناطق الأساسية للبروتين المسماري للفيروس قد تزيد من تلك المخاطر، وقد تسمح للفيروس بالهرب من الجهاز المناعي، مما يجعله أكثر قدرة على الانتشار.

كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نسخة كوفيد-19 المتحورة الهندية التي يُشتبه في أنها المسؤولة عن إغراق الهند في أزمة صحية كبيرة قد رُصِدت في “17 دولة على الأقل”.

انتقادات للسلطات الهندية لأنها سمحت بالتجمعات في ظل الجائحة
انتقادات للسلطات الهندية لأنها سمحت بالتجمعات في ظل الجائحة

ومؤخرًا رُصدت هذه النسخة المتحورة في بلدان أوروبية عدة “بلجيكا وسويسرا واليونان وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة والمانيا”.

وأصبحت الهند مركز الوباء وهي البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان بعد الصين، وباتت تسجل أرقامًا قياسية جديدة يوميا في عدد الإصابات. وأدى ذلك إلى انهيار النظام الصحي في مناطق منها العاصمة نيودلهي.

مفارقة.. إصابات في الأردن لأشخاص لم يسافروا

وفي الأردن، أعلن وزير الصحة فراس الهواري، أمس الأحد، أن بلاده سجلت ثلاث إصابات بالمتحور الهندي “لأشخاص لم يسافروا”. وأوضح أن “المصابين بالسلالة الهندية بحالة صحية جيدة”.

وقال الهواري في تصريحات لقناة “المملكة” الرسمية إنه “تم تسجيل حالتين في عمّان وواحدة في الزرقاء لأشخاص لم يسافروا، ما يؤكد أن ظهور الحالات المتحورة ليست بالضرورة أن تكون قد أتت من الخارج وإنما نتيجة التكاثر النوعي”.

الأردن يكافح من أجل احتواء وباء كورونا
الأردن يكافح من أجل احتواء وباء كورونا

وكانت العراق أول دولة عربية قد أعلنت عن اشتباهها برصد إصابات بالسلالة الهندية المتحورة من فيروس كورونا المستجد على أراضيها. وأعلنت الخميس، وضع 21 شخصًا في الحجر الصحي للاشتباه بإصابتهم بالسلالة الهندية من كورونا.

التتسلل لدول أوروبية

تسللت السلالة الهندية المتحورة إلى دولة أوروبية جديدة، وهذه المرة في أوروبا الشرقية، لتدق ناقوس الخطر حول تفشي الوباء.

وأعلنت السلطات الصحية الرومانية تسجيل أول إصابة بالسلالة الهندية في شخص وصل مؤخرا من الهند. وتم اكتشاف المتحور الجديد في مقاطعة براسوف بوسط رومانيا، في شاب يبلغ من العمر 26 عاما.

وكان المصاب ضمن 8 رومانيين وصلوا مؤخرا من الهند، وأثبتت الفحوصات إصابة 5 منهم بفيروس كورونا وثلاثة خرجت نتائجهم سلبية. وأشارت السلطات إلى أن التحقيقات بشأن الوباء لا تزال جارية.

كما حظرت هولندا رحلات الطيران القادمة من الهند حتى الأول من مايو بسبب مخاوف من السلالة الجديدة دون الإعلان مجددًا عن عودتها. ولا يسري الحظر على طائرات الشحن أو الطائرات التي تقل عاملين في المجال الطبي.

مدى نجاح اللقاحات مع السلالة الهندية

في هذا الإطار، يستبعد الدكتور فايد عطية، أستاذ علم الفيروسات بجامعة شانتوه بالصين، قدرة اللقاحات المتوفرة حاليًا على تفادي الإصابة بالسلالة الهندية المتحورة لفيروس كورونا.

وتابع عطية، في تصريحات خاصة لـ”مصر 360″: “من المحتمل أن لا تستطيع تلك اللقاحات الصمود أمام هذه السلالة المتحورة. ولكنها مجرد احتمالات”.

وأوضح أن هناك اختلافات شديدة في تلك السلالة عن السلالات التي ظهرت في جنوب أفريقيا أو أمريكا أو أنجلترا. وأشار إلى أن بعض المصابين في الهند كانوا مطعمين بالفعل، وتم إصابتهم إصابة عنيفة.

أعداد كبيرة في مدينة مومباي الهندية ينتظرون دورهم في التلقيح ضد كورونا
أعداد كبيرة في مدينة مومباي الهندية ينتظرون دورهم في التلقيح ضد كورونا

وعن البدائل، أشار فايد إلى إنه حاليا لابد من الانتظار للتأكد من عدم فعالية اللقاحات جميعها مع تلك السلالة بعد أن ثبت أنها انتقلت إلى 17 دولة أوروبية على مستوى العالم.

وعن وصول تلك السلالة إلى مصر، أشار فايد إلى إنه حتى الآن لم تظهر حالات، ولكنه لابد من إغلاق الخطوط الجوية مع الهند وكذلك مع الدول التي ظهرت فيها تلك السلالة التي اكتشف أنها تستطيع الهرب من الجهاز المناعي وتكوين أجسام مضادة من العدوى.

إجرءات غير مسبوقة

فرضت بعض الدول إجراءات غير مسبوقة على القادمين إلى أراضيها من الهند، وصلت حد تطبيق عقوبة السجن والغرامات.

واعتبرت أستراليا القدوم إلى أراضيها من الهند أمرًا غير قانوني، ولوحت بعقوبة تتمثل بالسجن لمدة خمس سنوات. ووفقا لقانون الطوارئ، الذي يستند على قانون الأمن البيولوجي، فإن أي شخص كان في الهند في الأيام الـ 14 الماضية سيكون متهما بارتكاب جريمة في حال قدم إلى أستراليا.

كما قررت الولايات المتحدة فرض قيود على المسافرين القادمين من الهند، اعتبارا من 4 مايو، إلا أنها لم تكشف عن تفاصيل أكثر بالشأن.

دول عربية تعلق الرحلات الجوية مع الهند

واتباعا للتدابير الاحترازية، علقت الإمارات جميع الرحلات الجوية القادمة من الهند، وكذلك ركاب الترانزيت القادمين منها. لكنها استثنت رحلات الترانزيت القادمة للإمارات والمتجهة إلى الهند.

واشترطت على القادمين من الهند عبر دول أخرى أن تكون مدة إقامتهم في تلك الدول لا تقل عن 14 يوماً، كي يسمح لهم بدخول الإمارات. وفقا لما نقلته وكالة أنباء الإمارات الرسمية.

ولاحقًا، أعلنت الكويت تعليق الرحلات التجارية المباشرة من وإلى الهند، حتى إشعار آخر. وقالت الحكومة: “يمكن للمقيمين في الكويت الذين توجهوا إلى الهند، العودة إلى البلاد عبر دولة ثالثة بشرط التوقف فيها لمدة تفوق 14 يوماً”.

كما علق المغرب مساء الجمعة الماضي الرحلات الجوية مع الهند حتى إشعار آخر. كما أعلنت السلطات اللبنانية حظر دخول المسافرين من الهند والبرازيل بسبب فيروس كورونا.

وحظرت لبنان دخول المسافرين القادمين من الهند والبرازيل، عبر مطار بيروت الدولي والمعابر البرية والبحرية. لكنها استثنت أن يكون مضى على وجودهم خارج الهند في بلد ثالث مدّة 14 يومًا على الأقل.

كندا وإيران تلغي الرحلات المباشرة

وفي إيران، أعلنت السلطات أيضًا تدابير مقيّدة تطال المسافرين الوافدين من الهند وباكستان. وقال المتحدث باسم هيئة الطيران الإيرانية محمد ذيبخش إن بلاده علقت الرحلات القادمة والمتوجهة إلى الهند وباكستان بسبب كورونا المتحوّرة.

وأضاف: “ليس هناك رحلات مباشرة مقررة بين إيران والهند، لكن لن يتمّ استقبال المسافرين القادمين من الهند وباكستان عبر دولة ثالثة”.

وتخضع معظم إيران التي تجاوزت حالات الإصابة فيها بفيروس كورونا المليونين، للإغلاق خلال الأسبوعين الماضيين في الوقت الذي تكافح فيه موجة رابعة من الوباء.

وقررت كندا تعليق الرحلات القادمة من الهند وباكستان ومن جهتها لمدة ثلاثين يوما.

تايلاند تمنع إصدار تأشيرات دخول

وأعلنت تايلاند منع إصدار تأشيرات دخول للمسافرين القادمين من الهند. وأكدت السفارة التايلاندية بالهند منع دخول غير المواطنين القادمين من الهند اعتبارًا من الأول من مايو وحتى إشعار آخر.