أثار التفشي السريع لفيروس كورونا المتحور في الهند، تساؤلات حول فاعلية اللقاحات التي جرى التوصل إليها في منع الإصابة بالوباء. في هذا الشأن يعتقد أغلب الأطباء والمتخصصين أن مستوى انتقال السلالة الجديدة يزيد من قدرتها على ضعف فاعلية اللقاحات.
وسجلت الهند، خلال الأيام الماضية طفرة كبيرة في عدد الإصابات والوفيات جراء السلالة المتحورة من فيروس كورونا المستجد. كما أعلنت السلطات هناك عن نسب ضحايا للفيروس تفوق القدرة الاستيعابية للقطاع الصحية. ذلك أنها رابع أكثر دولة من حيث وفيات كورونا في العالم.
وفي خضم الأزمة المتزايدة، هبت دول حول العالم لتقديم المساعدات الطبية العاجلة. كما أرسلت مصر السبت الماضي 30 طنًا من الأجهزة والمستلزمات الطبية إلى الهند. وذلك بعدما طلبت الحكومة الهندية من الشركة الوطنية المصنعة لدواء “رمديسيفير إيفا فارما” إمدادها بكميات من الدواء لمعالجة مرضى كورونا.
ما هي السلالة الجديدة؟
انتشرت السلالة الجديدة من كورونا في الهند بشكل سريع ومفاجئ، وتسمى “B.1.61”.وجرى تسميتها بـ”المتحور المزدوج”، حيث يجمع بين طفرتين مختلفتين.
وبحسب موقع “ذا كونفرزيشن” الأسترالي، فإن السلالة الجديدة نسخة من فيروس كورونا، وهو ما يعني أن كل سلالة متحورة تضم مجموعة من الطفرات. والطفرة تعني تغير في ترتيب المادة الوراثية في الفروس.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن السلالة الجديدة تميزت بسرعة انتشارها وقدرتها على التحايل على الجهاز الجماعي. وهذا يعني احتمال عدم قدرة اللقاحات التي توصل إليها العلماء مؤخرًا على مواجهة التحور الجديد.
أعراض السلالة الهندية
وتتسبب السلالة الجديدة في أعراض لا تختلف كثيرًا عن السلالات السابقة، إلا أن الخطورة تكمن في سرعة الانتشار وكثرة المضاعفات. ومن أعراضها “ضيق التنفس وآلام الصدر والشعور بالاختناق وفقدان حاستي الشم والتذوق. فيما يعد نقص الأكسجين وتكون الجلطات أخطر المضاعفات في تلك السلالة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن السلالة الهندية الجديدة انتشرت في 17 دولة على الأقل، من بينها بلجيكا، سويسرا، اليونان، وإيطاليا.
كما أفادت إذاعة “بي بي سي” بإصابة 50 شخصًا، في رحلة طيران قادمة من نيودلهي إلى هونج كونغ، بوباء كورونا المتحور. تقول التقاير إن زيادة عدد الإصابات تعني احتمالية ظهور سلالات جديدة أكثر انتشارا.
تطوير منتظم للقاحات
في السياق نفسه، تحدثت صحيفة الإندبندنت عن مخاطر السلالة الجديدة حول قدرتها على ضعف فاعلية اللقاحات والتأثير على الجهاز المناعي. وأشارت إلى أن غالبية تلك اللقاحات تعتمد على استهداف بروتين “سبايك” للفيروس (موجود على سطحه الخارجي)، لصنع أجسام مضادة فعالة ما يزيد من سرعة الانتشار.
كما أشار الباحث في جامعة غلاسكو ، دافيد روبرتسون، إلى أن استمرار قدرة الفيروس على التطوير يساعده على تفادي هجمات اللقاح، وهو أمر متوقع. وأفاد بأن هذا السيناريو يشبه أزمة انتشار الأنفلونزا مما يعني الحاجة إلى تطوير منتظم للقاحات.
مصير توريد اللقاحات الهندية
وتسببت الأزمة في توقف مؤقت لصادرات الأدوية، ما دفع الكثيرين للتساؤل عن مصير توريد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
يذكر أن نيوديلهي تعد أكبر مصدر للقاحات في العالم. وبالتالي تزداد تخوفات من تأثير الأزمة الحالة في الهند على إمدادات اللقاحات للدول التي تعتمد على الهند كمصدر للقاحاتها خاصة البلدان الفقيرة، بعدما حظرت السلطات الهندية تصدير اللقاحات للسيطرة على الوباء في بلادها.
وتصنع الهند ما يعادل 1 من كل 5 جرعات من لقاح كورونا، ولكن نسبة التطعيم لشعبها تكاد تغطي عشر السكان.
وأنشأت منظمة الصحة مبادرة كوكافس لتوزيع عادل للقاحات ضد فيروس كورونا وخصوصا للبلدان الفقيرة. وقد تعتمد هذه المبادرة على المصنع الموجود داخل الهند لتوفير الجرعات لأكثر من 90 بلداً نامياً حول العام.