يبدو أن السنغالي الدولي ساديو ماني أفضل لاعب أفريقي للعام الماضي ومهاجم ليفربول الإنجليزي، يعيش أسوأ مواسمه على الإطلاق في الدوري الإنجليزي الممتاز رفقة الريدز. إذ يظهر طوال الموسم الحالي تائهًا بعيدًا عن مستوياته السابقة، أنانيًا وغير مفيد للفريق ككل بشكل واضح للجميع.
منذ انتقاله إلى ليفربول في صيف 2016 قادمًا من ساوثهامبتون، تطور ماني بسرعة تحت قيادة المدرب يورجن كلوب. وشكل ساديو ضلعًا رئيسيًا في ثلاثي الليفر الهجومي المرعب، بجوار زميليه المصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو.
ولكن مع بداية الموسم الحالي بدأت علامات الاستفهام تحيط بمستوى صاحب الـ29 عامًا. وذلك مع ابتعاده عن المساهمة في الأهداف سواء بالتسجيل أو الصناعة. فلماذا كل هذا التراجع؟ وكيف وصل به الأمر إلى هذا الحد الكارثي؟ أسئلة لها إجابات كثيرة نستعرضها في العوامل الآتية.
أسلوب اللعب
حسب تحليل نشره موقع “ذا أثليتيك” البريطاني، فإن أرقام ماني لم تختلف كثيرًا عن الموسم الماضي. لكن بالنظر لإحصائياته هذا الموسم نجد أنه بات يميل أكثر للمراوغة والاحتفاظ بالكرة بدلاً من تمريرها إلى زملائه. كما أن النجم السنغالي أصبح مقلاً في التمريرات القصيرة ما يؤثر سلبًا على إمكانية التسجيل.
وبالرغم من أن ليفربول عانى كثيرًا هذا الموسم من أجل التسجيل. فإن ماني في أغلب تلك اللحظات كان يفضل الاحتفاظ بالكرة. ومنح ذلك فريق المدرب كلوب الأفضلية في الاستحواذ، وسلبه شيئًا أكثر أهمية هو التسجيل ومن ثم الفوز أو تجنب الخسارة.
إحصائية المستطيل الأخضر
معدل تسديدات ماني ارتفع هذا الموسم (3 لكل 90 دقيقة) مقارنة بسابقه (2.5). لكن في المقابل فإن فعالية تلك التسديدات انخفضت من 0.18 هدفًا لكل تسديدة، إلى 0.14.
وخاض ماني 47 مباراة مع ليفربول الموسم الماضي بمختلف المسابقات، سجل خلالها 22 هدفًا وصنع 12، ليساهم في 32 هدفًا. علمًا بأنه عانى من الإصابة لمدة شهرين تقريبا.
فيما لعب 43 لقاء بالموسم الحالي، أحرز 13 هدفًا وصنع 7 أهداف؛ أي ساهم بـ20 هدفًا فقط. مع الأخذ في الاعتبار أنه غاب لأقل من شهر بسبب الإصابات.
محمد صلاح والغيرة الواضحة
عانى ماني من انتقادات الإعلاميين والجمهور لسقوطه بسهولة ومحاولاته الحصول على ركلات جزاء. وتكرر ذلك في أكثر من مناسبة على مدار 5 سنوات قضاها مع ليفربول.
بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي، وصف ماني بأنه “غواص” الموسم الماضي. ولهذا السبب يخشى النجم السنغالي الحكم عليه بشكل غير عادل من قبل الحكام بسبب تلك الانتقادات. وهو بدوره ما يؤثر بالطبع على طريقة لعبه، وفرص فريقه في الحصول على ركلات جزاء.
الطريف أن ماني لم يسلم من الانتقادات أيضًا حين بدا أكثر تماسكًا ورفض السقوط للحصول على ركلات جزاء. إذ إن تصرفه بتلك الطريقة دفع مايكل أوين نجم ليفربول السابق لأن يفترض أن النجم السنغالي لا يريد الحصول على ركلات جزاء؛ كي لا يسجلها زميله محمد صلاح ويرفع بها رصيده التهديفي.
ويقول مصدر كبير بالنادي لموقع “ذا أثليتيك”: “لن تجد لاعب كرة قدم أكثر نكرانًا للذات من ساديو. كل ما يفعله هو للفريق، من الصعب على أي شخص أن يتم انتقاده للوقوف على قدميه عندما يتعرض للخطأ. ثم يتم انتقاده أيضًا بسبب السقوط عندما يكون هناك عرقلة واضحة”.
الإرهاق الكبير وغياب الجماهير
لا يمكن إغفال حقيقة أن ماني يعاني إجهادًا واضحًا، بسبب كونه واحدًا من العناصر الأساسية في ليفربول. إذ يلعب أساسيًا مع ليفربول ومنتخب السنغال على مدار عدة سنوات متتالية، وفي الغالب لا يغيب عنهما سوى لأسباب اضطرارية.
ليفربول تعاقد مع ديوجو جوتا الصيف الماضي لتدعيم الخط الأمامي وتوفير بديل قوي للدخول في عملية مداورة وإراحة ثلاثي الهجوم. لكن جوتا عانى من إصابة طويلة امتدت قرابة 3 أشهر بين ديسمبر ومارس. وأجبر ذلك كلوب على الاستمرار في التعويل على لاعبيه المتاحين ومنهم ماني.
ويعد ماني خامس أكثر لاعبي ليفربول لعبًا للدقائق في الموسم الحالي بواقع 3343 دقيقة. وتفصله 526 دقيقة عن أندرو روبرتسون صاحب الصدارة.
كما أن غياب جماهير الأنفيلد تحديدًا والمعروف عنها دعمها الكبير والقوي لفريقها ونجومه على المستوى الفردي والجماعي، أثر سلبًا بشكل كبير للغاية على مستويات ليفربول ونتائجه المتواضعة كثيرًا هذا العام.
ومنذ غيابهم عن المدرجات بسبب تداعيات فيروس كورونا، اختفى غناء الجماهير ودعمهم وأغانيهم للفريق واللاعبين في المدرجات. وكان يصنع ذلك الفارق لليفربول وساهم بشكل مؤثر جدًا في تراجع النادي وأدائه ونتائجه الواضحة هذا الموسم.
ماني من اللاعبين الذين يتألقون أكثر مع وجود الجماهير وأهازيجهم في المدرجات ويصيحون على كل كرة جيدة يقوم بها النجوم. لذلك فقد ماني أغلب شغفه بالمباريات والتوهج بالملاعب وإحراز الأهداف وصناعتها مع غياب الجماهير. بالإضافة لهبوط مستوى جماعي لباقي نجوم الريدز بالمباريات ما أدى لهبوط مستواه طرديًا مع باقي زملائه في ظل غياب الجماهير عن الملاعب واللعب في ملاعب خاوية دون أي حماس أو تشجيع أو أمور تحفيزية لكي يخرج من حالته السيئة ويتألق من أجلهم.