يبدو أن حلم البطولة الـ14 لريال مدريد الإسباني في دوري أبطال أوروبا سيتأجل مرة أخرى لموسم مقبل. بعدما أقصاه تشيلسي الإنجليزي في الدور نصف النهائي للبطولة بنتيجة المباراتين 3-1 ذهابًا وإيابًا. كما ظهر الريال عاجزًا على مجاراة البلوز الذين كانوا أفضل في لقاء مدريد بالأسبوع الماضي. كذلك في مباراة ستامفورد بريدج مساء الأربعاء.
الميرنجي لم يستطع تجاوز عقبة تشيلسي في نصف نهائي التشامبيونز ليج، ليتأهل البلوز على حسابه للمباراة النهائية. بعدما تمكن من الفوز عليه أمس بنتيجة 2-0 في لقاء الإياب. بعدما نجح في العودة من إسبانيا بالتعادل 1-1 قبل أسبوع. ليضرب موعدًا مع مواطنه مانشستر سيتي في النهائي بمدينة أسطنبول التركية.
ورغم أن مدربي الفريقين لعبا بطريقتين متشابهتين. حيث غير الفرنسي زين الدين زيدان مدرب الملكي أسلوبه المعتاد مع الريال بالتحول إلى طريقة لعب 3-4-1-2. بينما واجهه الألماني توماس توخيل بنفس الرسم الخططي 3-1-4-2. إلا أن الغلبة كانت واضحة لتشيلسي نتيجة أسباب كثيرة نستعرضها في النقاط الآتية..
تشابه فني كبير وفاعلية زرقاء
ظهر بوضوح اعتماد الفريقين منذ البداية على نفس السلاح، وهو التسديدات المباغتة من خارج منطقة الجزاء،.حيث شهدت أول ربع ساعة من المباراة عدة محاولات بالطريقة ذاتها.
الحارس البلجيكي تيبو كورتوا دافع عن مرمى الملكي بتصدياته البارعة في البداية. ليؤجل تقدم البلوز بهدف أول حتى بعد انتصاف الشوط الأول عبر رأسية الألماني تيمو فيرنر.
ولم يكن وضع السنغالي إدوارد ميندي مختلفًا عن نظيره البلجيكي، حيث نجح حارس تشيلسي في منع الفرنسي كريم بنزيما من إصابة مرماه مرتين. الأولى من تصويبة قوية والثانية من ضربة رأسية متقنة.
وتسبب الإنجليزي ماسون مونت في إزعاج دفاع الميرنجي مرارًا، بسبب اخترقاته وتوغلاته داخل منطقة جزاء الضيوف من الجهة اليسرى. ورغم سيطرة اللوس بلانكوس الكاملة على الاستحواذ على الكرة في أغلب فترات المباراة. إلا أن الفاعلية والخطورة الأبرز كانت لهجوم تشيلسي الذي أضاع أكثر من فرصة واستطاع تسجيل هدفين صعد بهما للمباراة النهائية. بينما ظهر الريال عاجزًا وقليل الحيلة الهجومية والفاعلية على مرمى الخصم ما أدى لخروجه خاسرًا.
حيلة تكتيكية لتوخيل وزيدان تائه
تفوق توخيل بذكاء ومكر على زيدان في الجانب التكتيكي المعروف عنه إجادته بشكل بارع وصارم مع لاعبيه والفرق التي يدربها. ما صنع الفارق أمام زيدان الضعيف في هذا الجانب. ولجأ مدرب الفريق اللندني لحيلة بالشوط الثاني عندما ترك الملعب للريال للاستحواذ السلبي ولعب على مرتدات مباغتة في قلب دفاع الريال البطيء. إذ نجح في مبتغاه وسجل هدفًا وأضاع أكثر من فرصة ولم يقدر الملكي على تسجيل أي هدف.
حيث تراجع تشيلسي للخلف قليلًا بينما حاول ريال مدريد التقدم نحو منطقة جزاء أصحاب الأرض على أمل إدراك التعادل. هذا التقدم تسبب في وجود مساحات شاغرة في الخط الخلفي للريال، وهو ما استغله رجال المدرب توخيل في شن المرتدات السريعة.
وأهدر لاعبو البلوز أكثر من هدف محقق عبر انفرادات صريحة. إذ أن براعة كورتوا حالت دون هز شباكه مجددًا قبل أن يتصدى البديل فيدي فالفيردي لتسديدة نجولو كانتي.
مستوى سيئ ومتراخي لنجوم الريال
رغم تلك الفرص المهدرة من جانب أصحاب الأرض، إلا أن ريال مدريد لم يستغل ذلك، حيث غابت الفاعلية الهجومية عنه طيلة الدقائق المتبقية. ليفشل في معاقبة مضيفه على فرصه المهدرة، مما فتح الطريق أمام هدف ثانٍ عبر مونت، الذي كلل جهوده في المباراة بتسجيل هدف الحسم في الرمق الأخير.
حيث ظهر كل نجوم الريال خاصة على مستوى خط الهجوم الذين يحملون عبء تسجيل الأهداف وترجمة الفرص داخل الشباك، بمستوى سيء؟ ففي اللقاء الذي يحتاجهم الفريق الإسباني بشدة خذلوه بشكل مؤسف. كما تفوق نجوم تشيلسي بشكل كبير عليهم وكانوا في أفضل حالاتهم الفنية والبدنية والذهنية. ما يحمّل نجوم الريال مع مدربهم مسؤولية هذا الخروج الغريب الذي كان في متناولهم الفوز والصعود للمباراة النهائية بنسبة كبيرة.