يبدو أن نادي مانشستر سيتي الإنجليزي بات على مقربة شديدة من رفع الكأس ذات الأذنين الشهيرة لدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه. فبعد محاولات استمرت لأكثر من 13 سنة منذ شرائه من قبل عدد من المستثمرين الإماراتيين برئاسة منصور بن زايد. حيث يلاقي في النهائي مواطنه تشيلسي في مدينة أسطنبول التركية آواخر الشهر الجاري.
ووصل أخيرًا المدرب الإسباني الأشهر بيب جوارديولا من جديد لنهائي دوري أبطال أوروبا. بعد محاولات حثيثة منه للوصول لتلك المباراة على مدار 10 سنوات ماضية. منذ آخر مرة وصل إليها وتوّج باللقب رفقة برشلونة عام 2011 أمام مانشستر يونايتد غريمه الحالي. فمنذ ذلك الحين لم يستطع مع بايرن ميونيخ أو السيتي الوصول لنهائي دوري الأبطال.
حيث فقد المدرب الأصلع شعور الوصول للنهائي منذ أن غادر برشلونة، مرورًا بتجربته مع العملاق الألماني بايرن ثم مع السيتيزن بالسنوات الماضية. حتى وصل لمبتغاه هذا العام، بعدما أقصى سان جيرمان في نصف النهائي ليضرب موعدًا مع البلوز الذي أطاح ريال مدريد صاحب الـ13 لقب بها.
وكان مان سيتي انهار بالفعل تحت ضغط مباريات البطولة الإقصائية في آخر 4 مواسم ولم يستطع الوصول للنهائي. ففي الموسم الماضي خسر سيتي 1-3 أمام أولمبيك ليون. بينما خرج في المواسم السابقة أمام توتنهام هوتسبير وليفربول وموناكو. ويبدو أنه المرشح الأقوى للتتويج باللقب هذا العام، لعدة عوامل نستعرضها في التقرير الآتي:
سيتي.. رقم استثنائي بالنسخة الحالية
بدا للجميع أن اهتمام جوارديولا بالفوز بالبطولة هذا العام كبير للغاية عن باقي المرات السابقة. ربما لرغبته في تحقيق حلم إدارة ناديه الباحثة عن اللقب العريق لأول مرة في تاريخ النادي. ولكي تكون قد حققت كل أهدافها مع النادي السماوي. كذلك أن يكسر نحسه مع تلك البطولة منذ خروجه من برشلونة طوال العقد المنقضي.
وهو ما أدى لرقم استثنائي للسيتي بهذه النسخة مع اهتمام بيب الكبير بالأدوار الإقصائية بالمسابقة هذا العام بشكل بالغ. ففاز السيتي في جميع المباريات الإقصائية داخل ملعبه وخارجه. وإلى جانب ذلك لم يخسر طوال منافسات البطولة هذا الموسم. حيث فاز 11 مرة وتعادل في مباراة واحدة، وهو رقم يدل بشكل كبير عن أحقية النادي واقترابه من رفع الكأس.
انتهاء صداع المشكلات الدفاعية
على مدار سنوات جوارديولا في إنجلترا، قدم سيتي مستويات هجومية رائعة. لكنه خاصة في أوروبا عانى من مشكلات دفاعية كبيرة ساهمت في خروجه طوال النسخ الماضية من الأدوار المبكرة.
لكن هذا العام أضاف إلى قوته الهجومية صلابة دفاعية. حيث استقبل 4 أهداف في دوري الأبطال حتى الآن. كذلك أثبت نجاح اختياره في التعاقد مع روبن دياز مدافع منتخب البرتغال.
دياز ساعد على تطوير دفاع سيتي بشكل مشابه، لما فعله فيرجيل فان دايك في ليفربول قبل أن يفوز بدوري الأبطال منذ عامين. ليتعلم جوارديولا من أخطائه وتدعم الإدارة ناديها بالشكل المثالي في موسم الانتقالات. ما جعله أكثر صلابة وقوة وساعده على تحقيق أكبر أهدافها بالوصول لنهائي أوروبا.
توهج محرز وتألق أغلب النجوم
كعادته نجح جوارديولا في استخدام لاعبيه أفضل ما يمكن وإخراج منهم كل إمكانياتهم. كما ساعدهم على الظهور دائمًا في أفضل حال وبكامل طاقتهم بلا إرهاق بدني أو ذهني ولا إصابات بفضل سياسة التدوير المثالية التي يقوم بها داخل النادي.
فاكتسب الشاب فيل فودين الذي كان جوارديولا يدفع به بشكل تدريجي، الخبرة ونجح في تعويض رحيم سترلينج في مركز الجناح. كما ازدهر الجزائري رياض محرز صاحب هدفي الفوز على سان جيرمان بشكل واضح. كذلك تطور إلكاي جوندوجان بشكل مميز كلاعب قادر على شغل كل مراكز خط الوسط.
وفي السنوات الماضية، كان سيتي يودع البطولة الأوروبية بعد فقدان التركيز والهدوء خلال لحظات حاسمة في المباريات. لكن هذا الموسم أظهر سيتي صلابة ونضجًا وظهر ذلك بوضوح في مباراتي الذهاب والإياب أمام باريس.
حلول كثيرة ومرونة تكتيكية
مانشستر سيتي يملك بدائل وحلول كثيرة ليست متوفرة لدى ريال مدريد أو تشيلسي أو حتى خصمه السابق سان جيرمان. وهو ما ظهر في مباراتهما الأخيرة. عندما دفع جوارديولا بالثلاثي رحيم سترلينج وجابريل جيسوس وسيرجيو أجويرو في الشوط الثاني لتدعيم الفريق.
وبالنظر إلى ما قدمه السيتي وتشيلسي وريال مدريد هذا العام. ففريق جوارديولا أظهر جودة فنية عالية في الدوري الإنجليزي وتتويجه به هذا الموسم مسألة وقت. بفضل ذكائه الفني وإعداده المثالي لكل قائمة لاعبيه فنيًا وبدنيًا ومعنويًا. كذلك عبقريته التكتيكية والتي وصل بها مع لاعبيه للنضج الكامل. ما جعله يستخدم أكثر من طريقة لعب وتنوع خططي وتكتيكي كبير خلال المباريات وأحيانًا خلال المباراة الواحدة.
وسينتظر سيتي في المباراة النهائية تشيلسي الذي أقصى ريال مدريد وستكون مواجهة إنجليزية خالصة يعرف فيها الطرفين بعضهما البعض. وستكون لبطل البريميرليج بلا شك اليد العليا والأفضلية للفوز باللقب. علمًا بأنه تفوق على البلوز هذا الموسم. ولديه تفوق كذلك على مدربهم توماس توخيل في المواجهات المباشرة بينهما من قبل مع الأندية المختلفة.