اعتبر نشطاء فلسطينيون تأجيل المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة كان من المقرر أن تعقدها اليوم، للنظر في التماس عائلات فلسطينية ضد قرارات إخلائها من حي الشيخ جراح، انتصارا مؤقتا لأصحاب الأرض، كان بطله الحراك الشعبي والتضامن الدولي الواسع.
وأفادت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي بأنه بناء على طلب المستشار القضائي ألغى القاضي إسحاق عميت جلسة إخلاء عائلات الشيـخ جراح التي كانت مقررة الإثنين، على أن تعقد جلسة بديلة في غضون شهر.
وتصدرت القدس وتحديدا حي الشيخ جراح محركات البحث في الأيام الماضية، للتنديد بجرائم الاحتلال بعد أن قررت محكمة الاحتلال بالقدس تزامنا مع تحديد جلسة للنظر في قضية 28 بيتا يقطنها ٥٠٠ فلسطيني مهددون بالتهجير وإحلال المستوطنين مكانهم. وخلفت هذه الأزمة اشتباكات متواصلة امتدت إلى باحة المسجد الأقصى أسفرت عن إصابة ما لايقل عن 300 فلسطيني.
وفجر التهديد بإخلاء العائلات من منازلها موجة غضب فلسطينية في مدينة القدس الشرقية، حيث اجتمع أهالي حي الشيخ جراح على مدار يومي الخميس والجمعة، لتنسيق الموقف، خاصة بعد محاولات المستوطنين تقديم تسويات بقصد شق صف أهل الحي.
ضم الاجتماع أهل الحي ومحاميهم والهيئة الإسلامية العليا وهيئة العمل الوطني في القدس ولجنة المتابعة في الأراضي المحتلة عام 1948 وصدر عنهم بيان يشير إلى رفَض التسويات والتأكيد على الثبات على الحق، بحسب الباحث في شؤون القدس زياد أبحيص.
أبحصيص قال إن تأجيل جلسة استماع محكمة الاحتلال “العليا” في قضية حي الشيخ جراح يعد تقدما مهما لأنه جاء تحت الضغط، وتحت الخوف من جبهة موحدة امتدّت من الشارع في القدس إلى المقاومة في غزة وحتى التضامن العربي والدولي الواسع. لكن علينا أن نتذكر جيداً أن الهدف لم يكن تأجيل المحكمة، فالاحتلال ينظر للتأجيل كفرصة لمعاودة الهجوم على الحي وأهله في ظروف أفضل الهدف هو طي محاولة صفحة إخلاء الشيخ جراح وإلى الأبد، وتثبيت أهله وهويته، وإعادة عائلات الكرد والغاوي وحنون التي هُجرت من بيوتها بالقوة عامي 2008-2009،
لذا يدعو أبحيص لاستمرار الزخم في الشارع، ومواصلة الضغط على الحكومات وبالذات الأردن والسلطة الفلسطينية لدفعها لأخذ هذه القضية إلى حيث يجب أن تذهب: إلى المحكم الجنائية الدولية، وبشكل حقيقي وليس بتغريدات فقط.
اقرأ أيضا:
لماذا الشيخ جراح؟
يشهد حي الشيخ جراح محاولة لتهويده، وذلك بعد أن تم تهديد سبع عائلات بالإضافة إلى ثلاث عائلات أخليت في 2008 و 2009، وخمس أخرى أنذرت بالإخلاء حتى 1 أغسطس القادم، فإن المحصلة إن تم للاحتلال ما يريد ستكون إخلاء 15 عائلة من أصل 28 تسكن المنطقة.
منع حدوث ذلك يتطلب الانتقال من خوض المعركة في المحاكم الصهيونية إلى فعل سياسي تتحمل الدولة الأردنية مسؤوليته، ومعها السلطة الفلسطينية والفصائل، لابد أن يكون مبنيا على التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، والمطالبة بملكيات أهالي الحي وعموم اللاجئين قبل عام 1948.
الأردن: ترحيل أهل الشيخ جراح “جريمة
الجانب الأردني دخل على خط الأزمة بقوة، إذ علق وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأن ترحيل أهل الشيخ جراح “جريمة يجب أن يمنع العالم حدوثها”.
وأضاف الصفدي، خلال تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “الفلسطينيون المهددون بالرحيل هم المالكون الشرعيون لبيوتهم كما تثبت وثائق سلمها الأردن للأشقاء في دولة فلسطين، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال”. كما أشار إلى أن اسرائيل ملزمة بحماية حقوق الملكية.
وطالب أهالي الحي الحكومة الأردنية بأوراق تعزز موقفهم، وهي بالاسم: نسخة موقعة ومروسة أصلية من الاتفاقية معهم، ونسخة أصلية من تعهد الحكومة الأردنية بنقل الملكية إليهم. وقد أعلنت الحكومة الأردنية تسليم الأوراق للسلطة الفلسطينية وليس لأهل الحي مباشرة أكثر من مرة.
يعلق المتخصص في شؤون القدس على هذا الأمر، قائل إن العالم وضع آلية دولية للوقوف في وجه جرائم الحرب هي المحكمة الجنائية الدولية، والأردن مصادق على ميثاق روما المؤسس للمحكمة منذ عام 1998، فلماذا لا يذهب الأردن خطوة إضافية أبعد من التغريد ويحيل هذه القضية إلى الجنائية الدولية؟
وتابع: “لماذا يتعامل مع أهل الحي عبر السلطة الفلسطينية مع أنه الدولة الضامنة لحقهم بعقود وُقعت معهم مباشرة قبل أن تتأسس منظمة التحرير الفلسطينية فضلاً عن السلطة؟”.
اقرأ أيضا:
اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية
جلسة طارئة أعلنت عنها الجامعة العربية، مساء السبت، على مستوى المندوبين الدائمين الإثنين المقبل، لمناقشة الأوضاع في القدس المحتلة.
يأتي الاجتماع غير العادي استجابة لطلب فلسطين، في وقت سابق اليوم السبت، بضرورة عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية لمناقشة التطورات الأخيرة في القدس.
وقال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، إنه تقرر عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين الإثنين حضوريا بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، وذلك بناء على طلب فلسطين.
ويهدف الاجتماع، بحسب بيان زكي، إلى بحث الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة المسجد الأقصى المبارك.
كما يناقش الاجتماع الاعتداء على المصلين والمخططات الإسرائيلية للاستيلاء على منازل المقدسيين خاصة في حي الشيخ جراح في محاولة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها.
وكان سفير فلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، دياب اللوح قال إنه “تم تقديم طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية”.
الأزهر.. انتهاك حرمات الله
وفي نفس السياق، اعتبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، إنَّ اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمِنين، ومن قَبلِها الاعتداء بالسلاح على التظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله – إرهابٌ صهيوني غاشم في ظل صمت عالمي مخزٍ.
وأعلن الطيب أن الأزهر الشريف، علماء وطلابا، ليتضامن كليًّا مع الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه استبداد الكيان الصهيوني وطغيانه، داعيًا الله أن يحفظهم بحفظه، وينصرهم بنصره فهم أصحاب الحق والأرض والقضية العادلة.