لعبت القمة وانتصر الخوف.. هذا هو العنوان الأبرز لأهم مباراة وديربي بمصر والوطن العربي كاملاً، حيث اكتفى القطبان الأهلي والزمالك بتعادل محبط وبمستوى فني متدن لتخرج القمة الثانية في شهر رمضان دون المستوى وبتعادل إيجابي بين الغريمين ليظل الفارق بينهما كما هو 4 نقاط وللأحمر مباراتين أقل.

لا فرص ولا مجازفة

ظهر الأهلي والزمالك بمستوى متوسط أو حتى أقل من ذلك، فغابت الفرص الخطيرة في أغلب فترات اللقاء، ويبدو أنهما لم يرغبا في المجازفة، حيث لعب الفريقان بنفس الخطة المعتادة (4-2-3-1)، بوجود رأس حربة ومن خلفه 3 لاعبين، وهو الأسلوب الذي كان الزمالك أكثر نجاحًا في الاعتماد عليه بالشوط الأول.

حيث ترك الأهلي له الاستحواذ معتمدًا على الهجمات المباغتة لاستغلال سرعات لاعبيه بخط الهجوم، مع الارتداد السريع للجناحين حسين الشحات وطاهر محمد طاهر، وبعد عدة غارات على مناطق الزمالك تراجع المارد الأحمر وترك الملعب للزمالك، وظلت سجالاً هكذا طوال الشوط الأول.

فيما كان الأهلي أكثر نجاعة بالشوط الثاني حتى سجل هدفه الأول الرائع، قبل أن يتراجع بآخر ربع ساعة دون مبرر من مدربه موسيماني، ليتلقى هدفًا غريبًا من فرجاني ساسي حسم التعادل بينهما في النهاية.

لاعبون خارج الخدمة

صنع لاعبو القطبين الحدث طوال القمة، فلم يظهر أغلبهم بمستواهم المعهود إلا عدد قليل منهم وفي لقطات فردية وقليلة للغاية على مدار شوطي اللقاء، الزمالك خلق فرصا أكثر وأخطر من الأهلي بالشوط الأول لكن لاعبيه تفننوا في إضاعتها بغرابة سواء بالتمريرات العرضية أو التسديدات غير المتقنة.

وانعكس الأداء الهجومي الباهت على شكل الدفاع، ولم يتعرض مدافعو الفريقين لكثير من الاختبارات الصعبة، باستثناء لقطتي الهدفين، فيما كلف ارتباك دفاع الزمالك الفريق استقبال هدف من توقيع صلاح محسن في الدقيقة 73، كما تسبب التمركز الخاطئ لمحمد الشناوي حارس الأهلي في تسجيل الفريق الأبيض هدف التعادل عن طريق فرجاني ساسي بعد 7 دقائق.

رهان خاسر لموسمياني

دفع الأهلي ثمن رهان موسيماني الخاسر في لقاء القمة بالضغط على الجبهة اليسرى للزمالك، والتركيز على اختراق عمق الدفاع الأبيض في ظل المساحة الواضحة بين الثنائي محمود علاء ومحمود الونش.

اعتمد موسيماني على إتقان عمرو السولية لاعب الوسط إرسال الكرات الطولية، ولكنه ركز على اللعب في المساحات خلف ظهير الزمالك أحمد أبو الفتوح وانطلاقات حسين الشحات وهو ما كاد أن يسفر عن هدف أهلاوي في بعض المحاولات خلال الربع ساعة الأولى.

تمريرات محمد مجدي أفشة كانت مهمة أيضاً لتمويل اختراقات محمد شريف في عمق الدفاع الأبيض ولكن لماذا لم يهاجم موسيماني الجبهة اليمنى للزمالك؟، فعلى أرض الواقع الجبهة اليمنى للزمالك تبدو أضعف دفاعيًا وهجوميًا فالظهير حمزة المثلوثي يعاني من بطء واضح بخلاف ارتكابه بعض الهفوات الدفاعية التي تكلفه الكثير.

كما أن أحمد سيد زيزو بعيد عن مستواه ولا يقدم الشكل الهجومي المطلوب بخلاف بطء محمود علاء قلب الدفاع الأيمن في التغطية خلف الظهير، واللعبة الوحيدة التي أرسلها السولية في اتجاه الجبهة اليمنى للزمالك أسفرت عن هدف للأهلي مع سوء تمركز محمود علاء وتقدم حازم إمام الذي حل بديلاً للمثلوثي ولم يستطع العودة بنفس القوة لأداء واجبه الدفاعي.

موسيماني أيضًا لم يستغل أحد أهم أوراقه بعد التقدم على الزمالك وهو محمود عبد المنعم كهربا صاحب السرعات الكبيرة في المساحات، وهو نفس حال مروان محسن الذي كانت مشاركته لمجرد الفوز بالكرات الهوائية التي قرر موسيماني اللجوء لها.

الربع ساعة الأخيرة شهدت إدارة سيئة من موسيماني سواء بعدم إشراك لاعب وسط إضافي، أو عدم منح الفرصة للثنائي السريع والتر بواليا وكهربا لصناعة الخطورة بكرات مرتدة على الزمالك، كما فشل موسيماني في علاج بعض أخطاء دفاعه الساذجة التي ظهرت في اللقاءات الأخيرة، وكلفت الأهلي عدم الحفاظ على نظافة شباكه للمباراة الثامنة على التوالي.

كارتيرون لغز محير

في المقابل دفع الزمالك أيضًا ثمن الخوف الزائد من مدربه الفرنسي باتريس كارتيرون الذي كاد أن يخرج بفريقه خاسرًا، فلا يبدو كارتيرون واثقًا في قدرات لاعبيه وخاصة في اللقاءات الكبيرة، وتغيير خطة اللعب أمام الأهلي والاعتماد على يوسف أوباما كمهاجم وهمي يؤكد ذلك.

لم يستفد كارتيرون من قدرات شيكابالا سواء كجناح خطير أو كصانع لعب في الارتباك التكتيكي الواضح من الفرنسي، في استغلال تحركات شيكابالا الذي صنع الخطورة بمجرد انتقاله للجبهة اليمنى في إحدى اللعبات.

نفس الأمر حدث مع مشاركة أوباما التي كانت قرارًا غير مبرر من مدرب الزمالك وساهمت في تحجيم قدرات الفريق الأبيض الهجومية، رغم امتلاك الفريق 4 مهاجمين استبعد منهم سيف الدين الجزيري وأسامة فيصل.

ولم يظهر الزمالك بهوية تكتيكية واضحة سواء بالتمريرات والأداء المنظم الذي كان يقدمه مع مدربه السابق جايمي باتشيكو، أو الأداء الدفاعي الصارم أو الكرات الطولية واعتمد فقط على بعض المهارات الفردية من شيكابالا وأشرف بن شرقي.

أرقام متكافئة بالقمة

تبدو الأرقام متكافئة بنسبة كبيرة بين الفريقين فعلى مستوى التمريرات تفوق الأهلي برصيد 397 تمريرة مقابل 336 للزمالك، بخلاف أن دقة التمريرات كانت متقاربة بين الفريقين 83 للأهلي و80 للزمالك.

وخسر الزمالك الكرة بشكل أكبر (35 مرة) مقابل 25 مرة للأهلي، ولكنه تفوق في إرسال الكرات العرضية برصيد 17 تمريرة مقابل 13 للشياطين الحمر.