“قلبي وروحي ودعمي لكي يا فلسطين” 5 كلمات عبر بهم اللاعب الدولي المصري، المحترف في صفوف أرسنال الإنجليزي، محمد النني، عن دعمه للقضية الفلسطينية في ظل التجاوزات التي يرتكبها جيش الاحتلال وشرطته بحق سكان القدس الشرقية وقطاع عزة. لكن كلماته أزعجت عضو منظمة يهودية في بريطانيا، الذي تحرك لمعاقبة لاعبنا بالضغط على ناديه وشركات الرعاية بدعوى معادته للسامية.

كلمات النني التي تداولها المصريون بكثافة في اليوميين الماضيين، فخرا بموقفه، لم تمر مرور الكرام على تل عوفر، عضو منظمة بورد أوف ديبيوتيز اليهودية في بريطانيا، وأحد مشجعي الفريق الملقب بالمدفعجية، الذي خاطب إدارة أرسنال عليه لإبداء موقف من تضامن النني مع فلسطين.

ورغم رد إدارة أرسنال بأنه اللاعب يتمتع بحقوقه كاملة في استخدام حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل التزامهم بدعم المساواة والتنوع، إلا أن عوفر ظل منتظرا خروج اللاعب للاعتذار عما نشره.

ولا يوجد ثمة قانون أو لائحة تتيح للأندية التحكم في ما ينشره اللاعبون على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هناك أندية بدأت في الحديث عن تأثير الوسائط الحديثة على ذهنية اللاعبين في ملاعب كرة القدم، لما فيها من مناقشات حادة مع الجماهير.

ولم يكتف الناشط اليهودي بهذه الخطوة، وواصل تصعيده ضد لاعب الفراعنة، بمخاطبته شركتي أديداس ولافاتزا، اللذان يرعيان أرسنال، بشأن ما نشره النني من تضامن مع القضية الفلسطينية. كما طالب الاتحاد الإنجليزي بإيقاف النني، بسبب ما نشره من تضامن.

وقارن عضو منظمة بورد أوف ديبيوتيز اليهودية في بريطانيا موقف النني بحالات إيقاف لويس سواريز ونيكولاس أنيلكا، بعدما عوقب الأول بسبب اتهام بالإساءة العنصرية لباتريس إيفرا إبان، فيما عوقب أنيلكا، المسلم، بسبب ما اعتبرته رابطة الدوري الإنجليزي إشارة سياسية معادية للسامية أثناء احتفاله بهدف لفريقه وست بروميتش ضد وست هام.

بل قارن واقعة النني الذي قال عوفر إنه نشر صورة لخريطة دون وجود إسرائيل، وبين موقف النادي الإنجليزي من مسعود أوزيل لاعبه السابق حينما ساند مسلمي الإيغور في الصين، والذي أدى في النهاية لرحيله مجانا عن النادي.

وطالت تهمة “معاداة السامية” عدداً من اللاعبين مؤخراُ، منهم توني باركر، لاعب فريق “سان أنطونيو سبيرز”، بالدوري الأمريكي لكرة السلة، بعد الكشف عن صورة التقطت له قبل نحو ثلاث سنوات، وهو يقوم بأداء نفس الإشارة بذراعيه.

ويعرف البرلمان الأوروبي معاداة السامية بأنها تصور معين لليهود، والتي يمكن أن تتجلى في الكراهية ضدهم. إن المظاهر الخطابية أو الجسدية لمعاداة السامية تستهدف الأفراد اليهود أو غير اليهود أو/ وممتلكاتهم، مؤسسات أهلية، وأماكن عبادة”.

وتشهد بريطانيا بشكل عام ارتفاعا في حالات معاداة السامية، إذ ذكرت منظمة أمن الجالية اليهودية في بريطانيا Community Security Trust “CST” ، وهي منظمة أمنية مجتمعية يهودية تعمل بالتعاون مع شرطة المملكة المتحدة، أن هناك 1805 حادثًا لا ساميا في بريطانيا في عام 2019، ويعتبر الأعلى الذي تم تسجيله على الإطلاق في سنة واحدة.

وعقب انتشار التغريدات التي يحاول فيها عوفر إرهارب اللاعبين المتضامنين مع القدس وغزة ضد القصف الإسرائيلي، دشن الصحفي المصري شريف محمد هاشتاجا” ندعم محمد النني #We_Support_Elneny” لدعم محترفنا المصري، استطاع من خلاله ان يحتل قائمة التريند المصري على تويتر في الساعات القلية الماضية.

وقال شريف: “عمل هاشتاج على (الفيس بوك وتويتر) دعم ومساندة للنني ودا يكون أقل واجب على موقفه الأخير اللي لا ينسى”.

اللافت أن تحرك عوفر ضد النني لأنه يشجع فريق أرسنال في وقت شارك لاعبون عرب وحاملو جنسيات مختلفة هاشتاجات دعم القضية الفلسطينية، من بينهم لاعبنا الدولي محمد صلاح، والفرنسي بول بوجبا لاعب مانشتر يونايتد. كما حرص محمود تريزجيه وأحمد المحمدي والثنائي يلعب في الدوري الإنجليزي على دعم الشعب العربي.

ليس نجوم الكرة وحدهم من تضامنوا مع القدس ضد القصف، إذ بعثت فرقة الهارد روك الشهيرة برسالة دعم عبر توتير ” للشعب الفلسطيني الذي يقاوم كافة أشكال الإرهاب الاستعماري بجميع أشكاله”. كما نشرت عارضة الأزياء الأمريكية من أصول فلسطينية بيلا حديد رسالة على إنستغرام قالت فيها “أنت إما على الجانب الأيمن”. أو أنت لست كذلك “.

ومن جهته، علق النادي الإنجليزي على الأحداث الأخيرة في رسالة لموقع رياضي مصري، مؤكدا أن للاعبين الحق في التعبير عن رأيهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم. وذكر النادي أنه تحدث إلى لاعبه النني عن هذا الأمر ليدرك التأثير واسع المجال الذي يحدثه منشوره، مؤكدا التزامه بمواجهات وإقصاء كل أشكال التمميز والاستمرار في الانحياز والتنوع في كافل مناحي الحياة.