يبدو أن طريق الأهلي المصري في بطولة دوري أبطال أفريقيا بالسنوات الأخيرة، بات مرتبطًا بمواجهة صن داونز الجنوب أفريقي. حيث يستضيفه مساء اليوم السبت على استاد السلام ضمن منافسات ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال. لتكون تلك هي المواجهة الثالثة بينهما.

الأولى كانت في 2019 ثم 2020 الماضية قبل اليوم للمرة الثالثة على التوالي، لكن هذه المرة تشهد اختلافًا وحيدًا. وهو المدرب بيتسو موسيماني مدربًا للأحمر في هذه المواجهة بخلاف المرتين السابقتين كان مدربًا لصن داونز.

ويمر الأهلي بفترة عصيبة من حيث تذبذب النتائج وتراجع الأداء وإصابات بالجملة تضرب نجوم الفريق. ما يجعل الجماهير الحمراء في حالة قلق نسبي من تلك المواجهة الصعبة. والتي ربما تطيح بالمدرب موسيماني من منصبه في حالة الخروج من هذا الدور بالبطولة الأفريقية.

في التقرير التالي نستعرض 3 عوامل يجب على الأهلي وموسيماني التركيز لتحقيقها في تلك المباراة حتى يضع قدمًا في نصف النهائي..

أول نقاط قوة أمام صن داونز.. اللعب بقوة منذ البداية وتجنب البطء

افتقد الأهلي لميزة البدايات مع موسيماني والتي بدأ بها عمله بشكل واضح في مباراتي الوداد والزمالك في دوري أبطال أفريقيا الماضي. تلك التي سجل بهما الأحمر أولًا ومبكرًا وبالتالي سيطر على سيناريو المباراة، ولكن هذه الميزة تلاشت مع الوقت.

الأهلي في الدوري سجل 35 هدفًا في 19 مباراة بنسبة 1.8 هدف في المباراة وهي نسبة هجومية ممتازة. ولكن توزيع أهداف الأحمر يكشف مشكلة كبيرة. الأهلي سجل 10 أهداف فقط في الشوط الأول، 4 منهم في ربع الساعة الأخير من الشوط. فالهدف المبكر في أي مباراة، يغير من مجرياتها لصالح الفريق الذي يسجله.

فثبت بالدليل القاطع أن الأهلي يكون أفضل كثيرًا عندما يسجل الهدف الأول والمبكر مع موسيماني. كذلك تذوق مرارة أن يكون الطرف المستقبل للهدف الأول. فأبناء الجزيرة يفوزون دائمًا عندما يسجلون أولاً، ولا يفوزون عندما يستقبلون أولًا. مثلما حدث في مباريات فيتا كلوب بالقاهرة والمريخ في السودان، وسموحة وغزل المحلة في الدوري مؤخرًا.

الأهلي والمحلة في الدور الأول

الحفاظ على نظافة الشباك

عندما تخوض مباراتين ذهاب وإياب ضد فريق قوي، وتكون مباراة الذهاب على ملعبك، فإن الأولويات تنقسم. بين تحقيق نتيجة مريحة قبل السفر للعب مباراة الإياب وعدم تلقي أي أهداف.

في 10 مارس الماضي فاز الأهلي على الإسماعيلي 2-0 ومنذ ذلك التاريخ لعب الأحمر 12 مباراة لم يحافظ على شباكه نظيفة سوى في مباراتين فقط. وفي كل المباريات التي كان فيها الخصم سباقًا بالتهديف. لم يحقق الأهلي عودة في النتيجة وفي آخر 8 مباريات بالدوري تلقى الأحمر على الأقل هدفًا في كل مباراة.

وبالنظر لتلك الأهداف يتضح نقطة ضعف جلية في منظومة الأهلي. فمن أصل 9 أهداف سكنت شباك الفريق بتلك المباريات الثمانية. 5 أهداف فقط كانوا نتيجة مواقف ثابتة سواء لصالح الفريق أو ضده.

العيب الأوضح يأتي في الدفاع ضد الكرات الثابتة الذي كلف الفريق أهدافًا أمام إنبي. حيث ارتكب سعد سمير ركلة جزاء على رامي صبري أثناء التسابق لكرة ثابتة. ثم أمام المصري والجونة، وهو أمر يجب على موسيماني إصلاحه حتى لا يقبل هدفًا مجانيًا.

الشناوي

تفادي إهدار الفرص في هذا المستوى

قدرة الأهلي على خلق الفرص لا غبار عليها، ففي 19 مباراة بالدوري وصل الفريق لنسبة 2.7 هدف متوقع في المباراة. لكن في المقابل سجل الأهلي 35 هدفًا بنسبة نجاح 66% وهي تعتبر نسبة مقبولة. فالفريق يحول ثلثي الأهداف المتوقعة لأهداف حقيقية.

ولكن لأن كرة القدم ليست لعبة رقمية فقط، فأحيانًا يحول الأهلي كل فرصه إلى أهداف. بينما في أحيان أخرى لا يحول أي منها لأهداف، وهو أمر يجب ألا يحدث ضد صن داونز. على سبيل المثال صانع ألعابه محمد مجدي أفشة يصنع فرصة محققة لزميل له كل 41 دقيقة. وزميله حسين الشحات يصنع فرصة كل 40 دقيقة. أما بقية لاعبي الجزء الهجومي يقعون في منطقة صناعة فرصة لزميل كل 100 دقيقة تقريبًا.

فالأهلي لا يعاني للوصول إلى المرمى لكنه يعاني في تحويل كم الفرص الكثيف لأهداف. كذلك كان الدليل الواضح في مباراة فيتا كلوب بالقاهرة. لذلك فإن القرارات الخاطئة في الثلث الأخير لنجوم هجوم الفريق هي مشكلة الأهلي الكبرى.

لاعبو الجزء الهجومي للأهلي من الممكن تقسيمهم لعدة فئات، منهم من يتخذون القرار الصحيح أمام المرمى مثل وليد سليمان. الذي كان من المتوقع له 1.52 هدفًا ولكنه سجل 3 أهداف. ومحمد شريف الذي سجل 9 أهداف من نسبة أهداف متوقعة 9.86.

حسين الشحات وإهدار الفرص

وهناك فئة أخرى من يأخذون القرار الصحيح في وقت التسديد لكنهم لا يسجلون الأهداف منهم أفشة الذي سجل هدفين من 4.22 نسبة أهداف متوقعة. والشحات الذي سجل 4 أهداف من 5.07 هدف متوقع. وطاهر محمد طاهر الذي سجل هدفين من نسبة أهداف متوقعة 1.66. تلك الفئة تستطيع تسجيل الأهداف عندما تسدد. لكن ما قد يعيبها أحيانًا هو عدم اتخاذ القرار بشكل مكثف ولذلك نسبة أهدافهم المتوقعة نفسها منخفضة.

حسين الشحات

وآخر فئة من الخط الهجومي من يأخذون المواقع المناسبة ويسددون في الوقت والزوايا السليمة لكنهم يهدرون فرصًا عديدة أكثر من الفئة السابقة. فوالتر بواليا لم يسجل سوى 3 أهداف هذا الموسم من نسبة أهداف متوقعة 10.38. كما أنه أبرز مثال على ذلك الأمر. أما محمود كهربا يمثل حالة وسط بين كل لاعبي المنطقة الهجومية للأهلي. حيث يحقق نسبة مرتفعة 7.75 ولكنه سجل منها 4 أهداف فقط.

لذلك أمام خصم قوي مثل صن داونز وبعكس مباريات الدوري لا يوجد مجال للتعويض. وتسجيل معظم الفرص المتاحة سيكون له مفعول السحر في نتيجة المباراة.

تاريخ مواجهات الأهلى مع صن داونز وتشكيله المتوقع

التقى الأهلي مع صن داونز في 8 مواجهات سابقة بدوري أبطال أفريقيا، وتمكن الأحمر من تحقيق الفوز في أربع مواجهات. بينما انتهت 3 مواجهات بالتعادل وفاز صن داونز في مباراة واحدة. لكنها كانت الأكبر للأهلي بالبطولات الإفريقية، عندما خسر المارد الأحمر بخماسية نظيفة.

أما التشكيل المتوقع للشياطين الحمر خلال لقاء اليوم فيشهد قوة كبيرة على الورق، ربما يكون لها مفعول السحر بالمباراة، ويأتي كالتالي:

حراسة المرمى: محمد الشناوي، الدفاع: أيمن أشرف – بدر بانون – رامي ربيعة – محمد هاني. والوسط: أليو ديانج – عمرو السولية – محمد مجدي أفشة. والهجوم: حسين الشحات – طاهر محمد طاهر – محمد شريف.

وكان الأهلي تأهل لهذا الدور بعدما أنهى مجموعته في المركز الثاني خلف سيمبا التنزاني. في المجموعة التي ضمت بجوارهما المريخ السوداني وفيتا كلوب. بينما حصد نادي صن داونز صدارة المجموعة الثانية على حساب شباب بلوزداد الجزائري ومازيمبي والهلال السوداني.