نشرة خاصة نقدمها إليكم هذا الأسبوع من زاويتنا الثابتة “الخليج في أسبوع”، خصوصيتها هذا الأسبوع لسيطرة ما يحدث في فلسطين المحتلة من جرائم دولة الاحتلال، وكيفية تعاطي بعض البلدان الخليجية مع الأحداث الدامية، ففي الكويت التي عرفت برفضها الدائم للتطبيع، استبدلت الخارجية الكويتية في بيانها مصطلح “إسرائيل”، بمصطلح “الاحتلال الاسرائيلي”. بناء على ضغط شعبي، وبرلماني، في حين يحظى الموقف الإماراتي بانتقادات في ظل اللهجة الدبلوماسية التي تساوي بين المعتدي الإسرائيلي، وأصحاب الأرض من الفلسطينيين. في المقابل اعتبر مفتي سلطنة عمان أن الأحداث الأخيرة في الأرض المحتلة عبرة للمتخاذلين الذين رضوا لأنفسهم الهُون، واستكانوا لمن لم تُفدهم استكانتهم عنده شيئاً، بل زادتهم خِسَّة وذُلاً”، دون أن يوضح المقصودين تحديداً بكلامه.

وفي موضوع آخر، سجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في برنامج التبرع بالأعضاء التابع للمركز السعودي للتبرع بالأعضاء، في خطوة تعكس تغير السياسات الدينية الصارمة المتبعة في المملكة منذ عقود.

الخارجية الكويتية تتراجع عن مصطلح “إسرائيل” بعد ضغط شعبي

تراجعت الخارجية الكويتية عن استخدامها لكلمة “اسرائيل”، واستبدلتها بمصطلح الاحتلال الاسرائيلي، في بيانها التي أدانت استمرار الانتهاكات الاسرائيلية بحق أصحاب الأرض من الفلسطينيين.

جاء هذا التغيير في أعقاب ضغط شعبي كبير وصل إلى قبة البرلمان،  حيث طالب عدد من الكويتيين وصف “إسرائيل” بدولة الاحتلال، أو “الكيان الصهيوني”.

واقترح ثلاث نواب في مجلس الأمة الكويتي استخدام عبارات “الكيان المحتل” و”العصابات الصهيونية” بدلاً من “إسرائيل” في البيانات الرسمية للدولة الخليجية.

وقال النائب أسامة الشاهين، في تغريدة له عبر حسابه في موقع التواصل “تويتر”، إنه تقدم مع الزميلين عبد العزيز الصقعبي وحمد المطرفي اقتراحهم بطلب تصحيح المصطلحات المستخدمة في البيانات الرسمية وإعلام الدولة تجاه “الكيان الصهيوني”.

إدانات أممية لاشتباكات القدس

وتتمتع القضية الفلسطينية بمكانة كبيرة لدى الكويتيين، وهي من الدول الخليجية التي رفضت حمى التطبيع التي تقودها الإمارات، والبحرين منذ فترة. كما أنها أصدرت بيانا شديد اللهجة على خلفية العدوان الصهيوني على حي الشيخ جراح، ومحاولة سرقة منازل الفلسطينيين، والهجوم الوحشي على قطاع غزة، الذي خلف خسائر بشرية، ومادية جسيمة.

وارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ مساء الاثنين الماضي، إلى 136 مواطنا بينهم 31 طفلا، و20 امرأة، وإصابة أكثر من 1000، بينهم حالات خطيرة، وأصيبت المباني بدمار هائل، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

الإمارات تذهب بعيدا في دعايتها للاحتلال الإسرائيلي

أعرب وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، عن قلق دولة الإمارات البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وفلسطين، داعيا “جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي”.

أضاف بن زايد، في بيان، أن دولة الإمارات “تضم صوتها إلى الآخرين في الدعوة إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية، وتدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واتخاذ خطوات فورية للالتزام بوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي”.

وحظي البيان الإماراتي بانتقادات نتيجة مساواته بين الجانبين، بينما يستمر عدوان الاحتلال على قطاع غزة، وتدنيس المستوطنين المتطرفين للقدس، عبر محاولة الاستيلاء على حي الشيخ جراح.

وفي إطار محاولة الإمارات للحفاظ على العلاقات مع الاحتلال، وجه ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، انتقادات لحركة حماس الفلسطينية، وحملها مسؤولية تصعيد المواجهات، وسقوط قتلى فلسطينيين، مصرحاً بأن “على العرب القضاء على حماس”، بحسب تعبيره.

ضاحي خلفان

كما قال حلفان في وقت سابق “سيكون آمن لليهود أن يعيشوا في الدول العربية بدلا من إصرارهم على البقاء في القدس…لأنهم بهذه التصرفات يثيرون على أنفسهم مخاطر لا تحمد عقباها”.

في حين رصد له المغردون تصريح سابق قال فيه “اقترح عدم قيام دولة فلسطينية، والاكتفاء بدولة إسرائيلية تضم الفلسطينيين”

في السياق ذاته، نشر مقال بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن مستخدمين لتويتر بالإمارات يقومون بدعم ضمني من الدولة بتحريف واختيار وإعادة صياغة الحقائق لخدمة الاحتلال الاسرائيلي على حساب الفلسطينيين.

ويقول كاتب المقال أندرياس كريغ المحاضر بكلية الدراسات الأمنية في كينغز كوليدج لندن إن الأمر الأكثر لفتا للنظر هو أن المؤثرين الإماراتيين، الذين غردوا بترخيص من الحكومة، اختاروا الثناء على سلوك الاحتلال في وقت قامت فيه قوات الاحتلال، بمحاصرة المسجد الأقصى واقتحامه في أيام رمضان الكريم.

وأورد كريغ أمثلة على تبني المؤثرين الإماراتيين الدعاية الصهيونية مثل اختيار حمد الحوسني إعادة تغريد فيديو من حساب إسرائيلي، والذي يقول فيه إن المتظاهرين تستغلهم حركة حماس، وبكلماته الخاصة “حفظ الله الحرم القدسي الشريف من عبث الإرهاب”. كما أعاد منذر الشحي تغريدة من الحساب نفسه قائلا “شكرا إسرائيل بالعربية على توضيح الحقيقة”.

وبالتزامن، تفاعل مغردون في مصر ودول عربية أخرى على وسم “مقاطعة الإمارات”، متهمين إياها بلعب دور بارز في دعم الاحتلال ودفع الدول للتطبيع معها.

مفتي عمان: أحداث فلسطين عبرة للمتخاذلين زادتهم خسة وذلا

وفي سلطنة عمان علّق المفتي أحمد بن حمد الخليلي، مجدداً على الأحداث الجارية في فلسطين، وهجمات الاحتلال في كل من القدس المحتلة وقطاع غزة.

وقال الخليلي في تغريدة له على موقع “تويتر” “لقد أثبتت الأحداث الأخيرة في الأرض المحتلة أن قوة الإرادة هي أعظم من أن تُقهر بقوة السلاح، وأن الإيمان هو أقوى عتاد في مواجهة العدو”.

واعتبر أن في ذلك “عبرة للمتخاذلين الذين رضوا لأنفسهم الهُون، واستكانوا لمن لم تُفدهم استكانتهم عنده شيئاً، بل زادتهم خِسَّة وذُلاً”، دون أن يوضح المقصودين تحديداً بكلامه.\

ومن قبل ندد الشيخ أحمد ، بموقف “أهل العلم” مما يجري، معرباً عن تحيته للمرابطين الذين يدافعون عن المسجد الأقصى ضد محاولات “تدنيسه”.

مفتى عمان

وكان الشيخ الخليلي قد دعا، إلى نصرة الشعب الفلسطيني، خاصة في مدينة القدس، في مواجهة الاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وبين الحين والآخر يخرج مفتي سلطنة عمان بتصريحات ذات أبعاد سياسية على صفحته في “تويتر”، كان أبرزها اعتباره التطبيع “خيانة لله تعالى ولرسوله ولكتابه وللأمة العربية والمقدسات”.

العاهل السعودي وولي عهده يسجلان في برنامج التبرع بالأعضاء

في خطوة هي الأولى من نوعها سجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في برنامج التبرع بالأعضاء التابع للمركز السعودي للتبرع بالأعضاء، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وقالت الوكالة إن هذه “البادرة الإنسانية تأتي في إطار ما يحظى به مرضى الفشل العضوي النهائي من عناية بالغة” من الملك سلمان وولي عهده.  واعتبرتها “تشجيعاً من القيادة لعموم المواطنين والمقيمين على التسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء، لما له من أهمية بالغة في منح الأمل للمرضى الذين تتوقف حياتهم على زراعة عضو جديد”.

وأشارت وكالة الأنباء السعودية إلى أن الملك سلمان عمل على تأسيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء، المركز الوطني للكلى سابقًا، استشعارًا منه معاناة مرضى الفشل الكلوي وتزايد أعدادهم، وأهمية توسيع دائرة التبرع بالأعضاء لتشمل جميع مرضى الفشل العضوي النهائي.

في غضون ذلك، قالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية، في بيان، إن تسجيل الملك سلمان وولي العهد في برنامج التبرع بالأعضاء “من العمل الصالح الذي اتفقت الهيئات والمجامع العلمية الشرعية على عظيم أجره”.

وأضاف البيان: “التبرع بالأعضاء بعد الوفاة ليستفيد منها الآخرون داخل في مشمول استبقاء الحياة والمحافظة عليها، التي هي من أعظم مقاصد ديننا الحنيف… كما أن هذا التبرع من الإحسان… ومن أعظم أنواعه أن يكون الإنسان سببا في استبقاء حياة إنسان آخر أو في التخفيف من آلامه أو في الشفاء من مرضه”.

ورأت هيئة كبار العلماء أن مبادرة الملك سلمان وولي عهده بالتسجيل “تمثل سنة حسنة وخطوة مباركة تدعو وتحفز الجميع من مواطنين ومقيمين لسلوك جادتها على ضوء حاجتها الملحة ونفعها العام وأجرها وثوابها العظيم عند الله تعالى”.

في حين كانت الأراء الدينية للمدارس السعودية الفقهية من قبل، تختلف على ذلك، ومنها الشيخ ابن باز الذي أبدى مخالفا في المسالة قائلا ” أنا متوقف في ذلك؛ لأني أرى أن هذا يُخشى أن يكون من المثلة، كونه يتبرع بكليته أو بقلبه إذا مات أو بيده أو برجله: أخشى أن يكون هذا من المثلة التي جاء الشرعُ بالنَّهي عنها، والمسألة محل نظرٍ، ومحل تأمُّلٍ، والأحوط عندي ألا يتبرع بشيءٍ، وألا يسمح لأحدٍ أن يُقَطِّعه بعد وفاته، وألا يُتعرض له”.